Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الصحة العالمية": مصر أمامها فرصة حقيقية للقضاء على "كورونا"

القاهرة توافق على التجارب السريرية... وإجراءاتها الاحترازية تجنبها سيناريو إيطاليا

إجراءات احترازية صارمة تتخذها القاهرة لتجنب تفشي "كورونا" في البلاد (رويترز)

مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر، لأكثر من 600 حالة وتسجيل 40 وفاة، قال مسؤولون في منظمة الصحة العالمية، إن مصر لا تزال لديها فرصة حقيقية لإيقاف انتقال المرض إذا اتبعت التعليمات، مشيدين في الوقت ذاته، بالإجراءات الاحترازية الذي انتهجتها السلطات في البلد العربي منذ بدء التعامل مع جائحة "كوفيد-19".

وخلال مؤتمر صحافي عُقد في المقر الإقليمي للمنظمة بالقاهرة، اليوم الاثنين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، قال جون جبور، ممثل المنظمة في مصر، إن احتمالية تحول مصر إلى الحالة الإيطالية، حيث عدم القدرة على مواجهة تفشي الوباء، أو الحالة الصينية، حيث التمكن من احتواء الفيروس، يعتمد بالأساس على مدى التكاتف بين مؤسسات الدولة والحكومة والشعب وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، موضحاً أن "لكل بلد خصائصه، وكل دولة تضع سيناريوهات مختلفة، منها مصر، ونتمنى ألا تصل إلى هذا السيناريو، وهذه المسؤولية تقع على المجتمع والدولة على حد سواء"، لافتاً إلى أن "استعدادات القاهرة لعدة سيناريوهات يحميها من مصير إيطاليا".

وفي آخر إحصائية رسمية، أعلنت وزارة الصحة المصرية، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 609 حالات من ضمنهم 132 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و40 حالة وفاة، وذلك بعد تسجيل 33 حالة إصابة جديدة ووفاة 4 أشخاص.

إشادة بالإجراءات المصرية

وأشادت المنظمة بالإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية للتعاطي مع مواجهة فيروس كورونا. وقال إيفان هيوتين، مدير إدارة التغطية الصحية الشاملة والأمراض السارية بمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط "تشير الحالات المصابة الجديدة مع مرور الوقت في مصر إلى أن انتقال المرض يقتصر على سلاسل انتقال العدوى، ولم نشهد أي ارتفاع حاد في عدد الإصابات، وهناك عدة نقاط قوة في الاستجابة".

وتابع "أولاً، تتسم الإدارة الكلية بحسن التنظيم، إذ ينسق مركز عمليات الطوارئ الاستجابة بناءً على أحدث المعلومات الوبائية، ويعمل مركز الاتصالات على إطلاع العامة على المستجدات ومعرفة أين ومتى يجب التماس المساعدة، وثانياً، تُجري فرق الاستجابة السريعة استقصاءات دقيقة لحالات الإصابة ومُخالِطيها، وهذا أمرٌ ضروري للغاية، لأنه يقطع سلاسل انتقال المرض". وأضاف "ثالثاً، تتوافر القدرة على اختبار المرضى بطريقة موثوقة في أكثر من 20 مكاناً في البلاد، ورابعاً هناك خطة لتقديم الرعاية للمرضى، وأخيراً، يتم الاستعانة بالكثير من المنصات الإعلامية المختلفة لإطلاع العامة على المستجدات والمعلومات وتوعيتهم".

المكافحة... أو التفريط

وذكر هيوتين أن "مصر أمامها سيناريوهان، الأول الالتزام بالتعليمات ومكافحة العدوى ومن ثم خفض الإصابات، والثاني التفريط وهو ما يسبب مشكلات كبيرة لا نود الدخول فيها". معتبراً أن "الشعب والحكومة وحدهما يستطيعان تحديد أي سيناريو لسلكه من خلال مدى الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتي تضمن الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط إلا للضرورة القصوى".

وأوضح هيوتين، أنه حتى 30 مارس (آذار) 2020، أبلغت مصر عن 609 حالات إصابة بفيروس "كوفيد-19"، واتسمت الاستجابة للمرض بأنها قوية ومكيفة حسب الوضع الراهن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، أوضح، عمرو أبو العطا، مسؤول برامج الترصد والاستعداد والاستجابة بمكتب منظمة الصحة العالمية في القاهرة، أن إحصاءات الإصابات في مصر تشير إلى أن 90 في المئة من الإصابات تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عاماً، فيما بلغ متوسط العمر 40 عاماً، وهناك حالة واحدة مصابة يبلغ عمرها عامين.

وتابع "نحن على اتصال دائم ومباشر مع وزارة الصحة والسكان المصرية، وتم الإبلاغ عن حالات في العديد من المحافظات، وهناك عدد منها سجل فقط حالة أو حالتي إصابة طوال الأسابيع الماضية".

توقع الأسوأ

ورغم الإشادة بالاستعدادت المصرية، قال هيوتين "للأسف، هناك سيناريو عن احتمالية انتقال المرض على نطاق أوسع، ما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من الحالات، وبينما نبذل قصارى جهدنا لتفادي هذا السيناريو، يجب علينا التأهب لهذه الاحتمالية، ما يعني ضرورة التخطيط لتخصيص مزيدٍ من مرافق العزل لحالات الإصابة الخفيفة، ومزيد من الأسِرة في المستشفيات لحالات الإصابة الوخيمة، ومزيد من الأسِرة في وحدات العناية المركزة للحالات الحرجة"، مؤكداً على الحاجة إلى مواصلة التصرف وفقاً لأفضل سيناريو، ويعني ذلك الاستمرار في البحث عن الحالات في كل مكان.

كما قال إنه "يجب اختبار الأشخاص الذين يعانون السعال والحمى، وعند العثور على حالات، يجب رعايتها وعزلها، وتتبُّع المُخالِطين، والقيام بذلك في كل مكان وعدم التقاعس، حتى إن زاد عدد الإصابات، مؤكداً أن مصر ستكون لديها فرصة حقيقية لإيقاف انتقال المرض".

مصر توافق على التجارب السريرية

وأكد مسؤول برنامج الترصد والاستعداد والاستجابة بمنظمة الصحة العالمية، أن مصر وافقت على المشاركة في إجراء الاختبارات السريرية لتقييم الأدوية المستخدمة في علاج مرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وبعد الإجراءات والأبحاث نستطيع تقييم فعالية الأدوية.

ومع تأكيده على عدم اعتماد أي دواء أو لقاح حتى الآن لعلاج كورونا، أوضح أن "هناك نوعين من الأدوية حالياً، الأول أدوية تمت الموافقة عليها لعلاج أمراض أخرى، وأدوية لم يتم الموافقة عليها بعد، وفي كلا الحالتين نحتاج إلى إجراء دراسات وأبحاث للتأكد من فعالية وسلامة الدواء وإجراء التجارب السريرية".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات