Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تعلن الحداد وكوريا تمدد التباعد الاجتماعي ورقم قياسي للوفيات في أميركا

ألمانيا تجني ثمار التزامها بالحجر الطوعي... وقلق كبير على مراكز تجمع اللاجئين لاسيما في افريقيا

كورونا يقلق ويغيّر أنماط حياة مئات الملايين حول العالم، الصورة من نيويورك التي أصبحت مركو الوباء في الولايات المتحدة (أ. ف. ب.)

أعلنت الصين اليوم السبت يوم حداد على آلاف الضحايا الذين قضوا نحبهم جراء تفشي فيروس كورونا المستجد ونكست الأعلام في كل أنحاء البلاد وعلقت كل أشكال الترفيه، بينما بلغ عدد المصابين بالوباء في العالم بحسب أرقام وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية، مليون و82 ألفاً و470 شخصاً، توفي منهم 57 ألفاً و474، في 188 بلداً ومنطقة.
وفي التفاصيل، بلغ عدد الوفيات في إيطاليا 14 ألفاً و681 حالة، وفي اسبانيا 10 آلاف و935، وفرنسا 6507 وفي بريطانيا أكثر من 3600. وأعلنت جامعة "جونز هوبكينز" الأميركية مساء الجمعة، وفاة 1480 شخصاً في الولايات المتحدة في الساعات الـ24 الأخيرة، في أكبر حصيلة يومية سُجلت في بلد منذ ظهور الوباء في الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبذلك ارتفعت حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة إلى 7406.


3 دقائق


وتزامن يوم الحداد في الصين مع بدء احتفال "تشينغ مينغ" السنوي الذي تكرّم فيه ملايين الأسر الصينية أسلافها. وعند الساعة العاشرة صباحا (02:00 بتوقيت غرينتش) وقفت البلاد ثلاث دقائق صمت حداداً على المتوفين ومن بينهم عاملون في المجال الطبي وأطباء. وأطلقت السيارات والقطارات والسفن أبواقها إضافة إلى إطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية. وتوفي أكثر من 3300 شخص في بر الصين الرئيسي بسبب هذا الوباء الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي في وسط الصين طبقاً لإحصاءات نشرتها لجنة الصحة الوطنية الصينية.
وتحولت كل إشارات المرور في المناطق الحضرية في ووهان إلى اللون الأحمر عند الساعة العاشرة صباحاً وتوقفت حركة المرور لمدة ثلاث دقائق، في المدينة التي توفي فيها 2567 شخصاً تقريباً ويبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وهو ما يمثل أكثر من 75 في المئة من حالات الوفاة بكورونا في الصين.
وأعلن بر الصين الرئيسي اليوم السبت، 19 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا تراجعاً من 31 حالة يوم الجمعة من بينها حالة إصابة في إقليم هوبي .
وقالت لجنة الصحة الوطنية في بيان إن "من بين الحالات الجديدة، 18 لمسافرين قادمين من الخارج". وبهذه الإصابات الجديدة يرتفع إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بكورونا في بر الصين الرئيسي إلى 81639 حالة حتى يوم الجمعة.
وأعلنت الصين أيضاً أربع حالات وفاة جديدة ليرتفع عدد حالات الوفاة إلى 3326 حتى يوم الجمعة.

