Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهادات لمصابين تعافوا من فيروس كورونا في فلسطين

"هناك نقص في الوعي ولا يتم الالتزام في حالات كثيرة بإجراءات الحجر المنزلي"

تعقيم المركبات في مخيم الفوار في بيت لحم (وفا)

"تم استدعاؤنا إلى مكان عملنا في فندق الآنجل، وإجراء فحوصات لنا تبينت أنها إيجابية (أي مصابين بفيروس كورونا) بعد ساعات عدة، وهنا بدأ الحجر"، هكذا يروي سلطان ناصر (23 سنة) قصة إصابته، بعد اختلاطه بوفد سياحي يوناني زار فلسطين في نهاية فبراير (شباط) الماضي، واكتُشفت إصابة أفراد عدة منه بالفيروس لدى عودتهم إلى بلادهم. ودفع ذلك وزارة الصحة في الضفة الغربية إلى استدعاء كل عمال الفندق في بيت لحم ومخالطيهم، لإجراء الفحص الطبي اللازم لهم للتأكد من إصابتهم أو عدمها بفيروس كورونا.


"لم أشعر بأي أعراض"

على الرغم من أن نتيجة فحصه كانت إيجابية، إلا أن ناصر لم يشعر بأي أعراض قوية كالحرارة العالية والسعال الجاف، أو ضيق التنفس وآلام الصدر، متابعاً أنه في البداية وضِع المصابين السبعة في الحجر الصحي، كل واحد في غرفة منفصلة، والبقية ممَن خالطوهم تم إبقاؤهم بالفندق أيضاً للتأكد من نتائج الفحص.
 


16 يوماً في الحجر

ويقول سلطان إنّه لم يشعر بالملل خلال وجوده بالفندق، على الرغم من أنه لم يغادر غرفته، إذ إنه كان على اتصال دائم بعائلته وأصدقائه الذين أرسلوا له كل ما يحتاجه. كما خصص ساعة يومياً لتعقيم وتنظيف الغرفة وتغيير أغطية الفراش، إضافة إلى بعض الطقوس الروحانية كالصلاة والدعاء. أما عن الجانب الطبي، فكان يخضع هو والبقية إلى فحوصات يومية من الأطباء المقيمين معهم في الفندق، للتأكد من عدم ظهور الأعراض عليهم، أو تفاقم إصابتهم. وكانت صحة المصابين ممتازة، والأيام مرت بسرعة، لكن لحظات صعبة شكلت ضغطاً نفسياً على سلطان، إحداها كانت إصابة ابنة أخته الرضيعة بعدوى كورونا منه، والأخرى تمثلت بوفاة والدة أحد المحجورين معه، من دون أن يتمكن من توديعها في ساعاتها الأخيرة.
 

المنزل هو المرحلة الثانية من الحجر

الحجر الصحي لناصر لم ينته، فبعد خروجه من الفندق، انتقل إلى منزله ليخوض حجراً آخر لأسبوعين، لا يختلط فيهما مع أحد، ولا يلتقي بأحد حتى من عائلته. وعلى الرغم من أنه يشتاق إلى عناقهم، لكنّه فضّل هذا الوضع على الصعيد النفسي لأنه على الأقل يكون قرب أسرته، ويستطيع الجلوس في الشمس على الشرفة كما أوضح.
 

حجر منزلي طوعي

تجربة أخرى عاشها سليم في الحجر، فهو اختار الجلوس في شقته لأيام عدة لا يخالط فيها أحداً، ليتأكد من عدم إصابته بالفيروس بعدما التقى وفداً أوروبياً يُشتبه في حمل بعض أفراده فيروس كورونا، وحتى لا يتسبب بمرض أحد أصدقائه أو عائلته، أو حتى زملائه في العمل.

وقال سليم "لم يكن الأمر سهلاً، إذ شعرت أني الوحيد الجالس في المنزل، حتى أني نسيت صوتي"، موضحاً أن يومه كان خليطاً من الترقب والخوف من ظهور أعراض المرض، والاستعداد للاتصال بالطب الوقائي، والملل الشديد بسبب اقتصار اليوم على العمل ومشاهدة الأفلام والأكل الكثير، عدا عن تعرضه للتنمر من موظفين في مكان عمله، بخاصة عندما تم تعقيم مكاتب المخالطين للوفد.
 


قلة الوعي قد تسبب كوارث

من جهة أخرى، أوضح مسؤول الطب الوقائي في الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الفلسطينية علي عبد ربه، أن طواقم الطب الوقائي تعمل ميدانياً في كل المناطق الفلسطينية، "ففي كل محافظة تم إنشاء مركز ومستشفى خاصين للتعامل مع مصابي كوفيد-19 (الاسم العلمي لفيروس كورونا)، حيث تجرى فحوصات لكل القادمين من الخارج، أو مَن تظهر عليهم أعراض مشابهة، أو مَن خالطوا مصابين، وفي كثير من الأحيان تتوجه الطواقم إلى المنازل، من أجل الفحص وتقديم النصائح التوعوية والطبية اللازمة، والطلب من المشتبه في إصابتهم التزام الحجر المنزلي".

وأشار عبد ربه إلى أن "هناك نقصاً في الوعي، ففي حالات كثيرة لا يتم الالتزام بإجراءات الحجر المنزلي، كاستخدام أغراض منفصلة، والتخلص من النفايات بالطريقة السليمة، وتجنب مخالطة أفراد العائلة". وسيفاقم هذا الوضع برأيه الإصابة بالمرض، "والحالات التي سُجلت أخيراً كانت بسبب عدم الالتزام".
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم تظهر أعراض خطرة على المصابين

أما من الناحية الإيجابية فيؤكد مسؤول الطب الوقائي أن الحالات التي سُجلت في فلسطين حتى الآن، لم تظهر عليها الأعراض الخطرة التي تتطلب دخول العناية المكثفة، فمعظمها كانت حرارة خفيفة أو سعال خفيف، والحالة الوحيدة التي دخلت مرحلة الخطر، كانت لسيدة ألمانية متزوجة في بيت لحم، نُقلت بتنسيق من سفارة بلادها إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية، لأنّها كانت تعاني من أمراض أخرى، ما  أدى إلى تدهور حالتها.
 

#خليك_بالبيت

دعوات كثيرة تُطلق هنا وهناك عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كمقاطع الفيديو التوعوية والبث المباشر على فيسبوك وغيرها، تطلب من الناس الالتزام في بيوتهم وبإجراءات التعقيم والوقاية القصوى، ليس فقط خوفاً من انتشار الفيروس وتفشيه بين الناس فحسب، بل لأن العواقب ستكون وخيمة إذا ما تفشى الوباء في بلد كفلسطين، التي تعاني من نقص في المعدات وأهمها أجهزة التنفس الصناعي، فالعدد المتوفر قليل ومحدود وجزء منه يستخدمه مرضى الجهاز التنفسي العاديون، وهذا كان أحد مطالب اتحاد المستشفيات الخاصة والعامة، إضافة إلى توفير الحماية للكوادر الطبية والصحية من مستلزمات وأجهزة.

المزيد من صحة