Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" تتمركز في تركيا بعد تقليص وجودها في لبنان وقطر

يتنقل اسماعيل هنية بين الدوحة وأنقرة لإدارة الحركة من الخارج بعد سنوات من العمل في غزة

تسعى حركة "حماس" إلى نقل قيادتها من قطاع غزة (اندبندنت عربية)

من غزّة، كان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية يدير تنظيمه. وبعد ضغوط كبيرة تمكن من مغادرة القطاع عبر معبر رفح، في جولة خارجية طويلة، وفق ما أعلن الناطقون باسم الحركة، وقد تستغرق رحلته أكثر من عام، ليتمكن من كسب مزيد من الدعم لـ "حماس".

جولة هنية، التي زار خلالها قرابة سبع دول (مصر وتركيا وقطر وإيران وسلطنة عُمان وماليزيا وروسيا) كانت تحمل كل واحدة منها أهدافاً سياسية، ويسعى من خلالها إلى تحسين وضع الحركة في الخارج.

تقوية "حماس" في الخارج

يعتقد مراقبون سياسيون لأوضاع "حماس"، بأنّها باتت ضعيفة خارج قطاع غزّة. ويرجع ذلك إلى السياسة الإسرائيلية والأميركية المنتهجة ضد الحركة، والتي تهدف إلى قطع كلّ علاقات الحركة مع دول العالم، على اعتبار أنّها تنظيم إرهابي.

يقول الباحث في الشؤون السياسية الفلسطينية ناجي الظاظا، إنّ العلاقة بين "حماس" والدول التي كانت تحتضنها تأثرت كثيراً، بسبب الضغوط الأميركية. فالرئيس الأميركي دونالد ترمب يهدد كلّ من ينشئ علاقة مع الفصائل الفلسطينية.

ويشير الظاظا إلى أنّ هنية حاول في جولته إنقاذ ما تبقى من العلاقات مع الدول المؤيدة لنهج "حماس"، أو فتح علاقات جديدة تمكن الحركة من البقاء في الخارج، على الرغم من الضغوط الأميركية الكبيرة.

في نظام "حماس"، فإنّه من الضروري أنّ يكون لها أعضاء من المكتب السياسي خارج قطاع غزّة يشاركون في رسم سياسات الحركة وفتح علاقات جديدة، وجلب مزيد من الدعم المالي والسياسي للتنظيم. وفي العادة، يقوم بذلك رئيس المكتب السياسي نفسه، كما كان متبعاً أثناء تولي خالد مشعل زعامة الحركة.

إدارة الحركة من الخارج

في الانتخابات الأخيرة التي جرت داخل "حماس"، صعد هنية إلى سدة الحكم، وتولى منصب رئيس المكتب السياسي، وثمّة صعوبات واجهت عمله، تتمثل في مكان وجوده داخل غزّة، الأمر الذي يصعب تحركاته وإدارة حركته، كون القطاع محاصراً ومعابره مغلقة منذ حوالى 14 عاماً.

يوضح الظاظا أنّه على الرغم من عمل "حماس" بنظام المؤسسات في اتخاذ القرار، وإمكانية تفويض أعضاء المكتب السياسي في تنفيذ المهام، إلا أنّ وجود رئيس المكتب خارج غزّة سيسهل كثيراً من العمل، لذلك غادر هينة القطاع، وهو شخصية سياسية محنكة، متوقعاً أنّ يتمكن من تحسين وضع الحركة خارج وداخل الأراضي الفلسطينية.

مكان بديل لـ "حماس"

كانت "حماس" تتخذ من قطر مقراً رئيساً لها، ومن لبنان مقراً إقليمياً، بعدما خرجت من سوريا. ويقول مصدر في الحركة، إنّ التطورات السياسية تفرض على "حماس" تغيير مكان مكتبها الرئيس، تجنباً لأيّ حساسيات سياسية تؤدي إلى إضعاف علاقتها بالأنظمة الحاكمة.

ووفق المعلومات الواردة، فإنّ قطر طلبت من قيادة الحركة عدم استخدام أراضيها لأيّ نشاط موجه ضد إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، يعيش أعضاء من الحركة في قطر، لكنهم لا يقومون بأي نشاط تنظيمي.

يقول المصدر "كان من الضروري إيجاد مكان بديل ومقر دائم لحركة حماس، تمارس من خلاله عملها التنظيمي بحرية ومن دون قيود تذكر. والآن، يسعى هنية إلى إيجاد ذلك، وثمّة صعوبات كبيرة تواجه تحركاته".

في الواقع، أثناء زيارة هنية إلى قطر، التقى بالأمير تميم بن حمد، لكن من دون الخروج بأيّ نتائج تشير إلى بقاء إدارة الحركة فيها. ويوضح المصدر أنّ تركيا رحبت بشكل مبدأي بقيادة "حماس"، لكن لم يتخذ قرار بفتح مكتب دائم هناك.

خيارات المقر الدائم

يقول المصدر إنّ قيادة "حماس" تتخذ من تركيا وقطر مقرات دائمة، لكنها تعمل من الأولى بشكل تنظيمي أكثر، بعدما قلَّصت حضورها العلني في قطر ولبنان بسبب طلبات من هذه الدول أو خشية الاستهداف.

يشير المصدر إلى أنّ الحركة في هذا الوقت لم تجد مقراً دائماً لقياداتها، ووضعت خيارات عدة أمامها، منها ماليزيا ولبنان وغزّة، لكنها عادت أخيراً إلى تركيا التي فتحت أراضيها لقادتها.

وبحسب المعلومات، تمّ استبعاد أن تكون غزّة مقراً رئيساً حتى تتمكن قيادة الحركة من القيام بعملها بسهولة وحرية وبعيداً من خطر الاستهداف الإسرائيلي، وكذلك تمّ استبعاد خيار لبنان، بسبب الخشية من التعرض للاغتيال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمّا ماليزيا، فيشير المصدر إلى أنّ قيادة "حماس" لم تحصل على رد حتى اللحظة لإقامة مقر لها فيها، في حين بقي الخيار الوحيد المتاح هو تركيا. وبحسب التوقعات، فإنّ الحركة تعمل هذه الفترة من أراضيها بشكل منظم.

ويوضح المصدر أنّ هنية ونائبه صالح العاروري يستقران أكثر في تركيا، ويتنقلان إلى قطر، بحسب الوضع السياسي، على أن يتوصلا في نهاية المطاف إلى إمكانية إقامة مقر دائم في تركيا.

ولم تنهِ "حماس" وجودها بشكلٍ نهائي في لبنان، بل بقي ممثلها أسامة حمدان هناك، رفقة عدد من القيادات. وفي قطر كذلك لم تغادر الحركة بشكلٍ نهائي، وبقي هناك حسام بدران وعزت الرشق وماهر عبيد وعدد من قيادات الحركة، الذين ينتقلون في الغالب بينها وبين لبنان، وكذلك يعيش خالد مشعل زعيم الحركة السابق في الدوحة.

علاقة جيدة مع الجميع

يقول الناطق باسم "حماس" حماد الرقب إنّ علاقة الحركة جيدة مع جميع دول العالم، وجودها طبيعي في قطر ولبنان، ولا خلافات سياسية بينها وبين الأنظمة الحاكمة في البلدين. أما بالنسبة إلى تركيا، فإنّ قيادة الحركة تسعى إلى تعزيز وجودها فيها.

ويشير الرقب إلى أنّ هنية يحاول كسب مزيد من الدعم المالي والسياسي للحركة وقطاع غزّة على حدٍ سواء، وهو يجري لقاءات لصد خطة السلام الأميركية، ووجوده في تركيا من باب تعزيز العلاقات وتحسين إدارة الحركة، موضحاً أنّ الاحتياط واجب، لذلك تغير إدارة الحركة من أماكن وجودها لدواعٍ أمنية وسياسية وتحقيق مصالح مشتركة مع دول جديدة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي