Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يسجل أولى إصاباته في ليبيا... وقطاعها الصحي على المحك

اتهامات لحكومة "الوفاق" بالتهاون في إجراءات حظر المسافرين

مواطنون ليبيون يضعون الأقنعة الواقية كإجراء احترازي داخل أحد مصارف مصراتة (رويترز)

أعلنت السلطات الليبية تسجيل أول إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في العاصمة طرابلس، لتثير هذه الحالة الأولى من نوعها في البلاد، زوبعة من المخاوف والقلق، حول احتمال انتشار المرض الفتاك في ليبيا، كما حدث في كل الدول التي دخلها. وكثُرت التساؤلات حول مدى قدرة المرافق الصحية في الدولة، التي تعاني أزمة بشتى المستويات، على مجابهة هذا الوباء.

وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض في بيان متأخر مساء الثلاثاء 24 مارس (آذار)، إنه سجل حالة إصابة بفيروس كورونا في ليبيا، للمرة الأولى منذ ظهور الوباء العالمي.

وأوضح المركز في بيانه، أنه "تم تأكيد إصابة الحالة، بعد فحصها مخبرياً، من قبل المختبر المرجعي لصحة المجتمع في المركز الوطني لمكافحة الأمراض في طرابلس".

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان المركز خلو ليبيا من الإصابة بالفيروس، بعد تأكيد سلبية نتائج كل حالات الاشتباه في الإصابة بالفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباءً عالمياً.

كشف التفاصيل

وبعيد الإعلان عن الحالة المسجلة بساعات قليلة، كشف المستشار الإعلامي لوزارة الصحة في "حكومة الوفاق" أمين الهاشمي، كل التفاصيل حول الشخص المصاب، قائلاً إن "الحالة لشيخ يبلغ من العمر 73 عاماً من مدينة الجميل الواقعة غرب العاصمة طرابلس".

وأضاف في تصريحات له، أن "المصاب عاد إلى البلاد في الخامس من مارس الحالي، وهو موجود في المستشفى منذ ثلاثة أيام وحالته مستقرة".

وعقد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين النجار، مؤتمراً صحافياً، قال فيه إن "الشخص المصاب خضع بعد عودته من تونس، لفحص في أحد مستشفيات طرابلس، بعد إصابته بحالات اختناق والتهاب شديد في الجهاز التنفسي، لتتبين إصابته بالكورونا، بعدما اشتبهنا في الحالة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "جرى عزل الحالة المصابة في أحد مستشفيات طرابلس، حالته مستقرة في الوقت الراهن، بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة بالرعاية الصحية كافة، ونحن نتتبع مسار الحالة، لعزل من خالطهم طيلة هذه الفترة".

وناشد النجار المواطنين بـ "ضرورة الالتزام بالتعليمات المتعلقة بالوقاية والاحتراز والعزل المنزلي، للتقليل من خطر انتشار الفيروس"، متوجهاً بالشكر للكوادر الطبية".

رسائل طمأنة

في المقابل، حاولت وزارة الصحة في الحكومة الليبية المؤقتة شرق البلاد، طمأنة المواطنين بشأن الإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا في ليبيا، مطالبة بـ"عدم الشعور بالذعر، لأن الحالة المصابة آتية من الخارج وهي موجودة في الحجر الصحي".

وأضافت الوزارة في بيان الأربعاء، أنه "لا داعي للخوف والارتباك، فحالة واحدة مصابة وبصحة جيدة، واحتمال تماثلها للشفاء كبير"، بحسب قولها.

وطالبت الليبيين بـ"الالتزام بتعليمات اللجنة العليا لمكافحة الفيروس، وتوجيهات وزارة الصحة والجهات المختصة والالتزام بحظر التجوال".

كما أعلنت اللجنة إجراءات جديدة متعلقة بحظر التنقل بين المدن والمناطق، ابتداءً من الأربعاء وحتى إشعار آخر، على ضوء إعلان المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل أول حالة مصابة بالوباء.

وأكدت في إيجاز صحافي، عبر الموقع الرسمي لوزارة الداخلية، ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية الوقائية لمكافحة الفيروس والحيلولة دون انتشاره.

تفرق الآراء

في سياق متصل، تباينت الطريقة التي استقبل بها الليبيون الخبر الصادم، بين من يعتبر أن الأمر كان متوقعاً وحتمياً في ظل انتشار المرض في أغلب دول العالم وبين من يتهم حكومة "الوفاق" بالتهاون في إجراءات حظر المسافرين من خارج البلاد. لكن تلك الآراء أجمعت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، للحد من انتشار المرض في البلاد على نطاق واسع.

ويرى الصحافي الليبي محمد عرابي أن "المهم الآن أن لا يُصاب الجميع بالهلع، علينا بالحذر واتّباع التعليمات التي تصدرها الدولة ووزارة الصحة مهما كانت صعوبتها وقسوتها، لأن ظهور الفيروس في بلادنا يعني دخول منطقة الخطر رسمياً".

ويضيف لـ"اندبندنت عربية "، "البلاد ليست في وضع طبيعي أصلاً، قبل ظهور الفيروس سياسياً واقتصادياً، ما يضع عبئاً ثقيلاً على عاتق المسؤولين في اتخاذ الإجراءات المناسبة، لتخفيف معاناة المواطن الاقتصادية في هذه الظروف من ناحية، واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وقرارات، لمواجهة هذا القاتل الشرس العابر للحدود والقارات".

شكوك ومخاوف

ويبقى الهاجس الأكبر الذي يقلق المواطن الليبي، قبل وبعد تسجيل الإصابة المؤكدة الأولى بالفيروس في بلاده، هو مدى مقدرة المرافق الصحية وكفاءتها، وما يلحق بها من كوادر طبية ليبية، على مجابهة الفيروس الخطير السريع الفتك والانتشار، في ظل شح الإمكانيات وقلة الخبرة، التي يعرفها الليبيون جيداً عن مستوى الخدمات الطبية في بلادهم.

وفي هذا الشأن يقول المواطن الليبي عادل الكاديكي "بصراحة مستوى الخدمات الصحية في ليبيا، هو أكثر ما يقلق المواطن حالياً، بسبب الظروف العامة وبسبب تدني مستوى الكوادر لعدم اهتمام النظام السابق طيلة 40 عاماً بالقطاع الصحي، ما أوصله إلى حاله اليوم، حتى أن المواطن الليبي اعتاد عند التعرض لأبسط وعكة السفر للعلاج في تونس أو مصر، بسبب نقص الإمكانيات الطبية في بلاده".

إلا أن الطبيب المناوب في مركز بنغازي الطبي، ثاني أكبر مستشفيات البلاد أحمد جمعة يرى عكس ذلك، ويقول "خلل الخدمات الصحية في ليبيا ليس في الكوادر الطبية، بل في شح الإمكانيات والموارد وضعف التجهيزات، وكلها تفاقمت في سنوات الأزمة الماضية. وعلى الرغم من ذلك أؤمن بمقدرة الطبيب الليبي على مواجهة التحديات الصعبة، التي يفرضها ظهور فيروس كورونا في ليبيا، كما فعل في أزمات سابقة كثيرة".

جملة تدابير احترازية

وكانت السلطات الليبية المنقسمة في شرق البلاد وغربها، اتخذت جملةً من التدابير الاحترازية في الأسابيع الماضية، لمواجهة الوباء اللذي يجتاح العالم منذ أشهر، وخلّف آلاف الضحايا من جنسيات مختلفة.

وعلى رأس هذه التدابير، فرض حظر للتجوال ليلاً وإيقاف كل النشاطات التجارية غير الضرورية والثقافية والرياضية والاجتماعية في البلاد، منعاً للتجمعات.

كما قامت السلطات بتجهيز عدد من المستشفيات والمواقع الطبية، لاستيعاب الحالات المحتمل ظهورها، بعد أن يغزو أجسادها هذا الفيروس، الذي أفزع العالم وشله وعزل أغلب دوله، في إطار السعي الدؤوب للحد من فتكه وانتشاره.

المزيد من العالم العربي