Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبير معلوماتية رئيسا لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية ”إم آي 5“

باب الترشيح فتح لأشخاص من خارج جهاز الأمن على الرغم من أن كين ماكالوم كان الاختيار المفضل

مقر الاستخبارات الداخلية البريطانية  MI5 لدى زيارة قامت بها الملكة إليزابيث في نهاية فبراير 2020 (غيتي) 

عُيِّن ضابط رفيع المستوى في جهاز الأمن ومكافحة التجسّس البريطاني "إم آي 5"، كان قد قاد التحقيق في محاولة تسميم الروسي سيرغي سكريبال وابنته، وتولّى كذلك تنظيم أمن أولمبياد لندن، رئيساً جديداً للجهاز.

وكان كين ماكالوم الذي عمل في جهاز الأمن على مدى 25 عاماً،  قد تولّى رئاسة قسم مكافحة الإرهاب بعد اكتسابه خبرةً واسعة في التعامل مع أنصار الجمهورية والقوى شبه العسكرية الموالية للمملكة في أيرلندا الشمالية، قبل انتقاله إلى التركيز على المتطرّفين الإسلاميّين والحرب السيبرانية.

وبهذا التعيين، يصبح ماكالوم المدير العام الـ18 لجهاز "إم آي 5"، خلفاً للسير آندرو باركر الذي يخرج إلى التقاعد بعد قضائه نحو سبعة أعوام في المنصب. وهذا هو الجزء الأول من التحوّلات على مستوى القمّة في أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية. ومن المتوقّع أيضاً أن يتقاعد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "إِم آي 6" آليكس يونغر هذه السنة، بعدما خدم لمدّة ستة أعوام في منصب الرجل الذي يوقّع بحرف "C". وكانت قد مُدّدت فترة ولاية المسؤولَيْن للإشراف على مسار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان قد فُتح باب الترشح للمنصب أمام أشخاص من خارج جهاز "إم آي 5"، لكن كان يُنظر إلى كين ماكالوم على أنه المرشّح المفضّل للوظيفة، والسبب يعود إلى الشعور بالحاجة إلى الاستمرارية في الأوقات غير المؤكّدة والخطيرة.

وكان هناك شعور أيضاً بأنّ علاقة عمل ماكالوم الطويلة مع نظرائه الأوروبيّين ستكون مفيدة جدّاً أثناء مرحلة مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، ولا سيما في متابعة تفاصيل الترتيبات الأمنية.

كين ماكالوم هو اسكتلندي، دخل في صغره إلى مدرسة حكومية كما سلفه باركر. وتخرّج بشهادة في الرياضيات من جامعة غلاسكو. ويُقال إنّه يحرص كثيراً على التعاون مع القطاع الخاص في عددٍ من المجالات.

وذكر جهاز الأمن البريطاني أنّ إحدى الأولويات الرئيسة للرئيس الجديد ستكون التركيز على تحدّيات التكنولوجيا. فهناك اعتراف بالتهديدات المتزايدة بشكلٍ سريع للهجمات السيبرانية من دول معادية لبريطانيا، ومن الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظّمة.

وتفرض كذلك المخاطر المتزايدة من حملات القرصنة والتضليل نفسَها على مهمّة الرئيس الجديد للجهاز، إضافةً إلى التحقيقات في التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الذي أوصل دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وكذلك الاتّهامات الموجّهة إلى الكرملين بمحاولة التلاعب بالأصوات في الانتخابات والاستفتاءات في أوروبا.

وقد أُفيد عن أنّ أحدث مثال على هجوم مضلِّل منظَّم من قبل دولة، كان الادّعاء المدبّر من قبل الحكومة الصينية بأن وباء فيروس كورونا لم يبدأ في الصين، بل كان نتيجة عمليةٍ سرّية أميركية غربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أبرز القضايا التي سيرثها الرئيس الجديد لجهاز الأمن البريطاني، الجدل المستمر في ما يتعلّق بإشراك عملاق الاتصالات الصيني هواوي في تركيب شبكة الجيل الخامس من الاتصالات 5G في المملكة المتحدة. وقد واجهت حكومة بوريس جونسون انتفاضةً داخل مجلس العموم بسبب السماح للشركة الصينية بالعمل، ومن المرجّح أن يتجدّد الضغط من جانب الإدارة الأميركية على المملكة المتحدة في هذه القضية في أعقاب تداعيات الخلاف المتعلّق بوباء فيروس كورونا والذرائع الصينية.

وكان آندرو باركر قد قال في أحد تصريحاته العلنية الأخيرة إنّه لاحظ "غموضاً متزايداً" في مسألة أنّ الأجهزة الأمنية غير قادرة على قراءة رسائل مشفّرة لمشتبهٍ فيهم بأنهم إرهابيّون. والنتيجة، على حدّ قوله، هي أن الفضاء الإلكتروني أصبح "مكان فوضى جامحة يفتقر إلى التنظيم، وهو غير متاح للسلطات".

ويتعيّن أيضاً على أجهزة الاستخبارات والأمن التعامل مع التهديدات   الحقيقية جداً المتعلّقة بالعنف، كما يقول المسؤولون، من جانب متطرّفين ومجموعات اليمين المتطرّف والجماعات الإسلامية وما يسمّى "الذئاب المنفردة" (إرهابيّون يتصرّفون بمفردهم).

بعد معاينة الخراب الذي لحق الأفراد والاقتصاد جراء كوفيد-19، ثمة توقّع أن تحاول جماعات إرهابية تكثيف جهودها لاكتساب قدرات بيولوجية وكيماوية.

وأوضح كين ماكالوم في تصريح صحافي بعد تعيينه أن هدف جهاز الأمن "إم آي 5" هو محفّز بشكل كبير. وقال: " يسعى موظفونا جاهدين إلى جانب شركائنا من أجل الحفاظ على البلاد آمنة، ويريدون دائماً أن يتقدّموا في مسعاهم. وبعدما كرّستُ حياتي العملية لهذا الجهد الجماعي، إنه لشرفٌ كبير الآن أن يُطلب منّي أن أقود الجهاز من موقع المدير العام".

وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، قالت: "منذ أن تولّيتُ منصب وزيرة الداخلية، عملتُ بشكلٍ وثيق مع كين، ويسعدني تعيينه في منصب المدير العام الجديد. نحن نواجه تهديداتٍ للأمن القومي لم يسبق لها مثيل، وأنا واثقةٌ من أن خبرته ورؤيته ستسمحان للمملكة المتّحدة بمجابهة تلك التحدّيات وجهاً لوجه".

وختمت: "أودّ أيضاً أن أشيد بالسير آندرو باركر، الذي قاد الجهاز في فترةٍ صعبة للغاية، شهدت خلالها المملكة المتّحدة تهديداً سريع التطوّر. لقد خدم بلاده بتفانٍ والتزام، وأشكره على جهوده."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار