زعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حديثه عن الإنفلونزا، أنه لم يعرف أنّ الأفراد يمكن أن يموتوا بسبب الفيروس، على الرغم من أنه أودى بحياة جدّه. وجاء كلام ترمب أثناء زيارته للمقرّ الرئيس لـ "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا يوم الجمعة الماضي، حيث التقى المسؤولين عن الصحّة هناك في شأن فيروس "كورونا".
وتحدّث الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي، عن عدد الأشخاص المصابين بفيروس "كورونا"، مقارناً إياه بالمصابين بالإنفلونزا. وقال عن الإنفلونزا إنه "على مدى الفترة الطويلة الماضية، كان هناك ما معدّله 36 ألف شخص يموتون (سنوياً) بالداء".
وأضاف "لم أسمع أبداً بهذه الأرقام قبل. لقد أُصبتُ بصدمة. تساءلت: هل يموت أحد من الإنفلونزا؟ لم أكن أعرف أن أفراداً ماتوا جراء هذا المرض. ... وكذلك كان عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا قبل أعوام يفوق مئة ألف شخص".
معلومٌ أنه في الأعوام الأخيرة، توفّي ما بين 12 ألف شخص و61 ألفاً في الولايات المتّحدة بسبب الإنفلونزا خلال موسم واحد، وذلك بحسب بيانات قدّمتها "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها". وتُوفّي في المقابل ما يُقدّر بنحو 34 ألفاً بسبب موسم الإنفلونزا، الموسم الماضي.
ورأى موقع "ذي ديلي بيست"The Daily Beast الإخباري، أنه فيما كان الرئيس الأميركي محقّاً في أرقامه عند محاولته تهدئة مخاوف مواطنيه من فيروس "كورونا"، إلاّ أنّه كان مخطئاً أو مضلِّلاً في عدم معرفته بوفاة أيّ شخصٍ في السابق بسبب الفيروس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان فريدريك ترمب، جدّ الرئيس، من أحد أوائل الأشخاص الذين قضوا نحبهم في الموجة الأولى من وباء الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت البلاد عام 1918، أثناء إقامته في كوينز بنيويورك. وفريدريك كان في أحد أيام مايو (أيار) من ذلك العام، يمشي مع ابنه عندما شعر فجأةً بالمرض. وبعدما توجّه إلى المنزل، تُوفّي في اليوم التالي.
وقد ضربت موجةٌ ثانية من الداء الولايات المتّحدة في وقت لاحق من ذلك العام بعد وفاة فريدريك، فقضى ما يُقدّر بنحو 675 ألف شخص في البلاد بسبب الإنفلونزا، وفق المحصّلة النهائية. وعلى الصعيد العالمي، حصدت الإنفلونزا الإسبانية ما بين 50 مليون و100مليون شخص.
وكان ابن فريدريك المسمّى هو الآخر فريدريك، يبلغ من العمر 12 سنة فقط عندما تُوفّي والده. وكُتبت له الحياة ليحظى مع زوجته بطفله الرابع، الابن الذي سُمّي دونالد، عام 1946.
وعدد الذين قضوا في موسم الإنفلونزا الإسبانية تعاظم جراء تقليل الرئيس وودرو ويلسون وإدارته من شأن الأزمة الصحية. واليوم، ينتقد الخبراء طريقة تعامل الرئيس دونالد ترمب وإدارته مع التفشّي الراهن لفيروس "كورونا".
© The Independent