أقرت الولايات المتحدة، أمس، واحدة من أضخم الحزم التحفيزية في تاريخ البلاد بحجم 2.2 تريليون دولار لمساعدة الأفراد والشركات في مواجهة المأساة التي يعيشها الاقتصاد الذي تحوّل من ارتفاع تاريخي قبل شهرين إلى أسوأ مراحله حالياً، مع إغلاق شبه تام لمعظم الولايات الأميركية.
وعلى الرغم من ذلك، لم تتمكن هذه الحزمة الضخمة من مساعدة البورصات على استمرار ارتفاعها، حيث هبطت مجدداً، أمس الجمعة، بعد صعود لثلاث جلسات، بسبب الارتفاع السريع لعدد المصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، والذي تجاوز 100 ألف مصاب لتصبح الأعلى بعدد المصابين في العالم.
تفاصيل الحزمة الأميركية
وكانت الحزمة نالت موافقة مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية بالإجماع تقريباً يوم الأربعاء، كما حظيت بموافقة الكونغرس أمس، في إجماع يظهر حجم الأزمة والجدية في الحؤول دون سقوط أسرع للاقتصاد.
وتتضمن حزمة الإنقاذ 500 مليار دولار للصناعات المتضررة و290 مليار دولار لتمويل مدفوعات تصل إلى ثلاثة آلاف دولار لملايين الأسر. وتشمل أيضاً 350 مليار دولار قروضاً للشركات الصغيرة و250 مليار دولار للتوسع في إعانة البطالة و100 مليار دولار للمستشفيات والأنظمة الصحية ذات الصلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الاقتصاد يعيش واحدة من أفضل سنواته والبطالة فيه هي الأدنى منذ 50 عاماً، لكن بسبب أزمة كورونا ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة إلى 3.28 مليون شخص، في أعلى مستوى له على الإطلاق.
وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي 915 نقطة بما يعادل 4 في المئة إلى 21636.78 نقطة، ونزل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بمقدار 88.6 نقطة أو 3.37 في المئة ليسجل2541 نقطة، وانخفض مؤشر "ناسداك" 295.16 نقطة أو 3.79 في المئة إلى 7502.38 نقطة.
الاقتصاد العالمي... ركود
ودخل الاقتصاد العالمي في حالة عدم يقين، إذ قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، لـ"رويترز" أمس، إن "الجائحة دفعت العالم بالفعل إلى الركود وسيكون أشد من الأزمة الأخيرة، التي أفرزت تراجعاً بنسبة 0.7 في المئة للناتج العالمي في 2009."
وكان زعماء دول مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى تعهدوا أمس، بضخ أكثر من خمسة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي لمواجهة أزمة كورونا.
تهاوي البورصات الأوروبية
وواصلت الأزمة حدتها في أوروبا، حيث أغلق مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي على هبوط 3.3 في المئة بعد الإعلان عن إصابة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالفيروس. وأدى ذلك إلى خسائر أيضاً في الأسهم القيادية في لندن التي أغلقت منخفضة 5.3 في المئة.
وهبطت أسهم البنوك 5.4 في المئة، حيث قال اتحاد البنوك الأوروبي، إنه ينبغي وقف توزيعات أرباح 2020. وكان البنك المركزي الأوروبي أبلغ بنوك منطقة اليورو أمس، ألا تدفع توزيعات أرباح ولا تعيد شراء أسهم حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على الأقل، وأن تستخدم أرباحها في تدعيم الاقتصاد الذي تعصف به جائحة كورونا.
هبوط متواصل للنفط
وأدت هذه الأخبار إلى هبوط أكبر لقطاع النفط، حيث هوت أسعار النفط خمسة في المئة أمس الجمعة، مواصلة خسائرها للأسبوع الخامس على التوالي.
وانخفض خام برنت 1.41 دولار بما يعادل 5.35 في المئة ليتحدد سعر التسوية عند 24.93 دولار للبرميل، وهو منخفض نحو 8 في المئة هذا الأسبوع بحسب بيانات "رويترز". وأغلق الخام الأميركي منخفضاً 1.09 دولار أو 4.82 في المئة على 21.51 دولار، ونزل أكثر من 3 في المئة على مدار الأسبوع.
وحتى الذهب فقد بريقه أمس، إذ باع المستثمرون المعدن الأصفر لجني الأرباح، لكنه يتجه إلى تسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008 بعد أن أصبح الملاذ الآمن للمستثمرين في الفترة الأخيرة.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1624.41 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد خمس جلسات متتالية من المكاسب، ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.5 في المئة إلى 1643.30 دولار للأوقية. وربح المعدن الأصفر ما يزيد على 8.4 في المئة منذ بداية الأسبوع الحالي، بحسب بيانات "رويترز".