Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يمنع الأفراح ويقتحم عالم الموضة في السودان

ارتبطت أزياء سودانية كثيرة بمناسبات تاريخية اتخذت اسمها

الموضة السودانية تتأثر بالأحداث المحلية والعالمية مثل تفشي فيروس كورونا (حسن حامد)

لم يترك فيروس كورونا حياة السودانيين على حالها، إذ يبدو أنه لم يكتف بغزو الأجساد وإرباكها فحسب، بل تعداها إلى العقول والوجدان والمشاعر، إضافة إلى كواليس الموضة وعالم الأزياء والزينة المحلية، فمنذ إعلان ظهوره، أصبح هو الشغل الشاغل، وحديث مجالس الأنس في الأحياء، الأندية، المؤسسات الحكومية، المكاتب، الشوارع وحتى حفلات الأعراس التي باتت مختصرة ومتخفية، متشحة بالكمامات وعبق المطهرات.


إلغاء الأفراح

ألقت جائحة كورونا العالمية ظلالاً وتداعيات على الحياة الاجتماعية والثقافية في السودان، وبدا المجتمع وكأنه هارب من كورونا وإليه، بعدما أغلقت المسارح وصالات الأفراح، وتوقفت الحفلات الجماهيرية، وانتقلت مناسبات الزفاف إلى أزقة الأحياء والمنازل، بأعداد محدودة من المشاركين على غير عادة السودانيين. واقتصرت مناسبات الأفراح على الأهل فقط. وقرر عروسان سودانيان هما رؤى بكري محمد وبدرالدين مهدي آدم، بعدما ألغى كورونا حفل زفافهما، التبرع بتكاليفه للمساهمة في التدابير الاحترازية والتوعوية لمجابهة الفيروس.
 


ثوب كورونا 

لم يقتصر تأثير الوباء على عادات وتقاليد الزواج، بل امتد إلى عالم الموضة والأزياء، فظهرت كورونا كأحدث صيحات الموضة في الثياب النسائية. ثوب كورونا الذي تصدر المشهد، وهو من فصيلة تعرف بالأمازون بألوانه الهادئة المتداخلة، وبنقوش تشبه الفيروس المستجد.
ويقول بشير حسن، وهو تاجر ثياب في سوق سعد قشرة بالخرطوم بحري، إن "الثوب الجديد يلقى رواجاً جيداً، ولا يزال في مرحلة الترويج الأولية، وسرعان ما تسود موضته لتأخذ وقتها حتى ظهور الموضة المقبلة".
وأوضح أن "ظاهرة مواكبة أسماء وموضة الثياب، لها جذور بعيدة في المجتمع السوداني، إرضاءً لذوق حواء السودانية، كما ارتبطت غالباً بالمناسبات، سعيدها وحزينها. وتبدو أسماء الثياب، مشوقة ومثيرة للاهتمام ولافتة، فعلى سبيل المثال، هناك ثوب "لقاء السيدين" الذي استمد اسمه من لقاء السيد علي الميرغني والإمام محمد أحمد المهدي في الخمسينيات، والذي جاء بعد جفاء بينهما، ومهّد الطريق لإعلان استقلال السودان، وثوب "ضربة كندا" بعد الاعتداء على الدكتور حسن الترابي زعيم الإسلاميين، بواسطة أحد المعارضين، أثناء زيارتة كندا. وثوب "دموع غبوش" الذي ظهر عندما بكى الزعيم السياسي المسيحي فيليب غبوش خلال جلسة متلفزة للبرلمان، إضافة إلى "ثوب أوبرا" الإعلامية الأميركية، و"حداد جمال" الرئيس المصري الراحل، وثياب بأسماء "قندهار" و"غزة" و"المغترب" و"قرش الكرامة" في التسعينيات عندما طالب معمر القذافي الرئيس السوداني السابق جعفر النميري برد إعانات قدمتها ليبيا إلى السودان، إثر خلاف بينهما، فتبرع كل مواطن سوداني بقرش لرد ذلك الدين. وأخيراً كان ثوب "حمدوك" رئيس وزراء السودان الحالي الذي جاء عقب ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، وثوب "الأصم" تيمناً بالطبيب الوسيم أحد قيادات ثورة ديسمبر".

وزاد التاجر السوداني أن "هناك تصنيفات أُخرى للثوب السوداني، ترتبط بالمهمات والمناسبات، فنجد ثوب العمل الرسمي، وهو عادة قطني أبيض اللون، وثوب العزاء الأبيض ذي النقوش السوداء، وثوب الحزن الأبيض الذي تلبسه الأرامل حداداً، إلى جانب ثوب الزيارات وثوب المناسبات والأفراح ذي الألوان المتعددة".
 

حناء كورونا

كما ظهرت في عالم "حناء حواء السودان"، موضة جديدة، لنقش جديد عُرف بـ "حناء كورونا" وانتشر بسرعة فائقة في عدد كبير من محلات تزيين الشعر والحناء المتخصصة في هذا المجال.
وقالت السيدة حنان بشير التي تعمل كحنانة متجولة إنها اقتبست نقش الحناء المعروف بـ "كورونا" من أحد محلات التزيين التي تتعامل معها. وكشفت أن النقش لاقى رواجاً كبيراً لجماله وبساطته، وهو مشابه لشكل فيروس كورونا من الخارج، حيث الأهداب المتباينة الطول. وأضافت أنه "مع بساطة النقش، فإن وضعه فى أسفل كعب القدم يعطي رمزية للإهانة والاحتقار لهذا الفيروس الذي دوّخ العالم، وأصبحت نساء السودان يدسنه تحت أقدامهن، انتقاماً منه، لما فعله ويفعله بالبشرية التي لا تزال تكافحه في كل أرجاء الدنيا".


سوار كورونا

كذلك غزت الموضة الجديدة محلات الذهب، ليصبح "سوار كورونا الذهبي"، الذي يحمل نقشاً يشابه فى حبيباته شكل فيروس كورونا، المفضل لدى النساء، سواء كنّ ميسورات أو متوسطات الحال من الموظفات وربات البيوت.
وقال فني تصنيع الحلي الذهبية بمجمع الذهب في الخرطوم، عوض مدني أنه لا يعلم من أين نبعت الفكرة، لكنه وصفها بأنها بسيطة وغير معقدة ويمكن تصنيعها في أي ورشة تعمل في مجال نقش الذهب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


كورونا وفن الغناء

أما على صعيد الغناء، فسادت الساحة الغنائية مجموعة أغانٍ وأهازيج ليس فقط في مجالات التوعية والتثقيف، بل والطرب ذماً وقدحاً، في فيروس كورونا. وأكتظت منصات ووسائل التواصل الاجتماعي بفيديوهات كورونا. وتقول إحداها "أنا تاني ما بصل زول، إلا يكون معاي ديتول، أنا خايفة على نفسي، وعايزة عمري يطول، الناس الأذونا إن شاء الله بالكورونا"، وهى بذلك تدعو على الذين تسببوا لها بالأذى أن تصيبهم كورونا.

وأطلق عازف الأورغان الشهير "طاسو" المحبوب بين شباب السودان، أفلاماً قصيرة توعوية مطلعها "البس كمامتك، احمي نفسك"، وأغنية أُخرى يردد فيها "كبست كبست، كورونا كبست"، بمعنى أن كورونا داهمت البلاد، حققت أعلى نسب مشاهدة.
وأطلقت الفنانة ندى القلعة، حملة توعوية تحت شعار "سوا بنقدر" تهدف إلى جمع الكمامات والمعقمات. كما كتبت الفنانة أفراح عصام على صفحتها في "فيسبوك"، "لا تدعي كورونا تلهيك عن جمالك"، أرفقت معها صورة لقفازات بطلاء الأظافر الأحمر مع تعليق "موتي أنيقة".

من جانب آخر، قال التيجاني حاج موسى الشاعر الغنائي، الأمين العام السابق لمجلس المصنفات الأدبية، إنه فرغ من كتابة نص شعري يجري تلحينه الآن، يرتبط بجائحة كورونا التي خطفت الأضواء، وألقت بظلالها الكثيفة على الحياة الاجتماعية والثقافية والثقافية في السودان ولا تزال.

المزيد من تحقيقات ومطولات