Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"معركة شرسة" قبيل أسبوع من إعلان النصر النهائي على "داعش"

تواصل قوات سوريا الديمقراطية إجلاء المدنيين من آخر جيب لـ "داعش"، في حين أعلنت الأمم المتحدة تسجيل أكثر من 84 حالة وفاة في صفوف المتوجهين إلى مخيّمات النازحين شمال سوريا، معظمهم من الأطفال

يتوقّع مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية خوض "معركة شرسة" مع مقاتلي تنظيم "داعش" (رويترز)

بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرات عدّة هزيمة تنظيم "داعش"، وآخرها ما قاله، الخميس، عن أنّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، استعادت "100 في المئة" من الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش"، ينتظر العالم أن يسمع الخبر اليقين بشأن هزيمة "داعش" الكاملة من المقاتلين الفعليين على أرض المعركة، وهم مقاتلو "قسد".

لكن، مظلوم كوباني، القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية، لا يزال يتريّث في إعلان النصر النهائي. إذ قال في فيديو نُشر على موقع "فيسبوك"، الخميس، "بعد أسبوع، سنعلن الانتصار الكامل على داعش".

معركة أخيرة "شرسة"

القضاء على واحد من أكثر التنظيمات عنفاً ودمويةً لن يكون سهلاً. لذلك، توقّع مصطفى بالي، مدير المكتب الإعلامي لـ "قسد"، في تصريحات لوكالة "رويترز" الجمعة، خوض قوّاته "معركة شرسة" مع مقاتلي "داعش"، إذ تتأهّب "قسد" منذ بضعة أسابيع لاقتحام آخر جيب لـ "داعش"، في منطقة صغيرة من قرية الباغوز شرق سوريا، على الضفة الشرقية من نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية، إلّا أنّ مواصلة جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك أخّر بدء عمليتهم الأخيرة. 

في المقابل، يرفض مقاتلو "داعش" الاستسلام، ولا يزالون متحصّنين في قرية الباغوز مع بعض المدنيين، وفق بالي، الذي أوضح أنّ "قسد" ستجلي عدداً كبيراً من المدنيين الجمعة، وأكّد أنّها لن تقتحم القرية وتعلن تحريرها "إلا إذا تأكدنا تماماً من خروج المدنيين".

 

في هذا السياق، أفادت وكالة "فرانس برس"، الجمعة، بأن ستّ شاحنات تقلّ عشرات الأشخاص خرجت من البقعة الأخيرة، في إطار الدفعة السابعة منذ 20 فبراير (شباط) الماضي، وهي الأصغر من حيث عدد الخارجين حتى الآن. وليس واضحاً إذا كان ذلك ناتجاً من انخفاض أعداد المحاصرين في الداخل أو عدم رغبة من تبقى منهم في الخروج.

إصرار على تحرير أسرى "قسد"

في سياق آخر، طمأن كوباني أسرى قواته المحرّرين من أيدي مقاتلي "داعش" أنّ العمليات العسكرية متوقفة حتى تحرير باقي الأسرى.

وكانت "قسد" أعلنت، في بيان الخميس، أنّها حرّرت 24 مقاتلاً كان "داعش" خطفهم قبل أكثر من شهر.

بدوره، أوضح عدنان عفرين، المتحدث باسم حملة "قسد" في دير الزور، أنّ تحرير الأسرى جرى على مراحل في عمليات خاصّة، لم يُفصح عن تفاصيلها. وأشار إلى أنّ آخرين لا يزالون في يد التنظيم الإرهابي من دون أن يحدّد عددهم.

من جهة أخرى، وصف الكولونيل شون رايان، المتحدث باسم التحالف الدولي، منهج القوات التي يقودها الأكراد في الباغوز بالـ "متأني والمدروس". أضاف "إنّهم يتعاملون مع مشاكل عدة ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة".

 

وعلى الرغم من أنّ استرداد الباغوز يمثل نصراً كبيراً في الحرب على "داعش"، فإنّ التنظيم لا يزال يشكّل تهديداً أمنياً لأنه يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غرب نهر الفرات ويستخدم أساليب حروب العصابات.

وكان ترمب فاجأ العالم وحلفاءه في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بإعلانه سحب قواته من سوريا لأنّ تنظيم "داعش" هُزم، وهو القرار الذي دفع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى الاستقالة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تراجع البيت الأبيض عن هذا القرار جزئياً معلناً إبقاء حوالي 200 جندي أميركي في سوريا.

"انتقام" دولي لباريس

بعد أكثر من ثلاثة أعوام على الهجمات الإرهابية الدامية في باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، والتي أوقعت 130 قتيلاً ومئات الجرحى، "ثأر" المجتمع الدولي لباريس. إذ أعلن التحالف الدولي تنفيذه ضربة جوية على آخر معقل لـ "داعش" أسفر عن مقتل الإرهابي الفرنسي فابيو كلان، الذي سجّل مقطعاً صوتياً يعلن فيه المسؤولية عن هذه الهجمات.

واشتهر كلان بأنّه الصوت الفرنسي لـ "داعش"، بعدما تلا البيان الذي استغرق ستّ دقائق، معلناً المسؤولية عن أسوأ هجوم شهدته فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية. وسُمعَ في التسجيل نفسه صوت رجل آخر يعتقد أنّه شقيقه.

 

وقال التحالف، في بيان نشره على موقع "تويتر" في وقت متأخر الخميس، "أسفرت ضربة نفذها التحالف في الباغوز عن مقتل مسؤول إعلامي نشط في داعش يطلق عليه أبو أنس الفرنسي ويعرف بفابيو كلان أيضاً"، من دون أن يذكر متى قُتل.

وكانت إذاعة "فرانس إنفو" وقناة "بي.إف.إم" ذكرتا، في 21 فبراير، أن كلان قتل وأصيب شقيقه جان ميشيل إصابةً خطيرةً في ضربة جوية نفذّها التحالف في الباغوز. وقالت مصادر أميركية وفرنسية آنذاك إنّ التحالف يتحقّق من صحة هذا النبأ.

المعاناة تلاحق الفارين من "داعش"

يلاحق الموت الفارّين من "داعش"، حتّى في رحلاتهم إلى مخيّمات النزوح. فقد كشفت الأمم المتحدة، الجمعة، عن أنّ نحو 84 شخصاً، ثلثهم من الأطفال، لاقوا حتفهم منذ ديسمبر وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، بعد فرارهم من "داعش" في محافظة دير الزور.

وعبّر ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في حديث صحافي، عن قلق المنظمة الدولية "الشديد" إزاء محنة آلاف المدنيين الذين يفرون من الباغوز هرباً من القتال المكثّف.

 

وأوضح أن مخيم الهول في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا يؤوي 45 ألف نازح في الأقل، منهم 13 ألفاً فروا من دير الزور خلال الأسبوع الماضي. وقال لايركه إنّ كثيراً منهم وصلوا "وهم يعانون الإرهاق والجوع والمرض"، مضيفاً أن 90 في المئة منهم من النساء والأطفال.

وتابع "الرحلة إلى هذا المخيم طويلة وشاقّة جداً، وحتى الآن سجّلت التقارير أكثر من 84 حالة وفاة على هذا الطريق، في حين أن ثلثي الوفيات من الأطفال دون سن الخامسة". وأشار لايركه إلى أنّ 175 طفلاً يخضعون للعلاج في المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، مستنداً إلى تقارير لوكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة عاملة على الأرض.

وكان حوالي 40 ألف شخص غادروا آخر مناطق "داعش" منذ إعلان "قسد" بدء آخر هجوم لها للقضاء عليه، في ديسمبر الماضي، غالبيتهم من النساء والأطفال من عائلات مقاتلي التنظيم، وبينهم عدد كبير من الأجانب. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوقفت "قسد" أكثر من 5 آلاف عنصر من "داعش" من بين الفارين.

المزيد من الشرق الأوسط