خرجت تظاهرات عدة في مناطق مختلفة في السودان، وخصوصاً الخرطوم، الأحد. ودعا "تجمع المهنيين السودانيين" إلى "موكب استقلال القضاء"، رداً على الأحكام التى صدرت بحق متظاهرين بالسجن ودفع غرامات "لمخالفتهم أوامر الطوارئ التي أصدرها الرئيس عمر البشير، الاثنين في 25 فبراير (شباط).
وفي الأثناء، أفرجت السلطات في ولايات شمال كردفان وغرب كردفان ومناطق أخرى عن عشرات الموقوفين، وسط تسريبات عن توجه الرئيس البشير إلى إطلاق موقوفين من مسؤولين في قوى المعارضة من أحزاب مختلفة، تمهيداً لإدارة حوار يؤدي إلى تسوية في البلاد.
وفي هذا السياق، قال التحالف الديمقراطي للمحامين إن محاكم الطوارئ في العاصمة الخرطوم، أصدرت أحكاماً متفاوتة على مئات المتظاهرين بتهم زعزعة الأمن والتخريب والإزعاج العام وإثارة الشغب. وتفاوتت الأحكام بين السجن أسبوعين وستة أشهر مع غرامة.
ونُقل عن شهود عيان أن القوى الأمنية فرقت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والهراوات واعتقلت بعض المتظاهرين في مناطق الكلاكلة جنوب الخرطوم، وشمبات والحلفايا في الخرطوم بحري، واحياء المسالمة والعمدة وودنوباوي وأبوروف في أم درمان ثاني مدن البلاد.
السودانيات يُلوّنَ الاحتجاجات
انتشرت مئات الصور لسودانيات في منصات التواصل الاجتماعي بالثوب التقليدي الأبيض، تلبيةً لدعوات أطلقها نشطاء وناشطات تعبيراً عن مناصرة الحراك الاحتجاجي بالبلاد ورفضاً للقمع والعنف ضد النساء.
واستمرت احتجاجات طالبات جامعة الأحفاد للبنات وظهرن في وقفات عدة ومواكب احتجاجية بالثوب الأبيض. وتعتبر النسوة في السودان ركيزة رئيسة في الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثالث.
الولايات المتحدة تدين القوة المفرطة
وجددت السفارة الأميركية في الخرطوم، الأحد، إدانتها استخدام قوى الأمن في السودان القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وأعلنت السفارة، في بيان على صفحتها في "فيسبوك"، لقاءات عبر صفحتها مع سودانيين.
رؤية للحل
وقدّم الحزب الاتحادي الديمقراطي رؤية لحلّ الأزمة الحالية في البلاد، تقوم على حلّ البرلمان وتعيين جمعية تأسيسية لإعداد الدستور الدائم. وطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين.
وحذر أحمد بلال عثمان الأمين العام المكلف للحزب ووزير الداخلية السابق، من دفع البلاد نحو المجهول والانزلاق في مربع الكراهية والحرب. واستبعد بلال خلال لقاء مع قيادات حزبه قيام الانتخابات في موعدها. أضاف: "لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في العام 2020 في ظل هذا المناخ المحتقن".
وكشف عثمان عن "قرارات مرتقبة للرئيس البشير ستزيل كثيراً من الاحتقان والخروج من حالة الاحتراب والكراهية وتصب في الإصلاح".
واعتبر عثمان أن تسليم البشير مهماته الحزبية لنائبه أحمد هارون، دليل صدق على أنه رئيس للجميع، وزاد "الأيام حبلى بكثير من القرارات للرئيس".
البشير يتودّد للشباب بالرياضة
وأكد الرئيس البشير أن العام 2019 سيكون عام شباب السودان، وأنه سيولي الرياضة عناية فائقة، في وقت تتواصل التظاهرات في عدد من أنحاء البلاد مطالبة اياه بالرحيل.
وحاول البشير التودّد من الشباب السوداني خلال زيارة تفقدية قام بها الأحد إلى مدينة السودان الرياضية. وأكد في تصريحات نقلتها وكالة أنباء السودان الرسمية أنّ افتتاح المدينة الرياضية رسمياً سيتم بعد ثلاثة أشهر وسيكون الاحتفال بفرق سودانية تتنافس في دورة المدينة الرياضية على كأس خاص بالمدينة الرياضية.
ووجه البشير المسؤولين إلى الاهتمام بمراكز الشباب وبالملاعب الرياضية وتخصيص مساحات إضافة أوسع للأماكن الرياضية لكي يمضي الشباب الوقت بما هو مفيد، وفق تعبيره.
وكان البشير قد خص الشباب بجزء من خطابه الذي أعلن فيه حل الحكومة وفرض حالة الطوارئ لمدة سنة في عموم البلاد.
المهدي يطلق "كبسولة التحرير"
طالب زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، الرئيس البشير بالتنحي عن سدة الحكم، كما عرض إجراءات أخرى قال إنها يمكن أن تمهد للخروج من المواجهة الحالية بين الجيش والشعب.
واقترح المهدي، في كلمة خلال اجتماع لقادة حزبه في الخرطوم، وصفة لمعالجة الأزمة التي تعيشها البلاد. وتضمنت الوصفة التي حملت اسم "كبسولة التحرير"، نداء للبشير للترجل عن السلطة كي يقوم "نظام جديد يحقق سلاماً عادلاً وشاملاً وتحولاً ديمقراطياً بصورة قومية وبلا مخاشنة".
ودعا المهدي البشير إلى اتخاذ إجراءات تضمن مخرجاً آمناً للأزمة، على رأسها رفع حالة الطوارئ وإيقاف أعمال البطش والتعذيب والقتل والضرب والاقتحامات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد مدنيين سلميين عزل... وإطلاق سراح المعتقلين.
وشجّعه على إعلان الاستعداد للقاء ممثلي القوى الشعبية والمهنية والمدنية المطالبة بنظام جديد للاتفاق على العبور نحو المرحلة الجديدة. واعترض المهدي على ما سماه" عسكرة الإدارة".