Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرات دعاء مسائية في العاصمة التونسية تكسر حظر التجول وتثير البلبلة

اتهامات بالسعي إلى دفع منظمي هذه التحركات إلى صدام مع الجيش والقوى الأمنية

قوة من الجيش التونسي في وسط العاصمة إثر قرار حظر التجول للوقاية من فيروس كورونا (رويترز)

اخترقت مجموعة من الشباب التونسيين حظر التجول والحجر الصحي المفروضين في تونس للخروج في مسيرة تكبير جابت بعض أحياء العاصمة، ما أثار حفيظة بعض المواطنين.

وتعالت أصوات التكبير في مناطق عدة من العاصمة ليل الثلاثاء، بعد صلاة العشاء، حين خرج عشرات الشبان في مسيرة تزامنت مع صعود مواطنين على أسطح المنازل راجين الله رفع البلاء بعد انتشار الوباء.
وأكد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني وليد حكيمة اليوم الأربعاء أن "تحقيقاً فُتح في ما حدث ليلة البارحة بمنطقتي الجبل لحمر ورادس، من خروج عدد من الفتيان إلى الشارع وتعهدت النيابة العامة بالأمر وسيتم تطبيق القانون".

وبيّن حكيمة في تصريح إلى وكالة تونس أفريقيا الرسمية للأنباء، أن "ما حدث لم يكن تظاهرة بالمعنى الفعلي للكلمة، بل كان مجرد خروج لفتيان يرددون أدعية وتضرعات ولم يتجاوزوا حدود النهج الذي يقيمون به". وأضاف أن "دوريات الأمن توجهت إلى عين المكان ونبهت هؤلاء الفتيان الذين امتثلوا فوراً لأوامر الأمن ودخلوا إلى منازلهم".


شكوك رسمية


وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية خالد الحيوني لـ "اندبندت عربية" أن "هذه المسيرات كانت مؤمنة جيداً من قبل الوحدات الأمنية وتم تفريقها في وقت وجيز جداً".

أما بخصوص أسباب ومسببات هذه المسيرات يفيد حيوني أنه "ظاهرياً هي خروج بعض المواطنين لرفع البلاء عن البلاد بسبب انتشار الوباء وأيضاً تقليد لما حصل في مصر والمغرب، لكننا لم نتثبت بعد ما إذا كان وراءها أطراف معينة أم لا"، لكن المؤكد بحسب تصريح المسؤول التونسي "أننا طوقنا جيداً هذه المسيرات ووزارة الداخلية مصرّة على تطبيق قانون منع حظر التجول وستنتقل إلى السرعة القصوى في تطبيقه وفرض القانون ومعاقبة كل من تسول له نفسه خرقه".
ويذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن يوم الجمعة الماضي، اتخاذ سلسلة إجراءات لمجابهة فيروس كوفيد -19، من بينها إقرار الحجر الصحي وحظر التجول، ومنع التنقل بين المدن إلا في الحالات القصوى والضرورية. ودعا سعيد المواطنين إلى ملازمة منازلهم وعدم مغادرتها إلا في اللحالات الضرورية.
 

تحدي حظر التجول

من جهة أخرى، يرى الناشط السياسي سامي بن سلامة أن "خروج شبان في الليل في بعض المناطق الشعبية لتحدي حظر التجول فيه محاولة واضحة لتشتيت جهود القوات الأمنية والعسكرية"، مضيفاً أن "الأطراف السياسية التي تقف خلف هذه التحركات المشبوهة تضع حياة أطفالٍ صغارٍ خرجت في هذه المسيرات في خطر لخدمة أهداف سياسية".

وأضاف بن سلامة في تدوينة على "فيسبوك" "لا يجب أن ننسى وجود أطراف سياسية معينة تخشى من الجيش وشعبيته في تونس وتسعى إلى توريطه في إطلاق الرصاص الحي ليفقد احترام التونسيين". وزاد أن "هؤلاء يسعون أيضاً إلى وضع الجيش والقوات الأمنية في موقف ضعيف وفي المقابل تشجيع أطراف أخرى على الخروج".

 وذهب بن سلامة إلى أبعد من ذلك معتقداً أنه "من الواضح وجود تنسيق بين إخوان تونس ومصر"، معبراً عن اعتقاده بأن "المسألة لم تكن عفوية بل منظمة".

وحذر بن سلامة من "تكرار محاولات خروج هؤلاء إلى أن يسقط أول قتيل وينقلب الرأي العام على المؤسسة العسكرية، ويتم تحييد الجيش مع صعود جوقة المدافعين عن حقوق الإرهابيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"جنود الكورونا"

كذلك، رأى المدون أنيس بن منصور أن "خروج هذه المسيرات هي محاولة استفزاز العناصر الأمنية واستنزاف القوات العسكرية"، معتبراً أن "ما لا يعلمه الكثيرون هو أن فيروس الكورونا أصبح سلاحاً بيد المجموعات الإرهابية". وأضاف أن "دعوات كثيرة، تبدو مضحكة ولكنها جدية، لاستعمال الفيروس كأداة إرهابية عبر الدعوة إلى نشره في صفوف الأمنيين والعسكريين والعلمانيين وكل مَن هم داخل منطق التكفير".

وزاد أن "العملية لا تقتصر فقط على تونس بل انطلقت من القاهرة وصدرت في الإسكندرية دعوات مشابهة وتحركات مماثلة".

ويعتقد بن منصور أن تلك المسيرات "عملية مدروسة تم التخطيط لها وتنفيذها عمودياً"، موضحاً أنه "في مصر تبدو العملية وكأنها محاولة للتأكيد على حضور وترسخ العنصر الديني في المجتمع بخاصة أن الفيروس منع ممارسة الشعائر الدينية الجماعية. أما في تونس فالعملية تبدو مختلفة والمقصود منها ليس المجتمع بقدر ما هو الجيش وقوات الأمن، فهي تشكل استفزازاً واستنزافاً واستدراجاً نحو العنف".

ويرى بن منصور أن "هؤلاء يحاولون استعادة مكانتهم في المجتمع بالظهور مرة أخرى بصورة الضحية"، موضحاً أنهم "يخترقون الحظر والحجز ويستفزون القوات المسلحة لترد عليهم القوات المسلحة بالعنف ثم يروجون صورتهم كضحية". لكن التعمق في التحليل بحسب بن منصور "يبعث على الاعتقاد بأنهم لا يبحثون عن قناع الضحية إلا كخطوة مرحلية... هذا تكتيكهم، أما استراتيجيتهم فهي التحالف مع الموت، مع الفيروس، مع الكورونا للسيطرة على الدولة والمجتمع". وأنهى تحليله بسخرية قائلاً "الآن صار للكورونا جنود في تونس وسينشرونها بكل تقوى".

المزيد من العالم العربي