Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نواجه خيارات شاقة"... طبيبة إيطالية تتحدث عن مكافحة كورونا

" كوفيد-19 غيّر حياة الجميع في إيطاليا... البلاد برمتها في حالة تأهب"

طبيبة إيطالية تتحدث عن التحديات التي تواجه العاملين في القطاع الصحي في بلادها (عن إندبندنت)  

كشفت طبيبة في إيطاليا لـ"اندبندنت" كيف أن المسعفين الطبيين أُجبِروا على تقنين خدماتهم الصحية للمرضى مع انتشار فيروس كورونا، ما تسبب في حرمان كبار السن من العناية المقدمة لهم بسبب سنهم، وما إذا كانوا يعانون عِللا أخرى.

ووصفت ماريا، الطبيبة الاستشارية المتخصصة في التخدير والعناية المركزة، التي تعمل في مستشفى سانت أوسرولا-مالبيغي، بمدينة بولونيا، التدفق المتواصل للمصابين بفيروس كورونا حيث يعمل المسعفون الطبيون دون توقف لمواجهة هذه الحالة، ما يجبرهم على اتخاذ قرارات صعبة.

وحثت مستشفيات المملكة المتحدة على بدء التخطيط منذ الآن لوقوع تدفق كبير في أعداد المرضى، مؤكدة أن بعضاً من أولئك الذين يستقبلهم المستشفى، حيث تعمل، هم من الشباب المتمتعين بصحة جيدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحسب دليل الأطباء الرسمي في إيطاليا، الذي اطلعت عليه اندبندنت، فإنه يجب الاهتمام فقط بأولئك المرضى الذين "يُعتبرون مستحقين للعناية المركزة"، واتخاذ القرارات القائمة على مبدأ "المساواة"، ويجب موازنة الطلب للعناية بما هو متوافر من موارد.

وقالت الطبيبة ماريا، إن "كوفيد-19 غيَّر حياة الجميع في إيطاليا. فالأطباء يعملون من دون وجود أدلة قائمة على بروتوكولات مقررة سلفاً، ومن دون وجود إمدادات محددة لمعالجته، ووجود تهديد حقيقي من احتمال انتقال العدوى لهم".

وأفادت بأن "الأشخاص المتمتعين بصحة جيدة لا يستطيعون الخروج من بيوتهم، ولا يستطيعون الذهاب إلى المدارس، ولا يستطيعون حتى اللقاء بأقاربهم. المدرسة تتغير أيضاً، فأبناء إخوتي يتابعون دروسهم في البيت عبر تطبيق سكايب. البلاد بأكملها في حالة تأهب".

وفي وصفها لمصاعب العناية الصحية بالمرضى أوضحت ماريا، "نحن نقوم بخيارات صعبة. أنا أعرف من حديثي مع الزملاء في لومبارديا، المنطقة الأكثر إصابة في إيطاليا بفيروس كورونا، أنهم يضعون سن الخامسة والستين حداً فاصلاً لمن يعالجونهم على اعتلالات ذات الصلة الموجودة سلفاً. أما في بولونيا، فالحد الفاصل هو سن الثمانين، لكن أولئك الذين أعمارهم ما بين 65 و80 سنة، نحن ما زلنا نعدهم اعتلالات ذات الصلة".

وأشارت إلى أنه من الخطأ أن يفترض الناس أن فيروس كورونا يصيب كبار السن، فزملاؤها في منطقة لومبارديا أخبروها عن تشخيصهم فيروس "كوفيد-19" لدى رجل في سن الثامنة والثلاثين، حيث كان عليهم أن يضعوه على جهاز التهوية الاصطناعية لمساعدته في التنفس. وأفادت بأنه بعد وصول حالات قليلة في البداية، ازداد عدد المصابين في المنطقة بما فيها مدن ميلان فينيسيا ليصل إلى المئات خلال بضعة أيام.

كان مستشفاها في بداية الأمر يأخذ مرضى من مدن أخرى للمساعدة لكن "بعد عدة أيام بدأنا نشاهد مرضى مشخصاً لديهم المرض بشكل موجب، يأتون إلى قسم الطوارئ لعدم قدرتهم على التنفس أو أنهم كانوا في المستشفى لإجراء عمليات جراحية اختيارية (مخطط لها مسبقاً).

عند ذلك قرر الفريق الطبي في مستشفاها إنهاء العمليات الجراحية الاختيارية وكل العيادات الطبية وتحويل كل العنابر إلى مساحات مخصصة لمعالجة "كوفيد-19". قالت ماريا، إن "هذا القرار المبكر أنقذنا. لا يزال لدينا مكان لاستقبال مرضى كوفيد-19 بفضل قرارنا الامتناع عن العمليات الجراحية الاختيارية، وإعداد عنابر المستشفى وغرف العناية المركزة لاستقبال المرضى قبل أن يصبح عدد المصابين خارج السيطرة".

وهذا يتعارض مع مقاربة "خدمة الصحة الوطنية" (إن إتش إس) البريطانية، التي لم تلغ إجراء العمليات الجراحية الاختيارية، على الرغم من أن الأطباء يقولون إنهم بحاجة إلى الوقت للتهيئة والاستعداد لاستقبال عدد كبير من المصابين بالفيروس.

وفي وصفها للمرضى المصابين بفيروس كورونا بينت ماريا، أن الكثير من المرضى لا تظهر عليهم الأعراض تماماً أو بشكل مخفف، لكن البعض يعانون منه بشدة. 

وفي هذا الصدد قالت، "كانت  لدينا حالات إصابة بين الشباب يعانون نقصا في ضغط الأوكسجين يصل إلى 28 (الحالة العادية المقبولة هي ما بين 80 و100) عند استقبالهم، من دون وجود أي أعراض خطيرة أخرى. من تجربتنا، وجدنا أنه من الأفضل إجراء "تنبيب مبكر"(دفع أنبوب إلى القصبة الهوائية من خلال الفم) وعدم إضاعة الوقت باستخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لأن المرضى لا يتحسنون باستخدامها".

وأشارت إلى أن المرضى الذين كانوا على أجهزة التهوية احتاجوا إلى أسبوعين كي يتحسنوا، وأنه كان لديها 35 مريضاً أدخلت إلى قصباتهم الهوائية الأنابيب، واثنان عولجا بطريقة "إيكمو"، حيث يتم تغذية دمهم بالأوكسجين بطريقة اصطناعية حين لا تكون التهوية كافية.

وأضافت، "نحن نعمل بجهد كبير. أوقفنا إجراء العمليات الجراحية الاختيارية وكل الفريق الطبي والتمريضي قد تم تدريبهم وإعادة نشرهم في عنابر كوفيد-19، وفي وحدات العناية المركزة الخاصة بهذا الفيروس. مديرونا يقومون بأفضل ما يمكن في تقديرهم لأدوارنا وكفاءاتنا ولإعادة توزيعنا حسب تجربتنا، لكن ذلك ليس ممكناً دائماً وبعض أطباء التخدير يعملون في أقسام العناية المركزة".

وفي هذا السياق، قالت ماريا، إن مساحات الردهات المخصصة للعمليات الجراحية استخدمت كعنابر مؤقتة للعناية المركزة في ميلان ولودي وكريمونا وبرغامو وفي شتى أنحاء المنطقة حيث نقل بعض المرضى جواً باستخدام طائرات عسكرية إلى مستشفيات أخرى في البلاد.

وأكدت أن الجيش الإيطالي وفرقه الطبية يمدون الدعم للأطباء في المناطق الأكثر تضرراً حيث تحولت المستشفيات العسكرية إلى عنابر خاصة بالمصابين بفيروس كورونا.

وأوضحت أنهم "ينقلون المصابين بكوفيد-19 بواسطة سيارات الإسعاف والطائرات العسكرية من المدن التي امتلأت وحداتها المخصصة للعناية المركزة بالمرضى إلى مدينة لا تزال الأسرة في مستشفياتها متوافرة. كنا محظوظين في بولونيا، كان لدينا وقت أكثر من ميلان ولومبارديا للاستعداد. أنا أحصل على طعام وراحة كافيتين. والأسواق المركزية لا تزال مفتوحة، لكن لا يسمح بالخروج إلا لفرد واحد من كل أسرة.  ولا تزال المدارس والجامعات والصالات الرياضية وقاعات السينما والمطاعم مغلقة منذ أن وصل عدد الإصابات إلى 500. نحن لا نحتفل في الأعراس ولا نحضر الجنازات في كل إيطاليا. الأسواق المركزية هي الوحيدة التي لا تزال مفتوحة".

وحذرت الطبيبة ماريا، "خدمة الصحة الوطنية" البريطانية من عدم إيقاف العمليات الجراحية الاختيارة في المدن الكبرى الآن قبل وقوع ارتفاع حاد في الإصابات، وشددت على أنه من الضروري أن يرتدي جميع كوادر المستشفيات أجهزة حافظة لهم، ويجب أن تقسم المستشفيات إلى مستشفيات كوفيد-19 ومستشفيات نظيفة (خالية من المصابين به) لتقليص انتشار الفيروس بين المرضى.

وحثت البريطانيين على البقاء في بيوتهم لضمان سلامتهم، حيث أضافت، "أنا لا أستطيع، فأنا طبيبة شغوفة بعملي ولديّ مهمة، لكن بالنسبة للآخرين، ابقوا رجاء في بيوتكم. يجب أن يكون الناس الآن مستعدين للتضحية بأسبوعين من أجل الصحة العامة. لا عطل، لا مطاعم، لا مدارس ولا صالات رياضية. فمع أسابيع قليلة من التقنينات نستطيع أن ننقذ آلاف الناس".

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار