Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المصارف المركزية ترفع حالة الطوارئ... و"كورونا" يواصل إغلاق الحدود

إجراءات "مضاعفة" مع وضع "مقلق جداً"... وسيولة ضخمة لوقف انهيار الأسواق

فيروس كورونا يغلق المحال والملاهي في العديد من دول العالم (أ.ف.ب)

أعلنت المصارف المركزية في جميع أنحاء العالم حالة التعبئة العامة ورفعت حالة الطوارئ، سعياً إلى طمأنة الأسواق وحملها على تخطي صدمة انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما ترتفع حصيلة الوباء باطّراد وخصوصاً في أوروبا، ما دفع بالدول إلى إغلاق حدودها وفرض العزلة على شعوبها.

وفي قرار مفاجئ، أمس، خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، معدلات فوائده إلى ما يقرب من مستوى الصفر، مشاركاً في تحرك عالمي منسّق للمصارف المركزية بهدف ضمان عدم نفاد السيولة في العالم، في وقت تتكشف عواقب اقتصادية متزايدة للوباء.

وفي الصين موطن الوباء، أعلنت الحكومة اليوم الاثنين، أول تراجع لإنتاجها الصناعي في نحو ثلاثين عاماً وانهيار مبيعاتها بالتجزئة، وفي فرنسا، حذر مدير عام شؤون الصحة جيروم سالومون، من أن الوضع في البلاد "مقلق جدا ويتدهور بسرعة كبيرة"، مشيراً إلى أن "عدد الحالات بات يتضاعف كل ثلاثة أيام"، أما في ألمانيا، فقد علق الاتحاد الدولي للسياحة، المجموعة السياحية الأولى في العالم، القسم الأكبر من نشاطاته كالرحلات المنظمة.

استمرار إغلاق المحال والمطاعم مع ارتفاع الوفيات

بدورها أمرت مدينتا نيويورك ولوس أنغلوس بإغلاق جميع الحانات والمطاعم والملاهي الليلية، في تدبير متبع في العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا. وفي لاس فيغاس، أغلقت مجموعة "إم جي إم" فنادقها وكازينوهاتها الـ13.

وأسفر "كوفيد-19" المعروف عالمياً باسم "كورونا"، عن أكثر من ستة آلاف وفاة في العالم، بينها ألفا وفاة في أوروبا التي تحولت إلى بؤرة الوباء العالمي، فيما سجلت إيطاليا، البلد الأكثر تضرراً جراء الفيروس القاتل في أوروبا، الأحد، عدداً قياسياً من الوفيات اليومية بلغ 368 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 1809 حالات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبقى حصيلة الوفيات في الصين، منشأ الوباء، الأعلى حتى الآن مع تسجيل 3199 حالة، غير أن أسرع انتشار للوباء يُسجّل حالياً في أوروبا، حيث توفي حتى الآن 2291 شخصاً، معظمهم في إيطاليا وإسبانيا، حيث زاد عدد الإصابات التي جرى إحصاؤها بألفي إصابة جديدة خلال 24 ساعة.

وبات عدد الوفيات في الأماكن الأخرى من العالم يزيد عن حصيلة الصين، إذ وصل إلى 3221 حالة، في حين يبدو أن البؤرة الأولى للمرض تمكنت من وقف انتشار الفيروس مع تسجيل 16 إصابة جديدة فقط، يوم الاثنين، 12 منها قادمة من الخارج.

وبحسب حصيلة أعدتها وكالة "أ.ف.ب"، استناداً إلى مصادر رسمية، توفي بالإجمال 6420 شخصاً جراء "كوفيد-19" من أصل 159844 إصابة مسجلة في العالم حتى أمس الأحد.

إجراءات مضاعفة لاحتواء مخاطر كورونا على الاقتصاد

وقبل أيام، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا باتت "بؤرة" الوباء، وفرض الاتحاد الأوروبي قيوداً على تصدير تجهيزات الحماية الطبية لضمان تموين بلدانه داخلياً، فيما فرضت إسبانيا، ثاني دولة من حيث الإصابات في القارة العجوز، على مواطنيها أن يلزموا منازلهم وأعلنت حال الطوارئ لمدة 15 يوماً.

وفيما أغلقت فرنسا، منذ الأحد، المطاعم والحانات والملاهي ودور السينما والمدارس والجامعات مع وصول حصيلة الوباء إلى خمسة آلاف إصابة و120 وفاة، أبقت على الانتخابات البلدية الأحد، غير أن المشاركة فيها كانت متدنية، كما حظرت النمسا (602 إصابة حتى السبت) تجمع أكثر من خمسة أشخاص ومنعت التنقلات إلا للضرورة القصوى.

كذلك أمرت هولندا ولوكسمبورغ بإغلاق كل المواقع التي يتجمع فيها الناس من مدارس وحانات ومطاعم ومقاه ومتاجر، وكذلك قررت إيرلندا إغلاق الحانات، وأيضاً، أعلنت صربيا حال الطوارئ لفترة غير محددة وستتم تعبئة الجيش للإسهام في مكافحة الوباء، كما فرضت بوليفيا والإكوادور وبيرو قيوداً صارمة على تنقل سكانها.

وتسعى دول عدة إلى مكافحة انتشار الوباء بإغلاق نفسها بشكل متزايد بما في ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، ما يشكل ضربة لمبدأ حرية التنقل داخل التكتل، وستغلق ألمانيا وفرنسا الحدود بينها جزئياً، ولن تسمح للعبور سوى للعمال العاملين في الدولة الأخرى والبضائع، كما أعلنت روسيا والجمهورية التشيكية والأرجنتين وكولومبيا وغواتيمالا، الأحد، إغلاق حدودها سواء كلياً أو جزئياً.

وفي ايطاليا، أبدت سلطات لومبارديا (شمال) قلقاً حيال قدرة نظامها الاستشفائي على امتصاص أعداد المرضى، فيما أعلن الفاتيكان، أن جميع صلوات واحتفالات عيد الفصح هذه السنة في ساحة القديس بطرس ستتم "من دون مشاركة المؤمنين"، كما أن كل اللقاءات العامة والصلوات التي يجريها البابا فرنسيس ستكون "فقط عبر البث المباشر"، غير أنه خرج من الفاتيكان الأحد ليصلي في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري التي تأوي صليباً يُعتقد أنه عجائبياً سار به المؤمنون عام 1522 للتضرع من أجل انتهاء وباء "الطاعون الأسود" في روما.

وفي الولايات المتحدة، أثارت التدابير الجديدة المتخذة حيال الأميركيين العائدين من أوروبا فوضى في المطارات، حيث تشكلت صفوف انتظار طويلة لعدة ساعات. وفي أميركا الجنوبية، أغلقت تشيلي الموانئ أمام السفن السياحية بعد فرض الحجر الصحي على سفينتي رحلات على متنهما نحو 1300 شخص، واتخذت البيرو إجراءً مماثلاً، وفي جمهورية الدومينيكان، نظمت السلطات، الأحد، إعادة 3200 مسافراً علقوا على متن سفنهم السياحية بعدما بات محظوراً عليها النزول في موانئها.

وفرضت نيوزيلندا الحجر الصحي على سفينة تقل 3700 شخص، كما حظرت على سفن الرحلات الرسو في مرافئها حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل.

وفي اليابان، أعلن البنك المركزي مضاعفة برنامجه لشراء الأصول، لترتفع وتيرة شراء أصول الصناديق المتداولة في البورصة إلى 113 مليار دولار، وصناديق الأصول العقارية إلى 17 مليار دولار، في محاولة لدعم استقرار الأسواق المالية، كما أعلن عن إجراءات إضافية لتوفير التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة. ورجح "المركزي الياباني" في بيان له، أن يظل النشاط الاقتصادي في البلاد ضعيفاً بسبب تداعيات فيروس كورونا.

كيف تحركت البنوك العربية والخليجية؟

عربياً، أعلنت البنوك المركزية بقيادة السعودية والإمارات والأردن ومصر، إجراءات تحفيزية لمواجهة مخاطر وتداعيات انتشار "كورونا"، ففي لبنان، أمرت السلطات المواطنين بالتزام منازلهم أسبوعين وسيتم إغلاق مطار بيروت الدولي اعتباراً من الأربعاء وحتى نهاية مارس (آذار) الحالي، بينما علّق المغرب كل الرحلات الدولية، غير أنه أذن لطائرات خاصة بإعادة السياح الأوروبيين العالقين في البلد.

وأعلنت إيران، ثالث دولة أكثر تأثراً بالوباء في العالم، عن 113 وفاة جديدة ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 724 وفاة و13938 إصابة، وطلبت السلطات من المواطنين "إلغاء جميع رحلاتهم والبقاء في منازلهم"، كما أغلقت ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد.

وأعلنت السعودية، توفير نحو 50 مليار ريال (13.33 مليار دولار)، لدعم القطاع الخاص في إطار إجراءات احتواء تداعيات كورونا، كما تقرر إغلاق المجمعات التجارية باستثناء محال المواد الغذائية والصيدليات، وضمن الإجراءات التي أقرتها، منعت السلطات تقديم الطعام داخل المطاعم والمقاهي والسماح بخدمات التوصيل. كما أعلنت منع التجمعات في الأماكن العامة المفتوحة والمغلقة بما فيها الحدائق.

وفي مصر، أعلنت الحكومة تخصيص 100 مليار جنيه (6.41 مليار دولار) لمواجهة مخاطر كورونا، بينما أعلن الأردن تخصيص نحو 550 مليون دولار للغرض ذاته، كما أعلن البنك المركزي إجراءات تتعلق بتأجيل استحقاقات البنوك لمدة 6 أشهر، وطالب البنوك بتأجيل دفع الشركات لأقساط القروض لتخفيف تأثير الفيروس، وأعلن أيضاً أعلن ضخ سيولة إضافية للاقتصاد الوطني بقيمة 550 مليون دينار (627 مليون دولار) عبر تخفيض الاحتياطي النقدي الإلزامي، ضمن حزمة من الإجراءات الهادفة لاحتواء تداعيات أثر كورونا على الاقتصاد الأردني.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد