Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مكافحة كورونا لم تخف الخصومة بين العملاقين الأميركي والصيني

اعتماد ترمب تسمية "الفيروس الصيني" تغضب بكين التي اتهمت الجيش الأميركي بنشره

ركاب في مطار هونغ كونغ الدولي يرتدون أقنعة ونظارات واقية من تفشي فيروس كورونا المستجد (رويترز)

لم تُخف عملية مكافحة وباء كورونا المستجدّ الخصومة بين واشنطن وبكين التي شهدت الثلاثاء تصعيداً، إذ أعربت الصين عن "استيائها الشديد" بعدما سمى الرئيس الأميركي دونالد ترمب كورونا بـ "الفيروس الصيني" في إحدى تغريداته.
وفي الأيام الأخيرة، تحدث ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية من دون إبراز أدلة، عن فرضية أن يكون الجيش الأميركي هو مَن أدخل الفيروس إلى الصين، فيما تستخدم واشنطن عمداً مصطلحات تثير غضب بكين.
وكتب ترمب على تويتر مساء الاثنين 16 مارس (آذار) الحالي، "ستدعم الولايات المتحدة بشكل قوي القطاعات المتأثرة بشكل خاص من الفيروس الصيني، مثل شركات الطيران وغيرها".


غضب صيني

وأثارت تلك التغريدة غضباً عارماً في الصين. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ، أن ربط الفيروس بالصين يُعد "نوعاً من الوصم"، مضيفاً "نشعر باستياء شديد ونعارضه بشدّة".
وندّدت وكالة الصين الجديدة الرسمية للأنباء بشكل عام باستخدام "تعابير عنصرية وكارهة للآخر من أجل تحميل دول أخرى مسؤولية الوباء".
ومن دون نتائج علمية نهائية حول مصدر الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في ديسمبر )كانون الأول( 2019 في مدينة ووهان (وسط)، تدعو بكين إلى عدم توجيه أصابع الاتهام إليها.
وذهب المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان أبعد من ذلك، إذ ألمح الخميس الماضي، إلى فرضية أن يكون الجيش الأميركي هو مَن جلب الفيروس إلى بلاده.


اتصال من بومبيو


وفي مكالمة هاتفية، أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين، مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي، اعتراضه على استخدام بكين قنوات رسمية من أجل "إلقاء اللوم في ما يتعلّق بكوفيد-19 على الولايات المتحدة"، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية. وأضاف البيان أن بومبيو أكد أن "الوقت ليس مناسباً لنشر معلومات مضللة وإشاعات غريبة، وإنما لأن توحّد كل الأمم جهودها من أجل التصدي لهذا التهديد المشترك".
وفي قراءة أخرى من جانب الصين، أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية أن يانغ وجّه "تحذيراً صارماً للولايات المتحدة من أن أيّ محاولة لتشويه سمعة الصين مصيرها الفشل".
واستدعت واشنطن الجمعة السفير الصيني لديها للإعراب عن احتجاجها على تغريدات المتحدث باسم الخارجية الصينية. وقال مسؤول أميركي إن "نشر نظريات المؤامرة أمر خطير وسخيف".
وأعادت هذه الحرب الكلامية إحياء التوترات الدبلوماسية بين البلدين، المتكررة منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض مطلع عام 2017.
ومنذ بدء تفشي الوباء خارج الصين، لم تكف القوتان المتنافستان عن تبادل الاتهامات.
وانتقلت إدارة ترمب من التنديد بنقص الشفافية من جانب الصين في بداية تفشي الوباء إلى إعراب الرئيس الأميركي عن "ثقته" بنظيره الصيني شي جينبينغ.
وأثارت غضب بكين، التدابير التي سارعت الإدارة الأميركية إلى اتخاذها، وتقضي بمنع دخول الأشخاص القادمين من الصين إلى الولايات المتحدة.
بعد ذلك، زاد مايك بومبيو هذا الاستياء عندما وصف كورونا المستجدّ بأنه "فيروس ووهان" أو "الفيروس الصيني"، بخلاف توصيات منظمة الصحة العالمية التي استخدمت اسمه العلمي "كوفيد-19".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الوحدة العالمية مهددة

وفي وقت تحاول القوى الغربية التعاون في إطار مجموعة الدول السبع، تشير الولايات المتحدة إلى أن الوحدة العالمية لا تنهي التوترات مع العملاق الآسيوي، الذي تعتبره أول خصم استراتيجي لها على المدى الطويل.
واستغل بومبيو الأسبوع الماضي، عرض التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان للتنديد بالسياسة الصينية في منطقة شينجيانغ (شمال غرب)، حيث يعيش مئات آلاف المسلمين في "مراكز تدريب مهني" في إطار مكافحة الإرهاب، وفق تعبير بكين.
وتشنّ إدارة ترمب أيضاً هجمات ضد بكين على جبهات أخرى، بدءاً من الدفاع عن الديمقراطية في هونغ كونغ، مروراً بالتنديد بتوسّعها العسكري في بحر الصين الجنوبي، وصولاً إلى اتهامات بالتجسس الصناعي.
لكن ترمب أكد أن الاتفاق التجاري بصيغة هدنة في حرب الرسوم الجمركية الذي تمّ التوصل إليه بعد مفاوضات استمرت أشهراً عدة، لن يتأثر بالتوترات الجديدة الناجمة عن كورونا.

المزيد من دوليات