Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التوعية الاحترازية... سلاح اليمنيين الوحيد ضد كورونا

المنظمات المدنية دشنت حملات توعوية ضد الفيروس... وتدهور القطاع الصحي يقلق المواطنين

أحد اللقاءات التوعوية في اليمن بمخاطر فيروس كورونا وسُبل تجنبه (اندبندنت عربية)

حينما غاب الواجب الرسمي حضر التفاعل المجتمعي في اليمن، للتوعية الاحترازية ضد فيروس كورونا المُستجد، الذي يضرب العالم على نحو مرعبٍ غير مسبوق.

وفي البلد الذي تشهد قطاعاته الصحية وضعاً شبه منهار نتيجة الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات، يخشى المواطن اليمني من وصول الفيروس إلى بلده الذي يعاني، حسب منظمة الصحة العالمية، ضعفاً كبيراً بالقطاع الصحي، يعززه بالمقابل غياب الوعي الاحترازي في المجتمع.

صوت الواجب
وانطلاقاً من واجبها تجاه مجتمعها، نفّذ عددٌ من المنظمات المدنية حملات توعوية ضد فيروس كورونا المستجد بعددٍ من المحافظات اليمنية، التي سجَّلت خلوها من أي إصابة بالفيروس حتى اليوم.

ودشّنت وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر "SMEPS" حملة للتوعية الاحترازية ضد الفيروس في معظم المحافظات اليمنية، واستهدفت السكّان والنازحين الذين لم يصلهم الوعي الكافي حول الوباء.

ووزّعت الوكالة نشرات وبروشورات وبرامج إعلامية مختلفة، تضمنت أفلاماً توعوية قصيرة، إضافة إلى تدشين عدد من الدورات التدريبية للطواقم الطبية العاملة في مختلف المحافظات، للمساعدة في التعامل مع الوباء والحالات المحتمل إصابتها.

التوعية سلاحنا الوحيد
تقول مدير الوكالة فايزة السليماني، ‏"نفذنا حملة توعوية شاملة، استهدفت كل فئات المجتمع في معظم المحافظات اليمنية، لنوضّح أهمية اتباع إجراءات الوقاية وعدم التساهل بخطر انتشار فيروس كورونا".

وتؤكد السليماني، خلال حديثها إلى "اندبندنت عربية"، أن "واجبهم جاء للإسهام في ملء الفراغ، الذي تركه غياب المنظومة الصحية جراء الحرب"، مضيفة "نحن نتحدّث عن جائحة شرسة عابرة الحدود والقارات، تسببت في كارثة إنسانية، وتوجد مؤشرات أن اليمن سيواجه مصيره وحيداً جراء الظروف المضطربة التي يشهدها وانشغال العالم، وهذا أمرٌ مقلقٌ".

ونتيجة لعجز العالم عن إيجاد مصل مضاد للفيروس المستجد حتى اليوم، يراهن كثيرٌ من الجهات الطبية في العالم على دحر الفيروس بانتهاج سلوك صحي وقائي يمنع انتشاره، لحين إيجاد علاج مناسب، كما هي الحال بعددٍ من البلدان التي نجحت في الحدّ منه.

 

وتوضح السليماني، "يوجد عددٌ كبيرٌ جداً من اليمنيين يعانون سوء التغذية الحاد جراء الحرب حسب الأمم المتحدة، والبلد يعمل فقط بـ50 في المئة من إمكاناته الصحية الضعيفة أصلاً، لهذا فالتوعية هي سلاحنا الأول قبل وصول هذه الجائحة من خلال نشر مفاهيم ووسائل الوقاية الاحترازية".

وتتابع: "يُعرف عن المجتمع اليمني ارتباطه الاجتماعي اللصيق ببعضه، فضلاً عن التجمعات المعتادة في الأسواق والمناسبات والأعراف الاجتماعية اليومية، وهذا يعني أن الوباء إذ وصل البلد سيكون بمثابة قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أي لحظة، وتسبب كارثة إنسانية ربما تفوق ما خلّفته الحرب، ولهذا فالوقاية الصحيحة ستمنع وصول الفيروس، وتنقذ كثيراً من الناس".

حملة ضد الاستهتار
وفي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب) نفّذ عددٌ من شباب المدينة حملات توعوية مماثلة، استهدفت مختلف فئات المجتمع، وشاركت مؤسسة "قدرة" وحملة "شباب عدن"، وبعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، المرحلة الأولى من الحملة ضد فيروس كورونا المستجد التي حملت وسم #بطّل_استهتار (اترك الاستهتار).

وشملت الحملة التطوعية، توزيع البرامج والنشرات بناءً على التوصيات الطبية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، على المواطنين في الطرقات العامة والأحياء والمنازل والأسواق والمرافق الصحية وغيرها.

الفن رسالة أخرى
ولأنّ الفن له دوره الفاعل في إيصال رسالته إلى المجتمع بسرعة وسلاسة، أنتج الفنان اليمني الشاب صالح فرحان، أغنية راب للتوعية ضد (فيروس كورونا)، يناقش فيها الوضع السائد وكيفية التوعية بطريقة مختلفة، وحملت كلماتها عبارات تدعو إلى البقاء في المنازل، وتوعية من الفيروس.

كما حملت كلمات الأغنية التي تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لبثّ روح التكاتف لحماية المجتمع اليمني من الفيروس العابر الحدود.

حملة في الزحام
وفي عدن أيضاً، نفّذت مؤسسة "الأمل التنموية" حملة توعوية بمخاطر فيروس كورونا.

وقال نصر مبارك باغريب، نائب رئيس المؤسسة، في تصريحات صحافية، "الحملة دشنت رسائل وجهزت ملصقات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، توعوية في مختلف أماكن التجمعات السكانية بالأسواق والمراكز التجارية والأحياء السكانية المكتظة".

وأشار باغريب، إلى أن الحملة ستتضمن نزولاً ميدانياً إلى عدد من المواقع ذات الكثافة السكانية، وتوجيه رسائل توعوية مباشرة أو من خلال المنشورات التوعوية المقروءة والمسموعة أو الغرافيك أو الصور أو الفيديوهات القصيرة.

اليمن بلا "كورونا"
في الجانب الإعلامي غير الرسمي، أقرّت إذاعة "راديو يمن تايمز"، التي تحظى بمتابعة شعبية واسعة في اليمن، خريطة برامجية توعوية ضد "كورونا" مع توقيف البرامج الحوارية المباشرة، والإبقاء على نظيررتها المسجلة والحوارية عبر الهاتف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي منشورٍ له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أوضح رئيس مجلس الإدارة، علي الموشكي، أنّ الإذاعة اعتمدت بث حملة توعوية تحت عنوان "اليمن بلا كورونا".

 

وأكد "استعداد فريق العمل لخدمة المجتمع ضمن الإجراءات الاحترازية المجتمعية لمواجهة (كورونا)، كخطوة أولى بحملة إذاعية تبث على مدار الساعة للتوعية والتثقيف من الفيروس".

وفي شبوة (شرقي البلاد) نفّذت مبادرة "مستقبل شبوة الآمن" حملة توعوية للوقاية من فيروس كورونا تحت شعار "حياتك مهمة"، تضمّنت إقامة فعاليات مباشرة في أماكن التجمعات السكانية، وتوزيع النشرات والملصقات لتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع الفيروس.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات