Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهادات المناعة للمتعافين من كورونا... "خطيرة"

تقول بروفيسورة في الأمراض المعدية "إذا اعتقد الناس أنّهم محصَّنون سيشرعون بالمخاطرة وستبدأ أية محاولة للتباعد الاجتماعيّ بالانهيار"

يمكن أن يستمر الإغلاق الجزئي طوال ستة أشهر (أ.ف.ب) 

سيشكِّل إعطاء ما يُسمى "شهادات مناعة" للمتعافين من فيروس كورونا خطوة "خطيرة"، كما وصفتها إلينور رايلي، وهي بروفيسورة في علم المناعة والأمراض المُعدية في جامعة أدنبرة البريطانيّة، فتلك البطاقات التي اقترحتها حكومة المملكة المتحدة ستمنح الناس "إحساساً بأمان زائف" بشأن الفيروس، على حدّ تعبير رايلي، التي قالت  "حتى الآن، لا نعرف ما إذا كان الشخص الذي أصيب بالفيروس محصنّاً (ضدّ كورونا)".

في سياق متصل، أشار مات هانكوك، وزير الصحة البريطانيّ، يوم الخميس الماضي إلى أنّ حكومة بلاده تنظر في إمكانيّة توزيع تلك الشهادات بغية السماح للناس "بالعودة قدر المُستطاع إلى الحياة الطبيعيّة"، علماً أنّه شدَّد على أنّ العمل بها لن يبدأ إلا في حال أثبتت الاختبارات أنّها كانت آمنة.

سيقتضي توزيع الشهادات على المتعافين من كورونا توفر اختبارات الأجسام المضادة على نطاق واسع، فهي تبيِّن أنّ جسد شخص كان مصاباً بالفيروس قد حارب المرض.

لكن مع ذلك، قالت البروفيسورة إنّه ليس من الواضح بعد ما إذا كان الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا محصّنين من انتقال العدوى إليهم مرة جديدة. وزادت "لديهم أجسام مضادة، لقد تعرّضوا للعدوى بشكل واضح، ولكن هل تحميهم تلك الأجسام المضادة من الإصابة؟ لست واثقة من أنّنا نعرف ذلك".

وتابعت رايلي "في الواقع، أعتقد أنّ إعطاء شهادة تثبت أنّ شخصاً ما لديه مناعة أمر شديد الخطورة، لأنّنا أولاً لا نعرف ما إذا كان ذلك صحيحاً، وثانياً يمكن أن تمنح الشهادة الناس شعوراً ضئيلاً بأمان زائف، فيبدأون في فعل أمور ما كانوا عدا ذلك ليقوموا بها... أن تقول لعامة الناس إنّهم يملكون مناعة، سيدفعهم ذلك إلى الاعتقاد: "حسناً، لسنا بحاجة إلى القلق بعد الآن"، وسيفقد بعضهم حياته بالنتيجة. أعتقد أنّها خطوة خطيرة جداً وليست ضروريّة".

وقال وزير الصحة، الذي تحدث إلى برنامج "توداي" الإخباري الذي يبثه "راديو فور" التابع لـ " هيئة الإذاعة البريطانية" ( بي بي سي)،  يوم الجمعة الماضي إنّه تعافى الآن من فيروس كورونا بعدما تبيّنت إصابته في فحوص أجراها سابقاً جاءت نتائجها إيجابية ، وذكر أنّ "من المحتمل جداً" أنّه محصَّن، إنّما ذلك "ليس أكيداً". وأضاف "أنا كغيري ممّن عانوا منه، أبقى في عزلة عن المجتمع".

 وأوضح هانكوك، "لدينا سلسلة من الأعمال قيد التنفيذ بشأن المناعة"، مضيفاً أنّ المملكة المتحدة كانت تدرس إمكانية استخدام شهادات المناعة "عندما يكون العلم واضحاً بشأن المرحلة التي يكون عندها الناس محصَّنين".

في تطور متصل، ذكرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعيّة في بريطانيا أنّها لا تستطيع في الوقت الحالي تقديم معلومات إضافيّة حول الخطة الرامية إلى إصدار "شهادات مناعة" نظراً إلى أنّ الأمر "سابق جداً لأوانه في علم المناعة". وقال متحدِّث باسم الوزارة، إنّه "مع تطوّر التقنية وازدياد وضوحها، سنتمكن من تقديم معلومات جديدة" في هذا الشأن.

في الواقع، لم تصدر بعد الموافقة الرسمية على استخدام أيّ اختبار للأجسام المضادة في المملكة المتحدة، لكنّ من المتوقع إخضاع اختبارات تُستعمل في بلاد أخرى  قريباً للفحص من قبل المتخصّصين في هيئة "الخدمة الصحيّة الوطنية" في بريطانيا.

في هذا الصدد، أعربت البروفيسورة رايلي عن اعتقادها أنّ شهادات المناعة لن تكون مفيدة للغاية بالنسبة إلى غير العاملين في مجال الصحة الذين يرغبون في العودة إلى ميدان العمل. وقالت، "لا أرى أي جدوى منها بالنسبة إلى أيّ شخص آخر، حقيقة. فأولاً، على مستوى الفرد ليست مفيدة. وثانياً، إذا اعتقد الناس أنّهم محصَّنون، سيشرعون في المخاطرة وأيّة محاولة للتباعد الاجتماعيّ ستبدأ في الانهيار".

فيما تحاول المملكة المتحدة الحدّ من انتشار فيروس كورونا، حُظرت كل أشكال التجمعات العامة التي يزيد عدد الحاضرين فيها على اثنين، وطُلِب إلى الناس عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.

ويمكن أن يستمر الإغلاق الجزئيّ طوال ستة أشهر بينما تصارع البلاد الجائحة، وفقاً لنائبة كبير المستشارين الطبيين.

شاركت "برس أسوسيشن "في إعداد التقرير

المزيد من صحة