Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حتى لا تتكرر خسائر "الاثنين الأسود"... هذه شروط التعامل بالأسواق في الأوقات العصيبة

الهدوء والحذر ومواصلة الاستثمار وتنويع المحافظ... هكذا يتجنب المتعاملون الخسائر القاسية

متعاملون ببورصة وول ستريت في نيويورك (رويترز)

على الرغم من التقارير السلبية التي تشير إلى إمكانية تكرار الخسائر العنيفة وحدوث انهيارات جديدة في الأسواق، فإنه حتى الآن لا يزال بإمكان المستثمرين تجنب هذه الخسائر ومنع تكرارها، خاصة أنه لا يوجد ما يشير إلى وصول الأسواق إلى القاع حتى الآن، وبالتالي فإن الانهيارات قد تتكرر مرات أخرى خلال الأيام المقبلة.

تاريخياً، لا تشير الأحداث إلى أن الانهيارات التي تواجه الأسواق قد تتوقف ولا تعود من جديد، حيث شهد القرن الماضي أكثر من حالة انهيار للأسواق، وتحديداً عامي 1929 و1987، وخلال القرن الحالي، انهارت الأسواق أكثر من مرة، وتحديداً خلال الأزمة المالية العالمية، وأخيراً بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.

ووفقاً للرؤية التحليلية التي أعدتها محفظة "بلاك روك"، فإن ما واجهته أسواق الأسهم من خسائر وانهيارات خلال الأيام الماضية وتمت تسميته على أنه عمليات تصحيح، فإن هذا التحليل لم يلق قبولاً لدى المستثمرين وحَملة الأسهم. لكن في الوقت نفسه، هناك ثلاثة معايير يجب أن يضعها المستثمر في ذهنه واعتباره عند التعامل مع الأصول في الأوقات العصيبة الراهنة.

"هناك أشياء غير متوقعة تحدث"، هذا ما ذكره تحليل "بلاك روك"، مشيراً إلى أن هذا يفسر مدى أهمية أن تكون مستعداً، كما يشرح سبب التوصية بالتنويع في المحافظ الاستثمارية واقتراح تكوين المحافظ التي تشمل استثمارات "مملة ظاهرياً" لا تتحرك تقريباً، مما يجعلنا نتساءل عن سر حيازتها، الآن نعرف لماذا، وتُعتبر كذلك النظرة الموضوعية أمراً بالغ الأهمية في أوقات كهذه.

ولا تكمن أهمية التاريخ في مجرد التذكرة الجيدة لحالات الصعود والهبوط الحتمية بالأسواق، لكن يمكنه كذلك تقديم دروس حول ما يجب فعله (وما لا يجب) عندما تحدث تلك الأمور الحتمية مجدداً.

الهدوء والحذر ومواصلة الاستثمار

التحليل وضع ثلاثة شروط على المستثمرين مراعاتها أولها "الهدوء"، حيث شدد على ضرورة التعامل بهدوء مع هذه الخسائر والانهيارات التي تواجهها أسواق الأسهم في الوقت الحالي. وأكد أنه من المهم فهم ما يدور في الأسواق خلال الفترة الحالية ووضعه في السياق الصحيح.

وكان مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أنهى عام 2019 بارتفاع ضخم يتجاوز 451 في المئة، مقارنة بالقاع المسجل في مارس (آذار) من عام 2009، وهو ما يمثل متوسط عائد سنوي يبلغ 17.1 في المئة على مدى عقد. لكن في الوقت الحالي، فإن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يتخلى عن بعض هذه المكاسب مرة أخرى.

وخاطب التحليل جميع شراء المستثمرين قائلاً، "على الرغم من أنه شعور مخيف، لكنه لم يمح غالبية المكاسب التي تمتع بها المستثمرون في غضون الـ11 عاماً الماضية. ومع ذلك، لا تكن راضياً، حيث إن الأشياء يمكن أن تتفاقم نحو الأسوأ قبل أن تتحسن".

فيما تتعلق القاعدة الثانية أو الشرط الثاني لتجنب الخسائر الفادحة في الأسواق خلال هذه الفترة، في ضرورة مواصلة الاستثمار، حيث أنه لم يصاحب كذلك العوائد الإيجابية للغاية المحققة على مدى الـ 11 عاماً الماضية سوى القليل من التقلبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان التصحيح وهو انخفاض المؤشر بنسبة 10 في المئة مقارنة بذروته الذي شهدناه رسمياً قبل أسبوعين هو السادس من نوعه فقط خلال السنوات الإحدى عشر الماضية. وقبل الهبوط الحالي، كانت هناك حالتان شهدتا انخفاضات حادة، الأسوأ (هبوطاً بنحو 20 في المئة حدثت في نهاية عام 2018 أما ثاني أسوأ حالة هبوط فكانت بنسبة 19 في المئة وحدثت خلال عام 2011).

وفي الحالتين، تمكنت الأسواق من التعافي وحققت مستويات مرتفعة جديدة في غضون خمسة أشهر. وبالكاد، سجلت عمليات التصحيح الثلاث الأخرى هبوطاً بنحو 10 في المئة، لتتعافى بوتيرة أسرع من ذلك. لكن وبطبيعة الحال، تحدث حركات التصحيح بشكل أكثر تكراراً مما شهدناه في العقد الماضي.

وعاد التحليل ليخاطب المستثمرين من جديد، "عندما تشعر بالراحة في مشاهدة استثماراتك ترتفع باستمرار، يمكن أن يكون من المزعج رؤيتها وهي تتراجع بشكل سريع للغاية. ولكن لا يجب أن تهرب من سوق الأسهم، خاصةً إذا كنت تركز على المدى الطويل".

امتلك محفظة استثمارية متنوعة

وتطرق التحليل إلى القاعدة الثالثة التي تتمثل في ضرورة المحافظة على التنويع في المحافظ الاستثمارية، وذكر أن الأسواق أو المستثمرين وصلوا إلى هذه المرحلة من قبل، حيث أنتج عقد التسعينيات المدفوع بتدشين الإنترنت، سوقاً صاعدة تقودها التكنولوجيا، الأمر الذي دفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للصعود بنسبة تزيد على 17 في المئة سنوياً لنحو عقد تقريباً.

وكانت التقلبات منخفضة والموجات البيعية نادرة ومعنويات المستثمرين مرتفعة، وتساءل، ألا يبدو ذلك مألوفاً؟.

في ذلك الوقت، شعر بعض المستثمرين بأن حيازة السندات والاستثمارات الأخرى الأقل مخاطرة ليس مفيداً، ليختاروا بدلاً عن ذلك ببساطة امتلاك المزيد من أسهم التكنولوجيا. وما أعقب هذا الوضع كان الركود الاقتصادي الذي بدأ سوق الأسهم التي تميل إلى الهبوط لنحو 30 شهراً، فاقدة ما يصل إلى 44 في المئة من قيمتها من القمة لتسجل مستويات متدنية.

وشهدت شركات التكنولوجيا وحدها خسائر تقدر بنحو 5 تريليونات دولار من قيمتها السوقية خلال تلك الفترة. ويعزز هذا الدرس فكرة أن أدوات التنويع في العادة تنجح، وأنه ينبغي الاستمرار في حيازتها حتى لو لم تجعلنا نشعر بالارتياح أثناء فترات ارتفاع السوق. وأضاف، "لقد تعملنا هذا الدرس مجدداً في عامي 2008 و2009".

ولا يعد ذلك توقعاً لحدوث الركود الاقتصادي المقبل، لكنه بمثابة تذكير مهم من أجل إبقاء توقعاتنا بشأن العوائد تحت السيطرة وأنه ببساطة ليس بمقدورنا حيازة الأمور التي تجعلنا نشعر بالراحة فقط. وينبغي أن يكون هناك دائماً استثمارات في المحفظة الاستثمارية تجعلنا لا نشعر بالراحة، لكنها موجودة للمساعدة في حالة أن الأسواق لا تؤدي بالطريقة التي نتوقعها.

وفي تلك اللحظات، كما هو الحال الآن، فربما تكون استثماراتنا غير المريحة هي التي تساعد في نهاية المطاف على الحفاظ على قيمة المحفظة؛ تسجيل خسائر أقل الآن تعني أنه يمكننا التعافي بشكل أسرع عندما تعكس الأسواق اتجاهها. ويفترض أن الأصول المحفوفة بالمخاطر تجعلنا لا نشعر بالراحة، لكنها كذلك هي الفئة التي تحقق العوائد. وعندما تنقلب المخاطرة ضد استثماراتنا فيمكن أن تكون مفاجئة ومخيفة، في حين أن الثروة الحقيقية يتم بناؤها من خلال الالتزام باستثماراتنا.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد