Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفن في زمن القلق... دور الصورة في عصر الإنترنت

30 فنانا من العالم يقدمون مجسمات نحتية ومطبوعات وأعمال فيديو ومشاهد افتراضية

عمل يجمع بين فن الصورة والمطبوعات (اندبندنت عربية) 

لا شك في أن ظهور الإنترنت وتنامي الاعتماد عليه خلال العقدين الأخيرين قد غيرا كثيراً من رؤيتنا للأشياء. في هذا العصر الرقمي أصبح التواصل بين الأفراد أيسر من أي وقت مضى، وبات تدفق المعلومات والبيانات والصور بين أرجاء العالم يحدث في لمح البصر. هذا الواقع الجديد فرض كذلك آليات مختلفة للتفاعل بين الناس، وفجر أيضاً العديد من التساؤلات والمشاعر، كما غير نظرتنا إلى الكثير من الأمور. فكيف تعامل الفن مع هذه الأطروحات الرقمية التي تفرضها هذه الثقافة؟ وكيف عبر الفنانون عن هذه التصورات الجديدة والمشاعر المُستحدثة التي أفرزتها؟ كيف تغيرت الصورة ونظرتنا إليها أمام كل هذه التحولات؟

أكثر من ثلاثين فناناً وفنانة من دول مختلفة تتمحور أعمالهم حول هذه التساؤلات وغيرها يعرضون أعمالهم في مؤسسة الشارقة للفنون حتى 21 يونيو(حزيران) المقبل تحت عنوان "الفن في زمن القلق" تجمع الأعمال المشاركة بين المجسمات النحتية والمطبوعات وأعمال الفيديو والواقع الافتراضي، وغيرها من الوسائط الأخرى، كما يربط بينها السعي للكشف عن تأثيرات التكنولوجيا والأجهزة وشبكات التواصل الاجتماعي في وعينا. تُسلط الأعمال الضوء على هذا التدفق الهائل للمعلومات وما تنطوي عليه من تضليل وخداع ومشاعر زائفة، خلافاً للسرية التي تغزو الحياة الإلكترونية والواقعية، وما استتبع ذلك من تغير للسلوكيات والعلاقات بين الناس، كما يثير المعرض بعض التساؤلات المبطنة حول مستقبلنا في ظل التسارع المحموم للاعتماد على هذه الوسائل والتقنيات الجديدة.

الفن في زمن القلق هو أول المعارض التي يُشرف عليها الناقد والقيم الفني عمر خليف مستهلاً به عمله كقيم ومدير للمقتنيات في مؤسسة الشارقة للفنون. يعكس المعرض كما يقول خليف مدى قلقه الشخصي تجاه المستقبل واستغراقه لأكثر من عقد كامل من الأبحاث التي تستعرض الطريقة التي يخوض فيها الفنانون في القضايا الجدلية في مجتمعنا المتسارع، ويحللونها ويجسدونها. يقول خليف: "هنا تغيب الإجابات البسيطة لأن المعرض يطرح أسئلة تجاه التجارب التي تتحدى المتلقي من الناحيتين الجسدية والحدسية، وذلك من خلال تماهيهم مع المجتمع التقني الذي نعيشه كل يوم".

يقدم المعرض خلاصة هذه الأبحاث التي أجراها خليف حول هذا الموضوع، وكذلك المعارض الدولية التي أشرف على تنظيمها والمؤلفات المختلفة التي أصدرها خلال العقد الماضي ومن بينها "كتابه "أنت هنا: الفن بعد الإنترنت" و "وداعاً أيها العالم... نظرة للفن في العصر الرقيمي". ويعد خليف واحداً من الخبراء الرائدين في الفن والتكنولوجيا، وعمل أستاذاً زائراً في كلية راسكين للفنون في جامعة أكسفورد، وقيماً فنياً في عدد من المتاحف والمؤسسات الدولية، ومن بينها متحف الفن المعاصر في شيكاغو، وهو المدير المؤسس لمهرجان الأفلام العربية في المملكة المتحدة، والمدير الفني للمركز العربي البريطاني في لندن.

ساهم في تنظيم المعرض المهندس المعماري تود ريسز الذي صمم فضاء العرض كمتاهة من الممرات. بين العارضين يقدم الأردني لورانس أبو حمدان عمله الذي يعتمد فيه على الوسائط الصوتية، وهو فنان يعيش ويعمل حالياً متنقلاً بين لندن وبيروت، واستخدمت تحقيقاته الصوتية كدليل في محكمة الهجرة واللجوء في المملكة المتحدة، وفي مرافعات خاصة في منظمات مثل منظمة العفو الدولية والحركة الدولية للدفاع عن الأطفال. عرضت أعمال أبو حمدان في معارض مختلفة حول العالم، وتمثل جزءاً من مقتنيات عدد من المتاحف الدولية مثل متحف موما للفن الحديث في نيويورك ومتحف جوجنهايم وتيت مودرن. الفنان والمخرج الكندي جون رافمان يستكشف مفارقات الحداثة في عمله الذي يجمع بين التركيب والفيديو، ويسلط خلاله الضوء على قدرة أدواتنا التقنية وغيرها من أشكال الوسائط في إبعادنا عن أنفسنا. بين العارضين أيضاً الفنانة السويسرية باميلا روزنكرانز التي تجمع في أعمالها بين العديد من الوسائط المختلفة كالمنحوتات والأعمال الورقية وأعمال الفيديو والأعمال التركيبية. أما الفنانة الأميركية كوري أركانجل فتستكشف في عملها المشارك تأثير ألعاب الفيديو والبرامج المختلفة في صوغ تقاليد جديدة للروابط بين الأفراد حول العالم.

المزيد من ثقافة