Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يعيد تقنية "الرئة الحديد"

"الآلة" قد تنقذ الخدمات الصحية وتُختَبَر في ثلاثة مستشفيات بريطانية للتعامل مع "كوفيد 19"

هل تقدم تقنية "الرئة الحديد" حلاً لنقص أجهزة التنفس الاصطناعي؟ (إكزوفِنت)

يمكن أن تشكل نسخة حديثة من آلات "الرئة الحديد" حلاً للنقص الحاصل حاضراً في أجهزة التنفس الصحي لدى مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" أثناء تفشي فيروس كورونا، وفق رأي مجموعة من الأطباء والعلماء والمهندسين الرواد في هذا المجال.

فقد أعاد هؤلاء ابتكار نسخة حديثة مصغرة من تقنية "رئة الحديد" التي استُخدِمَتْ على نطاق واسع في القرن العشرين لعلاج مرضى شلل الأطفال، وساعدتهم على التنفس عن طريق إبقاء صدورهم ضمن حيز مفرغ. [ويعني ذلك أن يكون الضغط الجوي حول الصدر ضئيلاً، فـ"يشفط" القفص الصدري إلى الخارج، ما يساعد على دخول الهواء إلى الرئتين من طريق الأنف].

إذ عملت مجموعة من الأطباء والمهندسين والعلماء فعلاً على تطوير واختبار آلة سُميت "إكزوفِنت" exovent [على اسم الشركة التي صنعتها]، ستُسلم إلى ثلاثة مستشفيات بريطانية في غضون أيام، كي تُختبر ضمن ظروف العالم الفعلي. وسيكون مستشفى "رويال بابوورث" في كامبردج، الرائد في علاج أمراض القلب والرئتين في المملكة المتحدة، أحد ثلاثة مستشفياتٍ تابعة لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية"، التي وافقت على تمهيد الطريق لاختبار ست ماكينات من ذلك النوع خلال الأيام المقبلة.

واستطراداً، ترى المجموعة أن تلك المعدات يمكن صنعها بسرعة وبتكلفة زهيدة، وبواسطة مواد متوافرة بسهولة. ويأتي ذلك في وقت اعترفت الحكومة بأنها ستُسلم 30 جهاز تنفس اصطناعي بريطانياً جديداً إلى "الخدمات الصحية الوطنية" خلال الأسبوع المقبل، بهدف علاج مرضى فيروس كورونا، بعدما وعدت بتسليم الآلاف منها في غضون أيام.

وقد اندفعت هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" نحو تأمين آلاف من أسرّة العناية المركزة الإضافية، وسط مخاوف من أن مرافقها الصحية قد يطغى عليها بحدة مرضى مصابون بالعدوى ويحتاجون أجهزة التنفس الاصطناعي.

وفي تفاصيل إضافية أن فريق العمل الطبي والعلمي والهندسي، عمل على تطوير فكرة جهاز "إكزوفِنت" خلال أسابيع من العمل الذي استمر على مدار الساعة. وقد ساند البروفيسور السير جون بيرن، رئيس مؤسسة "نيوكاسل آبون تاين هوسبيتالز فاونديشن تراست" The Newcastle upon Tyne Hospitals Foundation Trust، والعضو السابق في مجلس إدارة "الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"، تلك الجهود بشكل وثيق. كذلك تلقى الفريق دعماً من قبل أسرة الفيزيائي البريطاني الراحل ستيفن هوكينغ.

وإذا أُعطي فريق الأبحاث ضوءاً أخضر من قِبَل الحكومة والهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة للمضي قدماً في هذا المشروع، فسوف يتمكن من تركيب ما يصل إلى خمسة آلاف جهاز في الأسبوع، وفق تصريح أفراد من ذلك الفريق.

معلومٌ أن مرضى فيروس "كوفيد 19" يمكن أن يُصابوا بالتهابٍ رئوي حاد، مع مواجهتهم صعوبةً في التنفس، وغالباً ما يحتاجون إلى تنفس اصطناعي في غرف العناية المركزة، ما يتطلب وضعهم في حال غيبوبة مستحثة طبياً، وإدخال أنبوبٍ يُستخدم في عملية ضخ الهواء إلى رئتيهم. وبما أنهم يكونون فاقدي الوعي، فيحتاج هؤلاء المرضى إلى مراقبة دقيقة ورعاية تمريضية.

ويوضح الدكتور مالكولم كولثارد المستشار الفخري في مستشفى "غريت نورث شلردينز هوسبيتال" في نيوكاسل، وأحد الخبراء الذين ساعدوا في تطوير جهاز "إكزوفنت"، أن الآلة تعمل بواسطة تركيبها فوق صدر المريض وبطنه، وتُغلق بإحكام تشغيل نظام التفريغ الهوائي.

واستطراداً، من المستطاع استعمال تلك الآلة لمساعدة المرضى الذين يكون في إمكانهم التنفس بمفردهم لكنهم بحاجة إلى المساعدة، إضافة إلى المرضى الذين يكون جهاز التنفس لديهم قد وصل إلى حالة انهيار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك الصدد، يوضح الدكتور كولثارد أن "الفريق قد عمل بشكل كامل خلال الأيام العشرة الأخيرة. فمن الواضح أن ثمة حاجة إلى مزيد من أجهزة التنفس الاصطناعي في الوقت الراهن، وطريقة التهوئة غير الغازية [= لا تعتمد على ضخ الأوكسجين مباشرة إلى الرئتين]، تتميز بأنها أرخص وأسهل. وكذلك تعمل بصورة مساوية في الأقل، للطريقة التقليدية المستخدمة في أجهزة التنفس الاصطناعي، بل ربما تكون أفضل منها".

وكذلك أشار إلى أن المجموعة ليست لديها مصلحة في الاحتفاظ بحقوق [الملكية الفكرية] في شأن تلك الفكرة التي ستكون مفيدة في البلدان الفقيرة. وأضاف، "نحن سعداء بالتنازل عنها [الملكية الفكرية]. إنها تقنية رخيصة وسهلة، ويمكن صنعها بمواد متوافرة في المملكة المتحدة مع عدد قليل جداً من الأجزاء المتحركة، وبتكلفة تقارب الألف جنيه إسترليني (1280 دولاراً)، في وقت تبدأ كلفة آلة التنفس الاصطناعي العادية من عشرة أضعاف هذا الرقم".

واستطراداً، أكد الدكتور مالكولم كولثارد أن جهاز "إكزوفِنت" يمكن أن يعزز كفاءة القلب بنسبة تصل إلى 25 في المئة، بالمقارنة مع التنفس الاصطناعي التقليدي الذي يضغط على الصدر ويمكن أن يقلل عمل وظائف القلب.

وكذلك أعلن الدكتور كولثارد الذي ساعد فعلاً في إنقاذ أرواح كثيرة عبر اختراعه جهازاً لغسل الكلى للأطفال في مرأب منزله، أن آلات "إكزوفِنت" ستُقدم إلى المرضى وفق أسباب إنسانية وبعد موافقة مسبقة.

وبمجرد أن تصبح نتائج التجربة المبكرة متاحة، تأمل مجموعة الأطباء والمهندسين والعلماء في التواصل مع "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" في المملكة المتحدة، بهدف جعل الآلات متاحة على نطاق أوسع.

وفي ذلك الصدد، يوضح البروفيسور السير جون بيرن أن "الفريق البارع عمل على تعديل المفهوم القديم لـ"الرئة الحديد" التي استُخدِمت في علاج شلل الأطفال... إن "إكزوفِنت" جهاز رخيص وبسيط وسيؤدي وظيفته. أنا مقتنع بأنه يقدم بديلاً حقيقياً [عن أجهزة التنفس الاصطناعي] ويستحق الدعم".

وفي تطور متصل، أصدرت أسرة عالِم الفيزياء البريطاني الراحل ستيفين هوكينغ بياناً جاء فيه، أنه "بصفتنا عائلة رجل عاش على التنفس الاصطناعي، فإننا نعرف الفارق بين الحياة والموت الذي يحدثه هذا النوع من التكنولوجيا الطبية".

وأضاف البيان، "لقد تسبب وباء "كوفيد 19" في صعود الطلب العالمي على أجهزة التنفس بشكل كبير. ونحن فخورون جداً بدعم هذا الابتكار التكنولوجي والاصطناعي [= "إكزوفِنت"] الذي ينطوي على إنتاج أجهزة تنفس منخفضة التكلفة وسريعة الفاعلية وبأعداد كبيرة. ونأمل في أن تسهم الجهود المشتركة لكل من استجاب إلى النداء، في حصول مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" على المعدات التي تحتاجها لإنقاذ الأرواح في هذا الوقت العصيب".

© The Independent

المزيد من صحة