خسائر مالية ضخمة تنتظر الدوريات الأوروبية بسبب "كورونا"

شهدت الأيام الأخيرة إعلان جميع دوريات كرة القدم الأوروبية تعليق مبارياتها ما بين أسبوعين وأجل غير مُسمّى ضمن حزمة من الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الدول حول العالم لمقاومة تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، لتتوقف عجلة صناعة كرة القدم في القارة العجوز، وتُنذر بخسائر مالية ضخمة على الاتحادات والدوريات والأندية الأوروبية، التي تُعد مركز اللعبة الشعبية الأولى عالمياً.

الدوري الإنجليزي... خطوة أولية
وذكرت تقارير إعلامية إنجليزية، أمس، أن توقّف الدوري الإنجليزي الممتاز حتى 3 أبريل (نيسان) يُعد "خطوة أولية" تمهيداً لدراسة إلغاء الموسم الحالي، الذي تتبقى على نهايته تسع جولات فقط، ويتصدّره ليفربول برصيد 82 نقطة، وبفارق 25 نقطة عن وصيفه مانشستر سيتي الذي جمع 57 نقطة، ولديه مباراة مؤجلة.

وذكرت "اندبندنت" عن مصادر مقرّبة من مجلس الأمن القومي البريطاني، أن التفكير في عودة منافسات البريميرليغ في الموعد المحدد يوم 4 أبريل هو "أمرٌ ساذج"، وأن أقرب عودة ممكنة للأندية لخوض المنافسات ستكون في سبتمبر (أيلول)، وهو ما يعني إلغاء الموسم الحالي، وتأخير انطلاق الموسم الجديد مدة شهر تقريباً.

ويدرس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مع رابطة الأندية الإنجليزية والدوري الإنجليزي الممتاز سيناريوهات استكمال المسابقة، ومن بينها إعلان تتويج ليفربول باللقب، نظراً إلى الفارق الكبير في النقاط مع سيتي، ويتبقّى فوزه في مباراتين فقط لإعلان تتويجه بطلاً للدوري للمرة الأولى منذ 30 عاماً، مع إلغاء الهبوط هذا الموسم، وتصعيد بطل ووصيف بطولة دوري الدرجة الأولى، وهما حالياً ليدز يونايتد، ووست بروميتش ألبيون، ليبلغ عدد الأندية المتنافسة في الموسم الجديد 22 نادياً، ويكون الهبوط لخمسة فرق.

وتفيد التقارير المالية للدوري الإنجليزي الممتاز، أن إنهاء الموسم حالياً من دون تحديد البطل ومراكز الأندية، سيؤدي إلى خسارة الأندية نحو 400 مليون جنيه إسترليني، إذ لن تدفع رابطة البريميرليغ للأندية المبالغ المالية المتفق عليها عند نهاية الموسم، وستخصم مبالغ ضخمة من أموال بث المباريات، ما يعني خسارة كل فريق نحو 40 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى خسارة ليفربول ضعف المبلغ، نظراً إلى أنه كان الأقرب للتتويج باللقب.

خسائر مرعبة
وحصل بطل الموسم الماضي مانشستر سيتي على 38.4 مليون جنيه إسترليني لتتويجه بالبطولة، إضافة إلى حصته في أموال البث وغيرها من الرسوم اللي توزّع بالتساوي بين الأندية الأعضاء في الدوري الممتاز، وكانت نحو 34 مليون جنيه إسترليني، ليجمع النادي السماوي 151 مليون جنيه إسترليني.

وكشفت تقارير صحافية إيطالية، أنّ أندية الكالتشيو لن تكون "أقل ضرراً" من أندية إنجلترا جراء إنهاء الموسم حالياً، إذ ينتظر نادي يوفنتوس وحده خسائر تتخطّى 110 ملايين يورو، مقسمة إلى خسارة 45 مليون يورو من البث التلفزيوني لمباريات الدوري ودوري أبطال أوروبا، وقرابة 40 مليون يورو أخرى متعلقة بإيرادات الرعاية والإعلانات، ونحو 20 مليون يورو من مبيعات التذاكر في المباريات المقبلة، أو لرد قيمة بعض التذاكر الموسمية.

ويعمل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" مع الاتحادات التابعة إليه والأندية على إيجاد حل منطقي لإعادة بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، حتى لو أدّى الأمر إلى تغيير شكل المنافسة، وإقامة باقي مباريات دور الـ16 والأدوار اللاحقة من مباراة واحدة على أرض محايدة في سبيل استكمال البطولة، خوفاً من خسارة مالية مرعبة ربما لا تتحمّلها الأندية و"يويفا".