Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإيطالي البرتو كونت رسام التجريد اللوني ما بعد الحديث

اعماله في غاليري أليس مغبغب تقدم صورة شاملة عن تجربته

عمل للرسام البرتو كونت من معرضه (موقع المعرض)

تعرّف غاليري أليس مغبغب جمهورها في مدينة بروكسيل بالرسام الإيطالي ألبرتو كونت، وتقيم له أول معرض في بلجيكا يستمر حتى شهر مايو (أيار ) المقبل. هذا الرسام الذي انتقل من إيطاليا الى باريس ليقيم فيها، هو من رواد الفن التجريدي الحديث أو ما بعد الحديث (بوست مودرن) وأعماله عرضت وتعرض في أهم الغاليريات والمراكز الفنية في العالم. وتتميز تجربته الفريدة في الجمع بين التجريد الشكلي والمدى اللوني والتجسيم المادي. ومن يشاهد أعماله المعروضة في غاليري أليس مغبغب – بروكسل، يدرك عمق هذه التجربة التي تقوم على تخوم التجريد الغنائي الذي لا يلغي البعد الوجودي والوجداني للمشهد المتخيل او المركب، بل إن لعبة الألوان التي تلامس حالاً من الشفافية الداخلية والبصرية تحيل اللوحات إلى فضاءات رحبة مفتوحة على الجمالي والماورائي، حتى ليمكن الكلام عن النزعة الميتافيزيقية التي تضمرها هذه اللوحات.

إلا أن أعمال البرتو كونت لا تخلو من البعد التأليفي الذي يدمج في بعض اللوحات موادّ او أشكالاً تذكر بفن السيراميك الذي يحضر في اللوحات حضوراً  مادياً وبصرياً مشكّلاً في أحيان واجهة اللوحة بينما تقوم خلفيتها على المدى اللوني المتبدل أو المتحول والموزع وفق التدرجات المرهفة من الأصفر الى البرتقالي والاخضر والبني والازرق وسواها. حتى القطع التي تبدو كأنها مرتكزة إلى فن السيراميك إنما يغلب عليها اللون أو اللعبة اللونية، فتقدم نفسها كأحجام شكلية مفتوحة على الإمكانات اللونية وتدرجاتها. وتبدو بعض اللوحات التي تظهر فيها الخطوط العمودية أو العصائب في شكل مستطيل، كأنها ستائر ماورائية تكشف أكثر مما تخفي وتتيح للناظر إليها أن يشاهد ما يكمن خلفها من رؤى وأحوال روحية. أحياناً تبدو بعض الستائر كأنها تخفي الليل بينما هي تبوح بأسراره وتكشف خفاياه.

كتبت الناقدة الفرنسية المعروفة فرانسواز كلير برودون تقديماً مهماً وعميقاً للمعرض في الكاتالوغ الصادر في المناسبة، ومما قالت: "هذه السلسلة من اللوحات أطلت في العام 2019 على تجربة جديدة، والمعرض يضم بعضاً منها. وإذا كانت العصائب العمودية دائمة الحضور فإن الحركة تسعى إلى أن تُجاور بينها، حتى لأنها تتشابك بخفة مما يولّد من هذا الالتحام نغميات عديدة يمكن إدراكها إلى حد ما. هنا أيضا يبرز سؤال اللون والإدراك. وفي ناحية أخرى مرتبطة بعمله كرسام، احترف كونت النحت، وتحديداً فن السيراميك. وفي عالمه يرتبط هذا الوسيط بأبحاث شكلية وبنائية، يترسخ فيها اللون بوصفه عنصراً حاسماً".

المزيد من ثقافة