Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كمامات "فنية" في غزة لترويج ارتدائها

ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في غزة إلى 10 محجورين صحياً

عند الساعة التاسعة صباحاً يجتمع فريق "الفن في زمن كورونا" داخل غرفةٍ صغيرةٍ وسط منزل سماح سعد التي حوّلته إلى مشغل للرسم تبدع بين حيطانه في الرسم على الكمامات الطبية، في محاولة لإقناع سكان غزّة بارتدائها كإجراء وقائي في ظلّ تفشي فيروس كورونا داخل القطاع المحاصَر.
وسماح هي الأنثى الوحيدة التي تعمل ضمن فريقٍ مؤلف من ثلاثة فنانين يبدعون في الرسم على الكمامات الطبية، وباشروا عملهم فور إعلان وزارة الصحة الفلسطينية في 22 مارس (آذار) عن إصابة مواطنَين بفيروس كورونا داخل الحجر الصحي، بعدما وصلا إلى غزّة عبر معبر رفح.


الرسم يقنع الناس

وأثار هذا الخبر ذعر المواطنين في القطاع المحاصر منذ 14 سنة، لكن الخوف لم يدفعهم إلى ارتداء الكمامات الطبية، ومن باب التشجيع شرعت سماح برفقة زميلَيها ضرغام قريقع وتامر الذيب، في الرسم على الأدوات الوقائية من الجائحة العالمية.
وبدأت عملية الرسم على الكمامات الطبية من أجل إقناع سكان قطاع غزّة بلبسها، بخاصة الأطفال منهم والسيدات. وتقول سماح "بعد متابعة الأيام الأولى من انتشار كورونا، وجدنا عدداً قليلاً من الناس يبلس كمامات، بينما يرفض الأطفال والنساء لبسها، ما دفعنا إلى ابتكار طريقة لتشجيع الناس لارتدائها بخاصة في الشارع".
وبدأت سماح برفقة فريق عملها بالرسم، فباتوا يمضون أكثر من 10 ساعات يومياً، في عملية تحويل الكمامات الطبية إلى لوحات فنية. وتوضح سماح إنها تعمل في تلك الفترة "بحبٍ كثير"، كونها تخدم عامة الناس، وتكون سبباً في إقناعهم بلبس الكمامات كإجراء وقائي من الوباء العالمي.
واعتمد فريق العمل على نشر صور الكمامات المزينة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث لقيت تفاعلاً كبيراً، وأعرب كثر عن إعجابهم بها وطلبوا اقتناءها.


عشر ساعات عمل

غرفة المشغل الصغيرة، تجمع الفنانين الثلاثة يومياً، حيث يعملون على مدى 10 ساعات في الرسم على الكمامات بألوانٍ جذابة ولافتة. وتقول سماح إنها تختار ألواناً تحمل دلالة الفرح والتفاؤل، بما يضمن انتشار وسائل الوقاية الطبية بين الناس بسرعة.


نصائح طبية على الكمامة

"علم فلسطين، وبعض النقاط السوداء" مضمون رسم على إحدى الكمامات الطبية، وأخرى تحمل صورة أشعة شمسٍ مشرقة، ويعتبر ضرغام قريقع أن هذه الرسوم تجذب الأطفال أكثر وتدفعهم إلى لبسها في الشارع.
رسومات فريق "الفن في زمن كورونا" حملت معاني إنسانية واجتماعية، ويوضح قريقع أن جزءاً منها مستوحىً من الواقع الفلسطيني ومعاناته اليومية، وجزءاً آخر يحمل شخصيات كرتونية مخصصة للأطفال.
ويقدم قريقع عبر الكمامات الطبية نصائح وإرشادات طبية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، لافتاً إلى أن "طبيباً متخصصاً قدم لنا نصائح عدة، رسمناها بشكل عبارات صغيرة على الكمامات الطبية، والهدف من ذلك هو زيادة وعي الناس في التعامل مع كورونا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


صعوبات

بحسب التقارير الطبية الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإنّ نسبة عالية من المواطنين استهترت في انتشار كورونا داخل قطاع غزّة، ولم تلتزم بإجراءات الوقاية، يشير قريقع إلى أنّ ذلك دفعهم إلى الاستمرار في الرسم على الكمامات الطبية حتى يقتنع الناس بأهمية الوقاية من الفيروس.

منذ سنوات طويلة، عمل الفنانون الشباب في مجال الرسم، كما شاركوا في معارض محلية، وشكلوا جزءاً من عدد كبير من المبادرات المجتمعية التوعوية، التي عملت على رسم جداريات فنية ولوحات تعبيرية في مناسبات وطنية وعالمية عدة. إلا أن صعوبات كثيرة تواجه سماح وفريق عملها، ومن بينها ارتفاع سعر الألوان وندرة توفرها في غزّة بسب الحصار المستمر منذ 14 سنة، وإغلاق المعابر المستمر منذ بداية انتشار كورونا في القطاع. كما أن هناك نقصاً حاداً في الكمامات الطبية في الصيدليات والمرافق الصحية. وفي حال توفرت فإن ثمنها باهظ جداً، فقبل بداية انتشار كورونا كان سعر علبة الكمامات الطبية يصل إلى 3 دولارات أميركية، وبعد تفشي المرض وصل ثمنها إلى 15 دولاراً.
وحتى مساء يوم الاثنين 29 مارس (آذار) 2020، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية حالة وفاة واحدة، من بين 110 حالات إصابة بفيروس كورونا، 10 منها في قطاع غزّة، حيث يخضعون جميعهم للحجر الصحي.

المزيد من منوعات