Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منصات "اللايكات" و"الترندز"... الاستثمار في الوباء

بين غرف التحقيق وهجوم الجمهور... اتهامات بترويج منتجات طبية غير معتمدة ونصائح مغلوطة حول "كورونا"

مخاطر انتشار كورونا عالميا لم تمنع من استثمار الوباء على مواقع التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

لا هي ممثلة ولا مطربة، ولا شاعرة، ولا كاتبة أو مخرجة، وحتى إن كان لديها صفة أخرى كالطب أو المحاماة، ولكنها تقدم نفسها على أنها "فاشونيستا. مؤثرة . مدونة موضة وجمال. يوتيوبر". وفي وقت قياسي صعدن وباتت مهنتهن الغامضة محل جدل ولغط.

وفي وقت تمر فيه البشرية بظرف استثنائي متمثلاً في وباء "كورونا" يعصف بكافة المجالات، فهل تهدأ تلك المنصات؟ أبداً، فلا مانع أيضاً من "الاستثمار في الوباء"؛ نصيحة غير موثوقة هنا، وترويج لمنتجات هناك، لا شيء يهم، ولا ضرورة من التأكد حتى من باب محاولة الحفاظ على الصحة العامة، طالما أن عداد الإعجاب "اللايكات" والمشاركات لا يتوقف. ماكينة لا تتعطل أبداً رغم تعطل الحياة، و"وظيفة" على ما يبدو لا تستحي أبدا. لها قواعد وشروط تكشف عن وجهها الأكثر شراسة مع هذا الظرف الحزين.

صحة الجمهور أم عدد اللايكات؟

قطاع عريض من هؤلاء المؤثرات بتن قدوة لكثيرات نظراً لحياتهن المترفة وألوانهن الزاهية دوماً وثرائهن الفاحش ـ بحسب ما تظهره الصور والفيديوهات على الأقل. وأصبحن مثالاً، خاصة للفتيات المراهقات الباحثات عن الثراء السريع، فإحدى المؤثرات قالت في لقاء مصور فيما قبل، أن متوسط دخلها شهرياً يزيد على الـ100 ألف دينار كويتي، (ما يعادل 320 ألف دولار أميركي)، ولكن حينما يتعلق الأمر بكارثة صحية مثل التي يقف أمامها العالم عاجزاً، توقع كثيرون أن تتنحى أمور محاولة السيطرة على "التريند" جانباً، وأن تختفي قليلاً محاولات خطف الأنظار بأي ثمن، خصوصاً في الأمور التي قد تمس الأرواح، وحينما تكون أدنى معلومة مغلوطة مؤثرة في حياة الأشخاص.

 

الشهرة ليست عيباً، ولا الإعلانات أيضاً، ولكن في الوقت الذي يعاني فيه العالم آثار فيروس مستشرٍ، لا علاج له "كوفيد 19"، يجب على الجميع مهما كان منصبه أو حيثياته أن يتيقن أولاً، وأن يكون الحرص هو محركه خصوصاً حينما يكون متابَعاً من الملايين الذين قد يتأثرون بفيديوهاته وكلماته. في زمن أصبحت السوشيال ميديا مصدر المعلومات الأول لقطاع كبير من الناس، هنا يأتي دور الجهات المعنية، فعلى ما يبدو أن جائحة كورونا كشفت كثيراً من أزمات فئة المؤثرات، فهل كل ما يبحثن عنه هو أن يكن في بؤرة الضوء غير عابئات بالصالح العام لهذه الدرجة؟ أم أن تصرفاتهن تأتي من حسن النية وعدم التوفيق في تقدير الموقف لا أكثر؟

نجمات السوشيال ميديا يخضعن للتحقيق

اليوتيوبر مودة الأدهم، واحدة من أحدث مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي التي تم استدعاؤها للنيابة في مصر، بسبب خرقها قرار حظر التجول، وهو القرار الذي تم تفعيله منذ فترة في كافة المحافظات لمحاولة السيطرة على تفشي وباء كورونا، حيث ظهرت في فيديو مع صديقتها وهي تقوم بإيقاف السيارات بأحد الشوارع وقت حظر التجول، ووصف المتابعون تصرفها بغير المسؤول، خصوصاً أنها بدت وكأنها تسخر من مرتادي السيارات غير مهتمة بتطبيق القانون. فيما بررت الأمر بحسب فحوى التحقيقات بأنها كانت فقط "تمزح" مع صديقتها.

 

كما تحولت المدونة الكويتية فوز الفهد إلى النيابة العامة بالكويت بعدما اتهمت بالترويج لجهاز فحص منزلي لفيروس كورونا، وسط عاصفة من الانتقادات خصوصاً أن الجهاز لم يعتمد في وزارة الصحة بالدولة، لتضطر الفاشونيستا فيما بعد إلى حذف الفيديو من حساباتها، رغم أنها بررت حديثها عن الجهاز بأنه لم يكن إعلاناً مدفوع الأجر، وبأنه مجرد هدية من صديق لها ورأت أنه من المناسب والصحيح أن تستعرضها مع الجمهور الذي راح يسأل ويستفسر عن كيفية اقتناء الجهاز للاستعمال خصوصاً أنها أكدت أن نسبة دقته تتجاوز الـ90 في المئة.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اللافت أن فوز الفهد واجهت أزمة أخرى حيث ظهرت وهي تنصح متابعاتها إلى الذهاب إلى صالون التجميل الخاص بها برغم انتشار كورونا مؤكدة لهم أن صالونها معقم ونظيف لتشجعيهن على تغيير روتين الحجر المنزلي.

أيضا تردد اسم المؤثرة السعودية إيناس الحنطي ضمن الخاضعات للتحقيق من قِبل النيابة العامة السعودية، بسبب عدم التزامها بقواعد السلامة، حيث خالطت عدداً من أفراد أسرتها والمقيمين بالمنزل المصابين بالفيروس، ثم دخلت هيئة حكومية وخالطت الأصحاء بها معرضة من يعملون بها للخطر، وحصدت الحنطي هجوماً عنيفاً من قبل رواد تويتر الذين طالبوا بمحاسبتها على استهتارها.

نصائح خاطئة تثير هلع المتابعين

أما الفاشونيستا الكويتية فاطمة المؤمن، فأطلت عبر تطبيق سناب شات لتقول عدة نصائح لجمهورها لتجنب الإصابة من كورونا، من وجهة نظرها، وتعرضت لسخرية عارمة، جعلتها تضطر لحذف الفيديو وتعتذر عن تسرعها في إلقاء نصائح ليس لها أساس من الصحة، وكانت نصيحتها تتعلق بأن شرب الماء بانتظام يجنب العدوى. ومع ذلك حاولت تبرير ما فعلته والرد على أن البعض قد يعمل بنصيحتها ويعتمد عليها في الوقاية. وقالت في مداخلة تلفزيونية أن نصيحتها غير مضرة حتى لو كانت في غير محلها. وأشارت إلى أن لا أحد سوف يموت إذا عمل بما قالته في الفيديو وشرب الماء.

 

فيما نشرت المؤثرة المغربية أسماء بيوتي، فيديو عبر حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي وهي تتسوق لمنزلها بشكل مبالغ، وتعلن أنها تخشى الجوع بسبب الحظر، مما دفع كثيرين إلى تقليديها والهرع إلى الأسواق. وبعد الانتقادات تم غلق حسابها لبعض الوقت كما وقعت في مشكلة عائلية بسبب بثها الرعب في نفوس الجمهور، وعادت واعتذرت على تصرفها وطلبت الصفح.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات