Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قلق متفاقم في تل أبيب... تفشي كورونا في غزة "نهاية إسرائيل"

هل سترتدع إسرائيل عن استخدام القوة لصد زحف بشري محتمل في اتجاهها؟

في وقت انشغلت القيادة السياسية الإسرائيلية ووزارة الصحة في كيفية رفع نسق الإجراءات للسيطرة على فيروس كورونا، الذي تزداد الإصابات به بشكل كبير يومياً، بحث قادة الأجهزة الأمنية سيناريوهات قاتمة جداً حول تطورات الوضع في قطاع غزة، في ظل انتشار كورونا.

وفي أول تقييم للوضع اعتبر الأمنيون الأيام المقبلة خطيرة جداً، مشيرين إلى أن "غزة بؤرة محتملة لانفجار عنيف في المدى القصير"، أكثر من الجبهة الشمالية، حتى أن بعض المسؤولين الأمنيين خرجوا إلى وسائل الإعلام بالقول إن انتشار الفيروس في القطاع قد يؤدي الى نهاية إسرائيل أو "الآخرة" كما عبّر أحدهم.


سياسة الصواريخ

في هذه الأثناء لم تحسم إسرائيل كيفية التصرف تجاه غزة ولكن العناوين الأبرز للسيناريوهات المحتملة تشير إلى أن حركة حماس ستكثف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لإجبارها على دعم القطاع طبياً ولوجستياً، لأن حكومة حماس لن تكون قادرة على التصدي للوباء حين يتفشى. واعتبر أمنيون إطلاق الصواريخ الأخيرة من غزة بمثابة رسالة ضغط يمارسها القطاع على سكان الجنوب، الذين يعيشون في حالة شبه إغلاق، بسبب كورونا. وبحسب التعليمات الإسرائيلية لمواجهة الفيروس، يجب الامتناع عن الاكتظاظ في مكان صغير ومغلق. أما السيناريو الأكثر إشكالية وخطراً، فيصفه الأمنيون الإسرائيليون "بإقبال آلاف سكان غزة نحو الجدار في محاولة للهروب من غزة لإنقاذ حياتهم. وهؤلاء بمعظمهم من اليائسين الذين لا يعرفون إذا كانوا يحملون المرض أم لا". في هذا السيناريو الرد الأولي لإسرائيل سيكون، وفق أجهزة الأمن، منعهم بالقوة، ولكن يُطرح السؤال إذا تتوفر لإسرائيل شرعية محلية أو دولية لإطلاق النار على سكان مرضى؟

الرد الإسرائيلي والحاسم هو أنه لا يحق لها إطلاق النار، لكن هل ستحترم إسرائيل ذلك؟

التجارب الإسرائيلية السابقة تشير إلى انتهاكها القوانين الدولية تجاه غزة والضفة والتقديرات تقول إنها ستفعل ذلك هذه المرة بشكل أقوى، لأن النتيجة هي تهديد حياة مواطنيها الذين ستنتقل إليهم عدوى كورونا.


خطوات مانعة


وإزاء التقارير الصادرة من غزة والتي تتحدث عن اكتشاف يومي عن مصابي كورونا، وضعت إسرائيل السيناريوهات التي بحثتها أجهزة الأمن على رأس أولوياتها وتعاملت بمنتهى الجدية مع توصيات الجيش التي رُفعت إلى القيادة السياسية وتشمل نشاطات دولية، تبرز من خلالها تعقيدات الأوضاع الإنسانية في غزة بهدف تقديم مساعدات مالية دولية للقطاع لمنع انفجار الأزمة.

وبحسب تقارير إسرائيلية فما يُقدَم اليوم إلى غزة من الخارج يُعتبر دعماً رمزياً، باستثناء قطر التي أعلنت استمرارها في دعم القطاع شهرياً بـ 25 مليون دولار. أما ما تقدمه منظمة الصحة العالمية فاعتبرتها إسرائيل، قطرةً في بحر من الحاجات التي يتطلبها سكان غزة.

وأوصى الجيش الإسرائيلي بأن تبدأ تل أبيب بنقل معدات للبنى التحتية إلى القطاع وأن تمنحه حصة مما ستشتريه من معدات لمواجهة كورونا من دول العالم. وتخلص توصيات الجيش إلى التأكيد على أن المصلحة الإسرائيلية تكمن في السماح لغزة بأن تبقي نفسها خارج موجة الكورونا، "وإلا فستجد إسرائيل نفسها في وضع خطير للغاية"، وفق أحد التقارير.

 

لمنع الكابوس
 

كذلك اعتبرت جهات إسرائيلية أن غزة مع كورونا ستصبح "كابوساً مرعباً لإسرائيل"، وأوصى البعض بضرورة أن تتدخل تل أبيب لضمان إجراء فحوصات لاكتشاف مصابي كورونا هناك. ورأت "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي أن هذه المهمة تُعد إحدى المشكلات القاسية، وجاء في التقرير أن "القطاع أجرى 144 فحصاً للاشتباه بإصابة الفيروس بينما أرسلت إسرائيل إلى القطاع 600 جهاز فحص، ومنظمة الصحة العالمية أرسلت 3 آلاف منظومة فقط".

وطرح التقرير السؤال الذي يقلق إسرائيل وهو: ما مدى جاهزية القطاع للتعامل مع المرض؟ برأي الإسرائيليين فإن وجود ثمانية مخيمات للاجئين في منطقة مكتظة بالسكان تشكل صعوبة كبيرة لكل خطة للتعامل مع كورونا، سواء الفحص أو العلاج. وحذر تقرير إسرائيلي من أن تفشي الكورونا في القطاع سيطرق حتماً، أبواب إسرائيل، ويزداد الخطر في عدم وجود تنسيق مباشر بين وزارة الصحة في غزة وإسرائيل، حيث العلاقة عبر منظمات دولية، ما يحتم على إسرائيل اتخاذ خطوات محلية ودولية سريعة قبل الوصول إلى الأزمة.

أما على صعيد الضفة الغربية، فيشكك الإسرائيليون في قدرة السلطة الفلسطينية على تقديم العلاج اللازم لمرضى الكورونا في ظل وجود 200 جهاز تنفس في الضفة الغربية فقط، و300 سرير في العناية المركزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


إسرائيل غير جاهزة

لا يقتصر القلق الإسرائيلي من مخاطر كورونا في القطاع والضفة على الوضعية الداخلية للفلسطينيين إنما الوضع الإسرائيلي بحد ذاته. فبعد شهر من انتشار الفيروس في إسرائيل ما زالت وزارة الصحة الإسرائيلية غير قادرة على السيطرة عليه، وعدم تجاوب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع مطلب الوزارة بالإعلان عن إغلاق كامل لإسرائيل، فاقم عدد المصابين بشكل لم يتوقعه الإسرائيليون، إذ يتضاعف العدد كل ثلاثة أيام.

وتواجه إسرائيل مشكلةً أخرى، إلى جانب عدم الإغلاق الكامل، هي عدم جاهزيتها لمواجهة هذه الزيادة، فالتوجه إلى دول أجنبية لشراء أجهزة التنفس الاصطناعي لم يحظ بتجاوب كامل، ولم تنجح تل أبيب، بعد، في إحضار الأجهزة ولم يُعلَن سوى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، رفضت طلب نتنياهو تزويد إسرائيل بهذه الأجهزة.

وجاء في بيان نشره مكتب نتنياهو أن الرد الألماني أتى سلبياً لأن ألمانيا هي الأخرى تواجه نقصاً في هذه الأجهزة.

وسُربت معلومات تقول إن إسرائيل لم تلق رداً إيجابياً من أي طرف أوروبي، بالتالي لن تتمكن من إحضار أجهزة التنفس، وهو ما يضعها أمام وضع صحي خطير.

وكشفت قناة "كان" الإخبارية أن رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، يبذل جهوداً دولية حثيثة، مستغلاً علاقاته الشخصية مع زعماء ورؤساء منظمات سرية، للحصول على حاجة إسرائيل من أجهزة التنفس.

وجاء في تقرير للقناة الإسرائيلية أن كوهين شكّل فريقاً إلى جانبه، من بين أعضائه، رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات لشراء عشرة آلاف جهاز تنفس اصطناعي، وهي حاجة إسرائيل لوضعيتها الحالية لمواجهة ارتفاع عدد مرضى كورونا.

وأحصت إسرائيل حوالى أربعة آلاف إصابة و15 وفاة بفيروس كورونا المستجد.
 

حكومة وحدة 

في موازاة ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته وخصمه السابق بيني غانتس أنهما حققا "تقدماً كبيراً" في المحادثات الرامية إلى اتفاق نهائي لتشكيل حكومة وحدة، وأكدا أنهما سيعقدان اجتماعاً اليوم الأحد "للتوصل إلى اتفاق نهائي".
وقال حزب الليكود بزعامة نتنياهو وتحالف "أزرق أبيض" الذي يقوده غانتس في بيان مشترك، إن الرجلين أجريا محادثات طوال ليل السبت - الأحد "بهدف تشكيل حكومة طوارئ وطنية للتعامل مع أزمة فيروس كورونا وغيرها من التحديات التي تواجه إسرائيل".
وأضاف البيان "تم إحراز تقدم كبير خلال الاجتماع (...) وسيُعقد اجتماع آخر خلال اليوم (الأحد) للتوصل إلى اتفاق نهائي".
وكان غانتس انتُخب الخميس الماضي، رئيساً للكنيست ما أدى إلى انقسام تحالفه.
وجاء قرار غانتس لتقاسم السلطة والتحالف مع نتنياهو مفاجئاً حتى لشركائه في الحزب، خصوصاً أنه رفض إثر الانتخابات السابقة الانضمام إلى حكومة يترأسها "شخص متهم بالفساد"، لكنه تخلى الأسبوع الماضي عن طموحاته السياسية لرئاسة الوزراء ودعا إلى تشكيل حكومة "طوارئ وطنية" مع نتنياهو. وبرر رئيس الكنيست خطوته بأنها "ما يحتاج إليه الشعب" في ظل تفشي الفيروس.
وكتب على صفحته على "فيسبوك"، "لن أكون الشخص الذي يرفض بشكل قاطع التعاون في حالة الطوارئ".

المزيد من الشرق الأوسط