Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العشرات من داعش يسلمون أنفسهم و"قسد" تستعد للحسم النهائي

محاولة اقتحامنا للمخيم الذي نصبه داعش للمدنيين وضعوا النسوة والأطفال أمامهم يحتمون بهم كدروع بشرية وغالبيتهم من عائلات المهاجرين

لا يزال الطريق إلى بلدة الباغوز عبر الطرق الصحراوية المسار المفضل لانتقال الصحفيين إلى الخطوط الأمامية في جبهة القتال بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وداعش في جيبه الأخير، حيث يقل عديد مقاتليه شيئاً فشيئاً نتيجة المرحلة النهائية لهذه المعركة. مع انحسار "داعش" في مربع جغرافي صغير، وفقدانه لأوراقه المهمة، بخروج معظم المدنيين من الباغوز، لم يعد يصمد التنظيم أمام ضربات طائرات التحالف الدولي (ضد داعش) وقوات "قسد على الأرض وبدأ العشرات من مقاتليه بتسليم أنفسهم.

قسد تفسح المجال للاستسلام

على المحور الشرقي للقتال، وتحديداً قرب منطقة جبل الباغوز، هدأت الاشتباكات بمبادرة من "قسد" الذي عمد إلى تطبيق تكتيكات عسكرية في رفع وتيرة الاشتباك، وتخفيفها إلى حدّ التوقف أحياناً لإفساح المجال أمام عناصر "داعش وعائلاتهم للاستسلام. وأصدرت القيادة العامة لـ "قسد" الأحد الماضي الثالث من مارس (آذار) بياناً أوضحت فيه أن معركة الباغوز لم تتوقف، وحرصاً منهم على تحرير من تبقى من المدنيين فإن المعركة تتقدم ببطء حسب تعبير البيان.

من جهته قال عدنان عفرين، القيادي في "قسد"، إن عناصر داعش الذين لا يريدون القتال لا يستطيعون الوصول بسهولة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، ونحن نقوم بوقف الاشتباكات في شكل موقت في المحور القريب منهم ليتمكنوا من الاستسلام بسهولة، مضيفاً أن عناصر "داعش " يعبرون عن رغبتهم بالاستسلام عن طريق التحدث إلى مقاتلي "قسد" أو رفع إشارات الاستسلام.

تكتيكات كلاسيكية

وعن التكتيكات والأساليب التي تتبعها داعش داخل الباغوز قال عفرين إنها كلاسيكية، وتعتمد على الانتحاريين والألغام والسيارات المفخخة مضيفاً أن وجود عدد كبير من الأنفاق داخل البلدة هو سبب لبطء التقدم في سير المعركة.

عناصر داعش يستسلمون

على بعد عشرة كيلومترات من الشمال الشرقي من الباغوز تجمعت العشرات من الآليات العسكرية الأميركية من نوع آمبرز، وأخرى تابعة لـ "قسد"، وبدا بين تلك الحلقة التي شكلت بالآليات العسكرية المئات من الأشخاص، ومع اقترابنا من تلك المنطقة بين التلال، تبين أن ما يقارب 150 عنصراً من داعش، وعائلاتهم استسلموا للقوات المهاجمة.

وفي منتصف التجمع، كانت النسوة بالعباءات السود مع أطفالهن جالسات ينتظرن دورهن في التفتيش، بينما قُسّم الرجال إلى قسمين، قسم يخضع للتفتيش وأخذ البصمات والتقاط الصور من قبل قوات التحالف، والقسم الآخر تتولى أمرهم قوات "قسد"، وكان وجود الأسيويين ملفتاً بين المستسلمين، بينما كان أحدهم يصلي مستقبلاً جهة الغرب.

دروع بشرية

على الطريق الواصلة بين السوسة والباغوز، خرج رتل من سيارات نقل مقاتلي "قسد" العائدين من جبهة يرفعون شارات النصر، ويرددون هتافات مناوئة لداعش. المقاتل شيار حسكة قال لـ "اندبندنت عربية" إن "داعش" رفض الاستسلام في بادئ الأمر، ومع محاولة اقتحامنا للمخيم الذي نصبه "داعش" للمدنيين، وضعوا النسوة والأطفال أمامهم يحتمون بهم كدروع بشرية وغالبيتهم من عائلات المهاجرين إلا أن قيادتنا العسكرية أمرت بوقف الاقتحام والسماح لهم بالاستسلام حسب قوله.

وعلى الرغم من الأجواء الهادئة لجبهات القتال يوم الإثنين الرابع من مارس، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية عززت مواقعها حول عناصر داعش المحاصرين، وجلبت المزيد من المقاتلين إلى الباغوز،  ما يشير إلى أن الحسم والضربة القاضية باتت قريبة جداً، لكن السؤال الذي يدور في أذهان المتابعين كيف استطاع داعش حشر كل هؤلاء المدنيين وعائلات عناصره في هذه البقعة الصغيرة قرب نهر الفرات؟.

المزيد من العالم العربي