Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تطلق "عملية كورونا ليلية" لتأمين معدات الوقاية

بعد اعتراف بينت بسرقة "الموساد" أدوات طبية أعلن مسؤولون فشل الجهود الخارجية

نقطة تفتيش إسرائيلية في مدينة بني براك قرب تل أبيب (أ.ف.ب)

 

بعد يوم من اعتراف وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينت، بحصول الموساد على معدات طبية حيوية لمواجهة فيروس كورونا، بالسرقة من دول أجنبية عدة، ادعت تل أبيب أن جهودها للحصول على أجهزة تنفس اصطناعي من الخارج فشلت، وهي تواجه مشكلة نقص في العلاج.

وفاجأ الإعلان الإسرائيلي جهات أمنية وسياسية وشعبية، وكان النقاش في ذروته حول الأسلوب الذي مارسه الموساد في السيطرة على معدات طبية كانت مخصصة لدول معينة، والحصول عليها عبر علاقات مع جهات دبلوماسية لا تقيم معها علاقات سابقة.

وأعلنت جهات إسرائيلية تابعة لوزارة الصحة أنه عقب الإعلان عن فشل تلك الجهود، هناك حاجة فورية لأجهزة تنفس لحاجة وحدات العناية المكثفة في المستشفيات، وإزاء احتمالات ارتفاع غير متوقع في عدد المصابين المحتاجين لها، المرجح أن يصل إلى خمسة آلاف مريض، في حين لا يوجد أكثر من عشرة في المئة من الأجهزة لهذا العدد الكبير من المرضى.

السرقة بطرق فظة وذكية

ومنذ الإعلان عن الأزمة الصحية التي تواجهها إسرائيل، في مواجهة الفيروس، لعدم استعداد مستشفياتها أو وزارة الصحة لمثل هذا الوضع، تبذل المؤسستان الأمنية والسياسية جهوداً في محاولة للحصول على المعدات الضرورية على الأقل. وأعلنت جهات أمنية أن النقص الأكبر في أجهزة التنفس الاصطناعي، وأن الجهود تُبذل في الخارج للحصول على أكبر عدد ممكن، والعدد المطلوب لا يقل عن عشرة آلاف جهاز.

وسرعان ما تبيّن أن أكثر من دولة، أولها ألمانيا، رفضت طلب إسرائيل بيعها أجهزة تنفس ومعدات حيوية أخرى لمواجهة الفيروس التاجي. وبعد أقل من 24 ساعة، كشفت جهات إعلامية أن تل أبيب حصلت على معدات طبية كبيرة وأجهزة تنفس بعد أن "استولت عليها وسرقتها من دول، كانت خصصت هذه الأجهزة لتوزيعها على مستشفياتها أو مستشفيات في الخارج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إطار توضيح اللغط الحاصل والبلبلة التي أثارها أسلوب الموساد، قال بينت أن هذا الجهاز حصل على معدات طبية حيوية بواسطة السرقة وليس فقط بالاتصال بجهات لا توجد معها علاقات دبلوماسية رسمية. وعندما سئل "هل قام الموساد بعملية سرقة؟". رد بينت "طبعاً لن أجيب على هذا السؤال، لكن كلنا نعمل بطرق فظة وقاسية وذكية، وهناك قدرات خلاقة لدينا، وفي مجال تحويل ماكنات مختلفة لماكنات تنفس اصطناعي، وقد كنت شخصياً في مثل هذه الوحدات".

وبحسب ما كشف، فقد أدخل الموساد إلى إسرائيل 100 جهاز فحص خاص بكشف الوباء خلال عملية "ناجحة" قامت بها ليلاً، وبأنه يخطط لجلب المزيد خلال الأيام المقبلة. وحرص الموساد على التعتيم الكامل على مهمة إحضار المعدات الطبية، فلم يذكر مصدر أجهزة الفحص والدول التي وصلها عناصر الموساد للحصول على المعدات. وتبيّن أن الموساد زوّد وكالة الصحة الإسرائيلية بخبراء "سايبر" لمساعدتها في كتابة برمجيات لجهود الحكومة في محاربة تهديد كورونا.

تدخل نتنياهو

رئيس الحكومة المؤقت بنيامين نتنياهو، تجاهل النقاش حول أسلوب "الموساد"، وتقدم بشكر لقيادته وعناصره "الذين حصلوا على المعدات الطبية الضرورية التي كانت تحتاجها بلاده". لكن تدخل نتنياهو في هذا الجانب أثار جهات عدة انتقدت ما أسمته "عملية كورونا الليلية"، ورأت أنه إلى جانب رفض هذه الطريقة التي اعتُمدت، فإن تدخله في مثل هذه المهمات على حساب انشغاله عن مهماته الأساسية في قضايا أمنية واستراتيجية، هو أمر مرفوض.

ونقل تقرير إسرائيلي قول ضابط كبير في الموساد، إن "وكالات التجسس في أنحاء العالم كافة، التي تتعامل عادة مع الأمن القومي والإرهاب والجرائم الدولية، تحولت خلال فيروس كورونا إلى استخدام خبرتها في وضع أيديها على المعدات الطبية التي أصبحت لا تقدر بثمن. وإن الدول تخوض معركة شرسة وخفية للسيطرة على إمدادات محدودة من أجهزة التنفس الاصطناعي بأي ثمن".

"نحن أبطال العالم في العمليات"

وجاء في التقرير أن المعدات التي أحضرت شملت 25 ألف قناع  N95و 20 ألف جهاز فحص للكشف عن الفيروس، وعشرة ملايين قناع جراحي و700 بدلة وقائية لعمال الإسعاف، الذين عادة ما يقومون بإجراء الاختبار الأولي للكشف عن الإصابة.

وقال الموساد إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والوزارات الحكومية حصلت أيضاً على 27 جهاز تنفس اصطناعي، وسيتم جلب 160 جهازاً آخر على الأقل إلى إسرائيل، من دون إعطاء تفاصيل عن مصدر المعدات.

ونقل عن ضابط في جهاز الموساد، أن الوضع الدولي مختلف عما كان عليه قبل كورونا. وقال "العالم يبيع أجهزة التنفس الاصطناعي عبر شقوق وعلينا إيجاد تلك الشقوق"، وأضاف "نحن أبطال العالم في العمليات، ونعرف كيفية إدارة عمليات معقدة، نحن نستخدم اتصالاتنا الخاصة للفوز بالسباق، وربما نفعل ما يفعله العالم كله – نضع أيدينا على المخزونات التي يطلبها آخرون".

وشرح الضابط ما حصل معهم في الخارج أثناء مهمتهم الطبية، قائلاً "توجهنا إلى أحد المصانع في دولة أوروبية، وهو واحد من مصانع عدة تزود معدات كثيرة تساعد في مواجهة كورونا. وعندما كنا هناك وصلت شاحنات عند أبواب المصنع، ولكن دولة أوروبية أخرى سبقتنا وقامت بتحميل البضاعة".

وبحسب هذا الضابط، يتلقى مكتبه أكثر من 2000 معلومة كل يوم، بعضها كاذب وبعضها حقيقي، وفي بعضها الآخر تغلبت دول أخرى على إسرائيل.

الصحة في موقف الدفاع

وزارة الصحة من جهتها دافعت عن "الموساد"، وذكر مسؤول سابق في الوزارة أن "أحد أفضليات استخدام جهاز مثل الموساد في شراء سريع في الخارج، هو أنه يستطيع العمل من خلال مسارات تتجاوز البيروقراطية. الطريقة التي تحصل فيها الأمور تضم خطوات من عالم التجسس وتجنيد العملاء، وضمن ذلك دفع سريع بصورة نقدية أو رشوة حين الحاجة". وقد اعتبرت هذه الجهة أن "تلك وسيلة استثنائية يتم استخدامها في حالات الطوارئ".

إلى ذلك، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية أن إحدى عشرة طائرة محملة بملايين المستلزمات الطبية، بما في ذلك أجهزة التنفس الاصطناعي، وأقنعة الوجه والبدلات الواقية للتصدي لتفشي الفيروس، ستُنقل إلى تل أبيب من الصين. كميات كبيرة من المعدات الطبية من بينها 900 ألف قناع جراحي ونصف مليون بدلة واقية ومعدات طبية أخرى، على أن تصل معدات وقائية إضافية في الأيام المقبلة، إلى جانب عدد كبير من أجهزة التنفس.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط