يواصل فيروس "كورونا" المستجد في شهره الثالث تمزيق العالم وتجزئته، إذ يبدو أن سياسات الانفتاح بين الدول قد بدأت تخضع للواقع الجديد الذي يفرضه الوباء.
هذه السياسات الحمائية لها تكلفة عالية على الصعيد الاقتصادي، إذ تواصل أسواق المال والشركات وقطاعات السفر والخدمات نزيفها المستمر، بعد أن صارت أنشطتها جزءاً من المشكلة، وبات من الضروري حظر التجول ومنع التجمعات وإيقاف نقل الفيروس عن طريق السفر.
أوروبياً، سجّلت إيطاليا رقماً قياسياً لعدد الوفيات في 24 ساعة، مع 368 وفاة جديدة. وفي إسبانيا، سُجلت ألفا إصابة ومئة وفاة جديدة. فرنسا ستخفّض حركة المترو إلى 80 في المئة، وحركة القطارات بنسبة 50 في المئة اعتباراً من الاثنين، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن ألمانيا تعتزم إغلاق حدودها مع النمسا وفرنسا وسويسرا. هولندا بدورها أغلقت المدارس والحانات والمطاعم.
عربياً، أقرّت السعودية سلسلة إجراءات احترازية، شملت إغلاق المجمّعات التجارية والمقاهي، باستثناء محلات السوبر ماركت والصيدليات، وتعليق الحضور إلى مقرات العمل الحكومية لمدة 16 يوماً، باستثناء القطاعات الصحية والأمنية والعسكرية ومنظومة التعليم عن بُعد. وفي الإمارات، أعلنت سوق أبو ظبي للأوراق المالية إغلاق قاعات التداول مؤقتاً وحتى إشعار آخر، كذلك علّقت مصر التداول بالبورصة المصرية لنصف ساعة، بعدما تراجع مؤشرها الأوسع نطاقاً أكثر من خمسة في المئة. أمّا قطر، فعلّقت جميع الرحلات الجوية الآتية إلى أراضيها، بعدما ارتفع إجمالي عدد الإصابات فيها إلى 401. كذلك علّق المغرب الرحلات الجوية. تونس من جهتها أنشأت صندوقاً لـ"مقاومة وباء كورونا والحدّ من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية"، داعيةً مواطنيها إلى التبرّع لتمويله. وفي الأردن، خفّض البنك المركزي احتياطيات البنوك لضخ سيولة في الاقتصاد، فيما أعلن لبنان التعبئة العامة وحالة طوارئ صحية، وإغلاق مطار بيروت اعتباراً من يوم الأربعاء وحتى 29 مارس (آذار)، فضلاً عن إغلاق المرافئ البحرية والبرية أمام الوافدين، وإقفال الإدارات والمؤسسات العامة باستثناء تلك الضرورية.
أمّا في إيران، فبلغ العدد الإجمالي للوفيات جراء فيروس كورونا 724، مع نحو 14 ألف إصابة.
السلطات الدينية وسّعت بدورها التدابير الوقائية، إذ أغلقت وزارة الأوقاف في فلسطين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة في القدس، وأعلن الفاتيكان أن احتفالات عيد الفصح ستُقام من دون مصلين، كما أغلقت إيران الحضرة الرضوية قبل أيام من موسم التجمع الكبير.
إليكم تغطيتنا للتطورات المتعلقة بفيروس كورونا عندما حدثت.