Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذه شروط تعافي سوق النفط من أكبر أزمة خانقة في 12 عاما

لا بديل عن تجديد اتفاقية حصص الإنتاج... وبدء احتواء تداعيات "كورونا"

حفار نفط في ولاية تكساس الأميركية  (رويترز)

على الرغم من موجة الخسائر العنيفة التي ضربت سوق النفط خلال الأيام الماضية، التي تعد الأزمة الأكبر التي واجهتها السوق منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 وحتى الآن، لكن لاتزال هناك فرصة قوية لتعافي سوق النفط وانتقالها إلى الاستقرار وتحسن الأسعار.

لكن هذا التحسن ربطه تقرير حديث بعدة شروط، أولها توافر دليل أولي على تجديد اتفاقية حصص إنتاج النفط بين منظمة "أوبك" وحلفائها، خاصة السعودية وروسيا، إضافة إلى الإشارة المبكرة على انتعاش التجارة العالمية وغيرها من البيانات الاقتصادية كثيرة التكرار عندما يبدأ تأثير فيروس كورونا في التلاشي.

وأشار تقرير حديث لشركة بحوث "كامكو إنفست"، إلى أن أسعار النفط سجلت أدنى مستوياتها في 5 سنوات تقريباً بعد فشل أعضاء منظمة "أوبك+" وحلفائها في التوصل إلى اتفاق لتعميق خفض حصص الإنتاج استجابة لضعف اتجاهات الطلب.

ووفقاً للخطة الأصلية، اقترحت "أوبك" تعميق خفض حصص الإنتاج إلى 3.6 مليون برميل يومياً من المستوى الحالي البالغ 2.1 مليون برميل مع مشاركة أعضاء "أوبك" في خفض إضافي بواقع 1.5 مليون برميل يومياً، فيما تتقاسم روسيا وغيرها من منتجي النفط من خارج منظمة الأوبك حصص الخفض الإضافية بمقدار 0.5 مليون برميل يومياً حتى نهاية عام 2020.

وفي ظل فشل تلك الخطة، ظهرت تقارير تفيد بعزم المنتجين القيام بفتح معدلات الإنتاج بدون فرض أي قيود على مستويات العرض. وسوف يؤثر هذا الوضع بشكل كبير على خزائن الدول الخليجية المنتجة للنفط، نظراً لتوقع تأثر عائدات النفط بشدة بسبب انهيار الأسعار.

التقرير أشار إلى أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة سيواجهون أيضاً تحديات قاسية حيث يستمر القطاع في تراجعه في ظل انخفاض إنتاجية الآبار وتقليص الإنفاق بشدة من قبل شركات التنقيب وإنتاج النفط الكبرى. وأوضح أن هناك ما يشير إلى إمكانية أن تعلن أوبك وروسيا خلال الفترة المقبلة، عن بعض الاستراتيجيات للتعامل مع انهيار أسعار النفط على المدى القريب.

تهاوي الأسعار يضاعف طلب المستهلكين

من جهة أخرى، من المتوقع أن يقابل التأثير الاقتصادي الناجم عن انخفاض أسعار النفط جزئياً النمو المتوقع في الإنتاج، حيث تبلغ القدرة الاحتياطية لدول "أوبك" حوالي 5.7 مليون برميل يومياً، وتمثل السعودية والإمارات والكويت نحو نصف تلك الكمية، بعد استبعاد إنتاج 0.5 مليون برميل يومياً من المنطقة المحايدة التي تم الإعلان عنها أخيراً بين السعودية والكويت.

وتوقع التقرير أن تزداد معدلات الطلب خلال النصف الثاني من العام الحالي، مع بدء تلاشي تأثير فيروس كورونا تدريجياً، بالإضافة إلى انخفاض الأسعار بما يسهم في تعزيز معدلات الطلب من قبل الدول الرئيسة المستهلكة للنفط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستناداً إلى أحدث التقارير الصادرة التي تفيد بأن حالات الإصابة بالفيروس قد بدأت تنخفض في الصين، فإن الانتعاش المتوقع للنمو الاقتصادي سيدفع أيضاً الطلب على النفط بنهاية العام. وأشار إلى ما تطرقت إليه وكالة "بلومبيرغ" في تقرير حديث حول ارتفاع الطلب من أكبر مستهلكي النفط في آسيا بنسبة 50 في المئة تقريباً بعد تراجع الأسعار.

وتوقع التقرير، أن تسارع دول مجلس التعاون الخليجي بتنفيذ الخطط التنموية التي تهدف إلى التنويع بمجرد أن تسير الأمور على النحو المعتاد، والنظر إلى تمويل أوجه الإنفاق المالي وتسديد عجز الميزانيات عبر استخدام الأدوات المختلفة المتاحة لديها.

أزمة تخمة المعروض تلوح في الأفق من جديد

وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من التقارير والتصريحات تشير إلى أن سوق النفط على موعد مع عودة ظاهرة تخمة المعروض النفطي خلال الفترة المقبلة، وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الولايات المتحدة سوف تستغل أسعار النفط المنخفضة لتشتري كمية ضخمة من الخام لتملأ احتياطياتها الاستراتيجية.

وأضاف، "بناء على أسعار النفط. وجهت وزير الطاقة بشراء، بسعر جيد للغاية، كميات ضخمة من النفط الخام للتخزين ضمن الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة. سنملأه لآخره".

وقال مسؤول في وزارة الطاقة الأميركية، إن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، المخزن في سلسلة مغارات بامتداد سواحل تكساس ولويزيانا، يستطيع استيعاب ما يصل إلى 77 مليون برميل إضافية من النفط. ولم يذكر حجم النفط الذي سَيُشترى للتخزين في الاحتياطي، الذي يوجد فيه حالياً 635 مليون برميل.

وخلال الأيام الماضية، انهارت أسعار النفط إلى حوالي 30 دولاراً للبرميل بفعل تراجع الطلب الناجم عن انتشار فيروس كورونا وبعد أن شنت السعودية وروسيا مطلع الأسبوع الماضي حرباً على حصص السوق عن طريق ضخ الخام بأقصى طاقة.

إلى هذا المستوى سوف يهوي الطلب العالمي على النفط

والأسبوع الماضي، شهدت سوق النفط أسوأ أسبوع لها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، متأثرة بتفشي فيروس كورونا وجهود السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، وحلفائها لإغراق السوق بمستويات قياسية من المعروض. وتسبب المزيج النادر من صدمات العرض والطلب في انهيار سوق الخام مع تأهب المنتجين في أنحاء العالم لتخمة نفطية غير متوقعة خلال الأسابيع المقبلة.

ويضخ كبار منتجي النفط مزيداً من الخام في السوق في وقت يشهد انهيار الطلب. واستأجرت السعودية أكثر من 30 ناقلة خام عملاقة لتصدير النفط في الأسابيع المقبلة، مستهدفة على نحو خاص شركات التكرير الكبيرة التي تعالج النفط الروسي في أوروبا وآسيا، في تصعيد لمعركتها مع موسكو على حصص السوق.

وتوقع بنك "غولدمان ساكس"، فائضاً قياساً من النفط قدره ستة ملايين برميل يومياً بحلول أبريل (نيسان) المقبل، في سوق عالمية تستهلك عادة نحو 100 مليون برميل يومياً.

وفي تقرير حديث، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن يهبط الطلب العالمي على النفط بمقدار 910 آلاف برميل يومياً في الربع الأول من العام الحالي مع تضرر النشاط الاقتصادي والسفر من الانتشار السريع لفيروس كورونا، وهو ما يثير شبح ركود عالمي. وفي الوقت نفسه، رجحت أن يرتفع الطلب على الخام هذا العام، وهي توقعات أكثر تفاؤلاً من توقعات وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس التي تنبأت، الاثنين، بأن الطلب على الخام هذا العام سيسجل أول هبوط سنوي منذ الأزمة المالية العالمية.

وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 660 ألف برميل يومياً، وتتوقع الآن أن يرتفع الطلب بمقدار 370 ألف برميل يومياً إلى 101.2 مليون برميل يومياً. فيما خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أيضا توقعاتها لنمو الطلب وحذرت من مزيد من التعديلات النزولية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد