Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهادة من منظمة الصحة العالمية لتونس في مكافحة كورونا

"الخطة الاستباقية المتّبعة وإغلاق المجالين الجوي والبحري والحدود البرية ساهم في الحد من التداعيات الخطرة للفيروس"

كشف رئيس الحكومة التونسية الياس الفخفاخ خلال تقديمه للإجراءات الحكومية المعتمدة لمجابهة فيروس "كورونا" أمام مجلس نواب الشعب يوم الخميس 26 مارس (آذار) الحالي، أن بلاده تلقّت رسالة شكر من منظمة الصحة العالمية أكدت فيها أن "تونس هي الأقرب للسيطرة على الوباء".

فهل كانت الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة التونسية ناجعة وفعّالة وساهمت في الحدّ من التداعيات الخطرة لهذا الفيروس؟

وكيف يمكن لبلد مثل تونس على الرغم من محدودية إمكانياته أن يكون الأقرب إلى السيطرة على الوباء وفق منظمة الصحة العالمية؟
 

الإصابات والوفيات

انتشر "كورونا" المستجّد في تونس منذ بداية مارس الحالي، بعدما سجّلت أوّل إصابة به في 2 مارس، وسرعان ما تفشى هذا الفيروس حتى تجاوز عدد الإصابات المؤكدة الـ220 حالة وفق وزارة الصحة التونسية. كما سجلت تونس اليوم الجمعة 27 مارس وفاة ستة أشخاص بسبب هذا الوباء.


إجراءات استباقية ناجعة

واتصلت "اندبندنت عربية" بشكري حمودة المدير العام للرعاية الصحية الأساسية في وزارة الصحة التونسية، الذي أكد أن "منحى الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد يومياً في تونس يطابق منهجية التحاليل المتعمدة من قبل وزارة الصحة ويحفّز على مزيد العمل من أجل احتواء الوباء"، مشيراً إلى أنه "سيتم تسجيل بوادر تحسن في الحالة الوبائية للفيروس مع نهاية أبريل (نيسان) المقبل".

وأبرز حمودة أن "تونس على اتصال وتنسيق متواصلين مع منظمة الصحة العالمية، واتخذت الإجراءات الاستباقية الضرورية التي كان لها الأثر الجيد في تطويق هذا الفيروس"، مشدداً على أن "فرق المراقبة الصحية في المطارات والمعابر الحدودية أتت أكلها ضمن إطار الوقاية ثم المراقبة والمتابعة الصحية للمشتبه في إصابتهم بالفيروس".

وأكد أن "ثلاثية الوقاية والتقصي والمتابعة لهذا الفيروس تُعتبر ناجعة إلى حد الآن، إلا أن ذلك لا يعني القضاء على هذا الوباء"، محذراً من إمكانية عودته بعد فترة لأنه يعيش داخل الإنسان، لذلك يسابق العلماء الزمن من أجل توفير اللقاح المناسب، ولن يكون ذلك متاحاً إلا بعد سنة على الأقل".

وزاد حمودة أن "إجراء الحجر الصحي الذاتي ثم الحجر الصحي العام وأيضاً قرار رئيس الجمهورية قيس سعيد حظر التجول وإغلاق المطارات والمعابر، كانت لها نتائج طيبة من أجل تحديد العناصر المشبوه في إصابتها ومتابعتها".

وأشار حمودة إلى أن "تونس تُعتبر في الطريق السوي لتطويق هذا الوباء إلا أن الوضع الصحي ما زال خطيراً"، مشدداً على "إمكانية الاستمرار في الحظر الصحي الشامل من أجل السيطرة بشكل فعّال على هذا الوباء".

كما كشف مدير الرعاية الصحية الأساسية أن "تونس استفادت من التجربة الصينية في تطويق هذا الفيروس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


التنسيق المحكم

في سياق متصل، نوّه أستاذ في الطب مختص في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور شوقي الوصيف، "بتناغم القرارات السياسية والتوجهات العامة لأهل الاختصاص في الصحة، إضافة إلى التفاعل الإيجابي بين مختلف الوزارات إضافة إلى نجاعة الحملة التوعوية التي قامت بها وسائل الإعلام وأيضاً الدور المهم للمجتمع المدني، كل ذلك ساهم في التقليل من حدة الذروة لهذا الوباء". 

وأشار الوصيف إلى أن "الخطة الاستباقية المتّبعة وإغلاق المجالين الجوي والبحري والحدود البرية، والمتابعة الحينية للحالات المشبوهة وجاهزية الإطار الطبي، ساهمت في الحد من التداعيات الخطرة للفيروس".

كما أبرز "أهمية وعي المواطن والتزامه بالحجر الصحي الذاتي ثم الحجر الصحي العام، على الرغم من تسجيل بعض الخروقات"، مؤكداً ضرورة العمل من أجل "الحدّ من كثافة الانتشار نظراً إلى محدودية الإمكانات والمحافظة على جاهزية الكادر الطبي وحمايته من العدوى". وأضاف أنه "في حالة الانتشار الأفقي لهذا الفيروس، وهو ما تعيشه تونس الآن، يتم الحد من كثافة تفشيه من خلال إجراءات الحظر الصحي الشامل وحظر التجول ومنع الاختلاط والتجمعات".

وتدعو وزارة الصحة التونسية في بياناتها اليومية إلى ضرورة الالتزام بقواعد الصحة والنظافة والسلامة الصحية والتحلي بالمسؤولية الجماعية لمجابهة هذا الوباء.

المزيد من العالم العربي