Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شبان ليبيون ينتجون أقنعة لصد "عدوان كورونا"

تلقى المبادرة دعماً شعبياً ورواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي

عزّز فيروس كورونا الذي غزا العالم، مفهوم التعاضد والتعاون لمواجهته، كاشفاً عن كثير من الخيّرين وأعمالهم وإنسانيتهم، في وقت، العالم بأشد الحاجة لهؤلاء وما يحملونه من قيم ومبادئ رفيعة وسامية.

في ليبيا، البلد الذي تمزقه الحرب ودخله الفيروس الفتاك في الأسابيع الماضية، كشفت الأزمة عن الكثير من هذه القلوب الخيرة، التي مدت أياديها للمساعدة في مواجهة الوباء، تطوعاً ومن دون مقابل، وبينهم مجموعة شباب في مدينة بنغازي، تفرغوا لإنتاج واقيات لحماية الأطقم الطبية التي تعالج المرضى من العدوى وانتقال الفيروس إليهم.

صنع هنا

مجموعة الشبان الذين تطوعوا لصناعة هذه المواد الوقائية من فيروس كورونا، ينتمون إلى مؤسسة مدنية تطوعية خصصت أعمالها قبل ظهور الفيروس لمساعدة مبتوري الأطراف وذوي الاحتياجات الخاصة.

يقول الناطق الإعلامي في المؤسسة سليمان الإسكندراني "الفكرة نابعة من كون صناعة المواد الطبية هي من صميم عمل مؤسسة أبحاث، ولدينا مشروع اسمه "صنع هنا" مختص بالتكنولوجيا الطبية، وكنا نصنع سابقاً أطرافاً بلاستيكية صناعية وذكية، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة".

ويضيف في حديث إلى "اندبندنت عربية"، "عند ظهور وباء كورونا، خصصنا أعمالنا ومشروعنا بالكامل لصناعة مواد وقائية من الفيروس، رغبة منا في المساعدة على التصدي للفيروس ومكافحته، ولاقى المشروع نجاحاً وصدى طيباً".

خبرات في العمل التطوعي

يقول رئيس المجلس التنفيذي للمؤسسة المهندس خالد البرعثي لـ "اندبندنت عربية"، إن "المؤسسة تأسست عام 2017 للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً مبتوري الأطراف، وعملنا على توفير الأطراف الصناعية الذكية لهم مجاناً برعاية المؤسسة، وصناعة الشباب العاملين فيها بمجهوداتهم وإمكانياتهم الخاصة".

ويوضح البرغثي "بعد تفشي الوباء والحاجة الملحة لكل المعدات الوقائية التي تحمي من انتقال العدوى، قررت المؤسسة تغيير خط إنتاجها لصناعة المعدات الواقية من فيروس كورونا، وركزنا جهودنا لصناع القناع البلاستيكي الذي يحمي الوجه بالكامل، لمساعدة الأطباء الذي يقفون في الخطوط الأمامية لمواجهة المرض وحمايتهم".

ويرى أن "القناع بسيط في فكرته وتجميعه واستعماله، وعملية تعقيمه سهلة، ما يجعله صالحاً للاستخدام أكثر من مرة".

القدرة الإنتاجية

وحول القدرة الإنتاجية لمجموعة الشبان العاملين في المشروع، يقول سلمان الإسكندراني "حالياً نحن نصنع يومياً نحو مئة وخمسين قناعاً، ونعمل على رفع معدل الإنتاج إلى أكثر من ذلك خلال الأيام المقبلة".

وحول الصدى الذي أحدثه عملهم ومشروعهم، يبين الإسكندراني "أن الصدى والتفاعل الإعلامي والشعبي عبر منصات التواصل مع مشروعهم كان كبيراً ومشجعاً"، مضيفاً "حتى عندما فتحنا منصات للتمويل تقدم الكثير من المتبرعين لدعم المشروع بشكل غير محدود".

مؤكداً "أن الكثير من المؤسسات الحكومية تواصلت معنا أيضاً لدعم المشروع"، معتبراً أن "ذلك خطوة ممتازة لتوسعة أعمالهم التطوعية ومبادراتهم الإنسانية، لدعم المحتاجين للمعدات الطبية التي تنتجها مؤسستهم".

ممر للتعقيم

ويضيف رئيس المجلس التنفيذي للمؤسسة خالد البرغثي "سنطلق قريباً مشروعاً جديداً يجري العمل عليه حالياً، وهو ممر تعقيم للجسم بالكامل قبل الدخول إلى الأماكن العامة المزدحمة"، موضحاً أن "جهاز التعقيم سيوزع مبدئياً بحسب الخطة على المستشفيات والمصارف، لأنها تشهد أكبر ازدحام حالياً لحماية الناس من انتقال العدوى والإصابة بالفيروس".

بينما يقول سليمان الإسكندراني "إن مجموعتهم حالياً في مرحلة متقدمة من إعداد النماذج الخاصة بجهاز التعقيم، وبعد الانتهاء منها سيبدأ الفريق في إنتاج الأجهزة في وقت قريب".

فسحة من الأمل

وحول هذه المبادرة يقول الصحافي الليبي مراد الرياني لـ "اندبندنت عربية"، "لاشك في أن أمثال هؤلاء الشبان يمنحوننا بأعمالهم فسحة أمل في سنوات الإحباط الذي يحاصرنا من كل جانب، هذه النفوس الناصعة والقلوب العامرة بالحب والرغبة في مساعدة الآخرين، ما أحوجنا إليها في أوقاتنا العصيبة التي نعيشها".

وحث الرياني الدولة على "دعم الشبان ومن على شاكلتهم وتشجيع إبداعاتهم لأنهم من سنعتمد عليهم عندما تضع الحرب أوزارها، لبناء البلد الذي هشمته الصراعات والحروب".

المزيد من متابعات