Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفنان السوري مكسيم خليل: لا أخاف من المنافسة ولا أخشى أن ينساني الجمهور

الدراما السورية هي التي هجرتني... وهذه قصة أعمالي العالمية

الفنان مكسيم خليل. (خاص- إندبندنت عربية)

نجم تمرد على وسامته، واستطاع شق طريقه وسط كبار النجوم بموهبة فريدة من نوعها، هو مكسيم خليل؛ الممثل السوري المشاغب، والنجم المعارض لنظام الرئيس الأسد، والمؤيد للثورة السورية، تحمل الكثير، ودفع ثمن تصريحاته ومواقفه السياسية والإنسانية التي كلفته البعد عن بلده الأم سوريا.

ولأنه نجم وإنسان ذو طابع خاص،  يختار أدواره بروح المسئولية والشجاعة التي تميز شخصيته، لذلك يضعنا مع كل عمل جديد أمام شخصية تثير الاستفزاز الفني والإبداعي لديه، وحول مسلسله الجديد "صانع الأحلام"، وفيلمه العالمي الجديد، وموقفه من الدراما السورية والمصرية كان لـ"اندبندنت عربية" معه هذا الحوار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صانع الأحلام

في البداية حَدَّثنا عن التحدي الجديد الذي استفزه في مسلسل "صانع الأحلام"، المستوحى من قصة للكاتب السعودي هاني النقشبندي. مكسيم قال: "مسلسل "صانع الأحلام" مستوحى من رواية "قصة حلم" للكاتب هاني النقشبندي، وهي قصة تمزج بين الواقع والخيال، وتطرح أفكاراً وحكايات لم نرها من قبل في الدراما العربية".

يراهن مكسيم على إتقانه للتناقض الذي تحمله شخصيته بالعمل، وهو الدكتور "سامي عمران"، الذي يعمل باحثاً وعالماً، ويقوم بطريقة خاصة وبخبرته في طب الأعصاب بالتأثير في أحلام الآخرين،  لدرجة صناعة الحلم ورسم الحلم الذي يريده، عند الشخص الذي يريده.

 يقول مكسم: "هذا التجديد والفانتازيا الذي تحمله الشخصية استفزني بشدة، لأني لم أقدم أي عمل مثل ذلك، ولم أر غيري في شخصية بهذا الشكل، وأعتقد أن العمل كله سيكون نقطة تحول في الدراما بشكل عام،  لأن "صانع الأحلام" فانتازيا مستقبلية، أو خيال علمي عن فكرة يمكن أن تحدث، أو لا تحدث، بعد عشرات السنين، وهذا إغراء لأي ممثل أن يقبل بدور مميز وفكرته مختلفة والسرد والمعالجة وفي داخله جديد، لأن موضوع الأحلام عالم قائم بذاته وغامض، كما أن المسلسل نصفه سوري ونصفه مصري، وفيه مفاجآت، وأحداثه سريعة، وهو بحاجة إلى فكر المشاهد وتركيزه وانجذابه للغوص في هذا النوع من الدراما وفيه حالات مركبة".

كوما

قدم مكسيم تحديا آخر في مسلسل "كوما" الذي عرض مؤخراً، حيث قام بدور توأمين هما آدم وآرام،  وعن هذا العمل قال: "أهم ما في العمل أنه قدم بعض ما يعاني منه المجتمع السوري بشكل واقعي، وهذا أهم ما جذبني إلى العمل،  كما كان تقديم شخصية توأمين تحديا آخر، خاصة أنهما مختلفان كليا وجزئيا؛ في الطباع والتفاصيل والخطوط الدرامية، فالاختلاف بين شخصيتي التوأم في هذا العمل قائم على الاختلاف في الآراء وطريقة التفكير والتصرفات وردود الفعل، وأهم ما أكده المسلسل هو أن ليس هناك خيراً مطلقاً أو شراً مطلقا"ً.

يرمز اسم "كوما" إلى وضع اجتماعي وإنساني يعيشه المواطن العربي، وأشار مكسيم إلى أن "اسم المسلسل تم الاستقرار عليه بعد سلسلة من التعديلات التي  أُجريت على أحداث القصة، وبعد الانتهاء من تصوير كل المشاهد تقريباً، وفي هذه الأثناء وجدنا ان اسم "كوما" هو أفضل رمز لما يعبر عنه المسلسل،  وما وصلنا له من نتائج خلال الأحداث التي يعرضها العمل، لأنه يرمز إلى واقع المجتمع السوري الحالي، ويلخص الأوضاع العامة في سوريا التي نشعر أنها  تشبه "الكوما"، ولا نعرف متى سنتخلص منها؟".

ليلة

عُرض لمكسيم مؤخرا بمصر مسلسل بعنوان "ليلة" مع الفنانة رانيا يوسف، وتعرض العمل لبعض النقد،  واتهم بالتطويل والخلو من الأفكار المهمة، وعن تقييمه لهذه التجربة قال: "المسلسل حقق نجاحاً معقولاً ولن نقول ساحقاً، وبالفعل هو خالٍ من التعقيد والأفكار العميقة في وجهة نظر البعض، وأحداثه ركزت على معاناة بعض الشخصيات من ظروف لا إرادية، وما جذبني إليه أني قدمت دور ممثلٍ مغمورٍ، وفي بعض الأحيان تقمصت شخصيتي الحقيقية في أداء بعض المشاهد كممثل وليس بشخصيتي في العمل، فكان مطلوباً مني تجسيد بعض المشاهد التمثيلية لممثل يحاول إثبات نفسه بمعني "بمثل إني بمثل داخل مسلسل".

وتابع: "في تقديري المسلسل نجاحه كان مقبولا، خاصة أنه عرض خارج موسم رمضان، كما أن حلقاته كانت 45 حلقة،  وطبيعي أن تكون التفاصيل طويلة ومتلاحقة".

مسلسل"Eden "

يتجه مكسيم خليل نحو العالمية وبدأ بالفعل بمشاركته مؤخرا في مسلسل" إيدن-Eden " إخراج المخرج الألماني دومينيك مول، وحول هذا المسلسل قال: "بالتأكيد يطمح كل فنان عربي للمشاركة في أعمال عالمية لمزيد من الانتشار والتعلم واكتساب الخبرة والوصول لقاعدة أوسع من الجمهور، ومشاركتي في هذا المسلسل تجربة مهمة بالنسبة لي  كممثل، فهو عمل فني عالمي من إخراج الفرنسي الألماني دومينيك مول، وأنتجته شركة إنتاج ضخمة فرنسية ألمانية وهي شركة "اتنلانتيك"، والمهم في تجربتي العالمية بهذا المسلسل ليس أنه عالمي، أو أجنبي، بل لأن الرسالة صداها أكبر عندما يتم التعبير عنها بعمل كبير، وخارج النطاق العربي".

وأضاف: "ما أسعدني حقا على الصعيد الإنساني،  وليس الفني فقط، أن هذا المسلسل تحدث عن أوضاع اللاجئين في العالم، ومنهم أوضاع السوريين، فهناك كثيرون يدفعون ثمن المشاكل السياسية والظلم، وهذه الرسالة  كان من أحلامي تقديمها من خلال عمل فني، والمسلسل من المحتمل عرضه الشهر المقبل، ويشارك في بطولته ديامون بو عبود، وزوجتي سوسن ارشيد، وجلال الطويل، وممثلون فرنسيون ويونانيون وألمان".

فيلم Strahinja

Strahinja (ستراهينجا)، فيلم جديد للمخرج  الصربي ستيفان أرسينجيفيتش، يشارك في بطولته مكسيم خليل، ويقول عنه: "الفيلم يحكي قصة شاب متطوع في الصليب الأحمر، كل هدفه في الحياة استعادة المرأة التي أحبها، وسيكون الفيلم بثلاث نسخ؛ واحدة باللغة الصربية، ونسختين بالفرنسية والعربية، والفيلم من النوع الاجتماعي الإنساني، وانتهيت من تصوير الفيلم، وهو في مرحلة المونتاج، ولا أعلم عن تسويقه كثيراً من التفاصيل، سواء إن كان سيعرض أو يشارك في مهرجان "كان"، فكلها تفاصيل تعود للموزع".

وعما إذا كان مكسيم يسعى للعالمية، أجاب: "ماذا ينقص الفنان العربي لتحقيق العالمية؟"، وتابع: "بالتأكيد أطمح للعالمية، فمثل أي فنان يتمنى أن يشاهد العالم أعماله، وأتمنى الاستمرار في المشاركة في أعمال عالمية، وأبذل جهدي لتحقيق ذلك، لأن في رأيي العالمية حق مشروع لأي فنان، والفنان العربي لا ينقصه أي شيء ليكون عالميا سوى السعي لصنع الدور المميز مع وجوده في قلب الحدث، وبالنسبة لي شاركت في أعمال عالمية بعدما شعرت أن حلمي بات أكبر، وبعدما حققته في الوطن العربي من نجومية ليست بالشكل الكامل. وبوجهة نظري يصبح الممثل الطموح مختلفا عندما يبدأ البحث عن أحلام ليحققها وعن أهداف يبدأ بخلقها من أماكن جديدة وبعيدة، ويسعى لفكرة المغامرة والتحدي، وأعتمد ذلك كأسلوب حياة".

غياب مكسيم

غاب مكسيم خليل حوالي عامين عن الأعمال الدرامية، وبشأن هذا الغياب والخوف من نسيان الجمهور له في ظل المنافسة، قال: "على الممثل أخذ قسط من الراحة لإعادة ترتيب أعماله والانطلاق من جديد ليعالج تفاصيل شخصيات جديدة ويبحث عن سيناريوهات مختلفة".

وأوضح: "سبب غيابي لفترة يرجع إلى عدم وجود أعمال جديدة ومختلفة، لأنافس بها من خلال تقديم واقع حقيقي، وهناك سبب آخر، وهو أن الأعمال المشتركة باتت علاقات حب ولا تستهويني اليوم".

  واختتم مكسيم كلامه حول هذه النقطة وقال "عموما المنافسة مع نجوم آخرين ليست هاجسي، والمنافسة أعتبرها مع نفسي في تقديم الجديد الذي استمتع به، واختياراتي اعتمد فيها على التجديد وأنا ضد مبدأ "إنْ غبت العالم تنساك".

وعن الأعمال العربية الأخيرة التي تابعها مكسيم خليل قال: "لم أتابع أعمالا كثيرة في الفترة الأخيرة،  لأني كنت أصور مسلسل "كوما" طوال رمضان، لكني شاهدت عابد فهد في مسلسل "طريق"، ودوره كان موفقاً، وأرى أنه جسد فيه فكرة الممثل الحقيقي الذي أخرج شخصية فريدة لا تشبه" .

وتابعت مسلسل "تانغو" لباسل خياط، لأني أحب مخرجه رامي حنا، وبالنسبة لمسلسل "الهيبة"  شاهدت الجزء الأول، ولم يكن لدي الفضول في رؤية الجزء الثاني، لأن فكرة الأجزاء بالنسبة لي إنْ لم تكن مبنية من الأساس لا تستهويني، لأني لا أحب اجترار الأحداث، ولم أستطع للأسف متابعة مسلسلات مصرية بسبب الانشغال".

مسلسلات الـ"بان آراب"

وحول الاتجاه نحو المسلسلات الـ"بان آراب"؛ أي العربية المشتركة بخلطة لبناني سوري مصري، وهل النجاح  فيها مضمون قال مكسيم: "ليست فكرة جديدة، بل موجودة منذ عام ٢٠١١، وبدأت مع مسلسل "روبي". ولها سلبياتها وإيجابياتها، ومشكلتها الكبرى في نظري أن بعضها يعتمد على  استنساخ الموضوع دون التجديد، مما جعلها مملة في أحيان كثيرة، وفكرة الأعمال بجنسيات متعددة موجودة في العالم كله، ونجد مثلا أعمالاً مشتركة بين نجوم فرنسيين وبلجيكيين مع مخرج صربي، وأرى الأعمال المشتركة تشكيلة مميزة من الجنسيات، لكن الكل يتكلم بلغة العمل الموحدة، وهذه حالة صحية للدراما بشرط تقديمها بطريقة صحية".

  وتابع مكسيم: "الحرب ما تزال مشتعلة في سوريا، لكن الفن السوري مازال مستمرا، وهناك أعمال سورية تنتج وتقدم وتنجح"، وفقا لرأيه، "فمهما كانت الحروب في أي بلد، يبقى الفن  مستمراً، لكن هناك عوامل قد تؤدي إلى تراجع مستوى الدراما والفن داخل بعض البلاد التي تعاني من مشاكل سياسية مثل سوريا، ومن هذه العوامل الحالة النفسية للناس، والمبدعين داخل سوريا أو خارجها، ورفض الفضائيات الدراما التي تولد من هذه الحالة".

وعن سبب هجره للدراما السورية وعدم  تقديم عمل سوري قال مكسيم: "لم أهجر الدراما السورية، بل هي التي هجرتني، فلا يمكنني المشاركة في دراما لا تتحدّث عن الواقع في سوريا بكل صدق، وتنقل الأحداث بمنتهى الأمانة، كما لا يمكن أن أشارك في أعمال تنقل وجهة نظر طرف واحد فقط".

وأخيرا فسر مكسيم خليل غيابه عن السينما المصرية وقال: "أتمنى الظهور في عمل سينمائي مصري، وأنتظر عملاً جيداً ومهماً، وهذا ليس سهلا، وقد عرض علي أكثر من عمل، لكنها أعمال لا تتيح لي الظهور الجيد لأول مرة في السينما المصرية، وأنتظر فكرة جديدة ونصاً جيداً، وأتمنى العمل مع مخرج كبير".

المزيد من فنون