تمديد التباعد

في موازاة ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية اليوم السبت أنها ستمدد حملة التباعد الاجتماعي المكثفة التي كان مقرراً أن تنتهي بعد غد الاثنين، أسبوعين إضافيين، في محاولة للحد من معدل الإصابة بالفيروس لنحو 50 حالة يومياً.
وكانت كوريا الجنوبية نجحت بالفعل في السيطرة على أكبر تفشٍ لكورونا في آسيا خارج الصين، عند نحو 100 إصابة أو أقل يومياً، لكن حالات تفش أصغر في الكنائس والمستشفيات ودور المسنين استمرت بالظهور.
وبحثت الحكومة الكورية الجنوبية الأسبوع الماضي ما إذا كان ضرورياً تمديد سياسة التباعد الاجتماعي المكثفة التي استمرت 15 يوماً وبدأتها في 21 مارس (آذار) الماضي، وتمّ بموجبها حضّ المرافق المعرضة لخطر كبير على إغلاق أبوابها وحظر التجمعات الدينية والرياضية والترفيهية.
ولكن وزير الصحة بارك نيونغ-هو، قال إن "تخفيف الحظر سابق لأوانه"، مشيراً إلى زيادة حدثت في الآونة الأخيرة في الحالات الواردة من الخارج و"إصابات عنقودية صغيرة" دفعت أيضاً السلطات إلى إلغاء استئناف الدراسة هذا الأسبوع.
وأعلنت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، 94 حالة إصابة جديدة اليوم السبت ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 10156 حالة. وارتفع عدد حالات الوفاة بمقدار ثلاث حالات، ليصل إلى 177، بينما شُفي 300 شخص من الفيروس ليصل إجمالي عدد المتعافين 6325.
وقال كيم إن التباعد الاجتماعي لعب دوراً في الحد من حالات انتقال المرض محلياً بنحو 70 في المئة خلال أول 11 يوماً مقارنةً مع الأيام الـ11 السابقة لسريان تدابير التباعد الاجتماعي. ولكنه أضاف أن هناك دلائل على استئناف الناس الخروج والاختلاط مع تزايد الملل من العزلة وتحسن الطقس.
وقال كيم "ندرك جيدا أن مواطنين كثيرين يشعرون بالملل ولإرهاق في ظل استمرار التباعد الاجتماعي. ولكن إذا تراخينا فإن الجهود المضنية التي بذلتها الحكومة والشعب حتى الآن قد تذهب هباء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ارتداء الكمامات

في سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة توصيةً حكومية جديدة لجميع الأميركيين تتمثّل بارتداء كمامات لدى خروجهم إلى الأماكن العامة، في محاولة لمنع انتشار الفيروس.
وقال ترمب إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحضّ الناس على وضع أي غطاء على الوجه كالمناديل على سبيل المثال، من أجل إبقاء الأقنعة الطبية متوافرةً للعاملين في مجال الصحة.
ويبدو أن الولايات المتحدة تتحوّل سريعاً إلى بؤرة رئيسة جديدة للوباء. وبالاستناد إلى أرقام البيت الأبيض، يُتوقّع أن يودي كوفيد-19 بحياة ما بين 100 و240 ألف شخص في الولايات المتحدة.

السجون الأميركية

وأعلن وزير العدل الأميركي وليام بار يوم الجمعة إن المكتب الاتحادي للسجون يواجه أوضاعاً طارئة بسبب فيروس كورونا الآخذ في الانتشار بسرعة في خطوة ستمهد الطريق أمام بدء قيام المكتب بالإفراج عن عدد أكبر من السجناء ووضعهم رهن الاحتجاز المنزلي.
وقال بار إنه طبقاً للأمر الطارئ يجب إعطاء أولوية الإفراج عن السجناء ووضعهم في الحجز المنزلي لنزلاء السجون الاتحادية الأكثر تضرراً من كوفيد-19 ومن بينها "أوكديل" في لويزيانا و"إلكتون" في أوهايو و"دانبري" في كونيتيكت.
وجاء أمر بار بعد وفاة خمسة نزلاء في سجن "أوكديل" 1 واثنين في "إلكتون" 1 بسبب كوفيد-19. وقال المكتب الاتحادي للسجون يوم الجمعة إن 91 نزيلاً و50 من موظفيه في كل سجونه البالغ عددها 122 أُصيبوا بكوفيد-19. وقال مسؤولون نقابيون وأسر السجناء إنهم يعتقدون أن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أكبر بكثير.
 

حاملة طائرات

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الجمعة إن وزير الدفاع مارك إسبر أيّد قرار البحرية إقالة قائد حاملة الطائرات تيودور روزفلت، الكابتن بريت كروزير، التي تفشى بين طاقمها فيروس كورونا.
يأتي ذلك وسط ردود فعل عنيفة من جانب الديمقراطيين في الكونغرس، وطاقم حاملة الطائرات الذين أشادوا بقائدها ووصفوه بأنه "بطل".
كان الكابتن بريت كروزير أُعفي الخميس الماضي، من قيادة الحاملة البالغ عدد أفرادها 5000 شخص، بعد رسالة لاذعة سُربت إلى العلن طالب فيها باتخاذ إجراءات أشد للسيطرة على تفشي كورونا على متن الحاملة.
وقال المتحدث باسم "البنتاغون" جوناثان هوفمان في إفادة صحافية إن "وزير الدفاع يدعم قرار وزير البحرية بإقالته". وأضاف أن قرار إسبر استند إلى ما خلص إليه القائم بأعمال وزير البحرية الأميركي توماس مودلي بأنه فقد الثقة في الكابتن كروزير.
ورداً على سؤال عما إذا كان إسبر مازال يثق في مودلي، قال هوفمان "نعم هو ذلك".


تباطؤ في ألمانيا

أما في ألمانيا، فبدأ انتشار الفيروس يتباطأ وبدأت تدابير الاحتواء تعطي ثمارها، وفق السلطات الصحية التي تشدد على ضرورة الإبقاء عليها.
وأعلنت السلطات الإيرانية الجمعة تسجيل 134 وفاة إضافية لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 3294. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إن 2715 إصابة إضافية سُجلت خلال 24 ساعة ما يعني أن الحصيلة الإجمالية للإصابات باتت 53183.
وفي تركيا، أقر الرئيس رجب طيب إردوغان الجمعة فرض حظر على من تقل أعمارهم عن 20 سنة، مشدداً بذلك التدابير المتخذة لمواجهة تفشي الوباء. وقال "كل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة، أي الذين ولِدوا بعد الأول من يناير (كانون الثاني) 2020 لن يكون لهم الحق في الخروج".
في موسكو، طاف بطريرك موسكو كيريل (73 سنة) في موكب يرفع ايقونة العذراء، حول العاصمة الروسية، في تضرع لتجنيب البلاد الوباء. وطافت المركبة في محيط العاصمة ثم مرّت على مقربة من جدران الكرملين.
من جهة أخرى، سجلت المملكة المتحدة التي تعرضت حكومتها لانتقادات على طريقة إدارتها للأزمة، يوم الجمعة عدداً قياسياً من الوفيات بلغ 684 خلال 24 ساعة لترتفع حصيلة الوفيات لديها إلى أكثر من 3600. وافتتحت السلطات الجمعة مستشفى ميدانياً ضخماً في لندن لاستيعاب تدفق المرضى.

قلق على اللاجئين

في المقابل، يسود قلق من تفشي الوباء في مناطق تجمّع اللاجئين في مختلف انحاء العالم ولا سيما في إفريقيا، وكذلك في أوروبا حيث تكتظ مخيمات الهاربين من الحرب أو الفقر في اليونان من دون توفير رعاية كافية.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة من أن "الأسوأ لم يأت بعد" في البلدان التي تشهد نزاعات، مكرراً دعوته لوقف النار في جميع أنحاء العالم للمساعدة في القضاء على الوباء.
وفي إفريقيا، حيث دعا رئيس النيجر محمدو يوسفو إلى وضع "خطة مارشال" للقارة كما في بلدان أخرى في العالم تعتمد على الواردات من أجل الحصول على الغذاء وتدفع ثمنها بما تجنيه من صادراتها، يتعرض مئات الملايين من الناس لتهديد نقص الغذاء، وفق الأمم المتحدة.

أثمان إقتصادية


وفي جميع أنحاء العالم، تدفع الاقتصادات والعمال الثمن من جراء تفشي الفيروس، إذ انخفض نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في مارس (آذار) الماضي، وفق شركة المعلومات الاقتصادية "ماركيت".
وتسجل البطالة أرقاماً قياسية. ففي إسبانيا سُجل أكثر من 300 ألف شخص يبحثون عن عمل في مارس.
وفي الولايات المتحدة، تقدّم 6,6 ملايين شخص إضافي بطلب للحصول على إعانة البطالة في الأسبوع الماضي، وهو ضعف الرقم القياسي المسجل في الأسبوع الذي سبقه. وارتفع معدل البطالة إلى 4,4 في المئة في مارس، وهو مستوى قياسي منذ أكثر من 10 سنوات.
وعلى الحكومة الإيطالية التي ترزح تحت ضغط رفع تدابير الاحتواء وإنعاش الاقتصاد، الاختيار بين شرّين "وقف حال الاقتصاد أو تعريض حياة كثيرين للخطر"، وفقًا لما ذكره بول رومر، الأميركي الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2018.
غير أن مديري منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي شددا الجمعة على أن إنقاذ الأرواح يُعد "شرطاً أساسياً" لإنقاذ سبل العيش في مواجهة الوباء.
من جهة أخرى، حذرت اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية، التابعة للأمم المتحدة، من أن تشهد هذه المنطقة من العالم "ركوداً عميقاً" في 2020، وسط ترجيح انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بين 1,8 و4 ف يالمئة بسبب تداعيات تفشي الوباء.
وقالت المديرة التنفيذية اليسيا بارسينا "نحن في بداية ركود عميق، ونواجه خطر تسجيل أكبر انخفاض في النمو تعرفه المنطقة".

المزيد من صحة