Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القاهرة تسابق الزمن لاحتواء "كورونا"... وتنامي المخاوف من التفشي

إعلان أول حالة وفاة... وبدء تطهير المنشآت الحكومية ودور العبادة ووسائل النقل

وزيرة الصحة المصرية تتفقد المراكب النيلية بعد زيادة حالات الإصابة (أ.ف.ب)

بعد تسجيلها أول حالة وفاة وزيادة عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد ليصل إجمالي العدد إلى 55 حالة، حتى اليوم الاثنين، تتحرك السلطات المصرية نحو مزيد من تشديد إجراءاتها الوقائية والاحترازية، فيما تتنامى المخاوف بين المواطنين من اتساع رقعة انتشار الوباء.

والسبت الماضي، جاء أول الإعلانات الرسمية عن 45 حالة حاملة للفيروس، انتقلت إليهم العدوى من سائحة أجنبية على متن باخرة نيلية، كانت تبحر من مدينة أسوان إلى الأقصر جنوبي البلاد، ليزيد العدد في الأيام اللاحقة مسجلاً 55 حالة، أعلنت السلطات شفاء عدد منهم.

أول وفاة بالفيروس في أفريقيا

ومساء الأحد، أعلنت وزيرة الصحة المصرية، هالة زياد، أنه جرى تسجيل أول وفاة بفيروس كورونا المستجد في البلاد، موضحة أن المصاب الذي فارق الحياة ألماني الجنسية وصل إلى مصر قبل سبعة أيام، لتكون بذلك أول وفاة بالفيروس في أفريقيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد مجاهد، في بيان، إن "المواطن الألماني يبلغ من العمر 60 عاماً، وتوفي الأحد في مستشفى الغردقة العام، الذي نُقل إليه الجمعة"، موضحاً أعراضاً مرضية ظهرت عليه تتمثل في ارتفاع بدرجة الحرارة عند وصوله من محافظة الأقصر إلى الغردقة، حيث توجه إلى مستشفى الغردقة العام مساء يوم وصوله الجمعة 6 مارس (آذار) لتلقي الرعاية الطبية".

وتابع "أُجرِيت الفحوصات اللازمة له، وسُحبت منه العينة التي جاءت إيجابية، وجرى وضعه في الرعاية المركزة، نظراً لمعاناته من فشل تنفسي ناتج عن التهاب رئوي حاد، ثم ساءت حالته وحدث اضطراب في درجة وعيه، وتوفي الأحد".

وبعد ساعات من إعلان حالة الوفاة الأولى، أعلنت السلطات الصحية في البلاد، ارتفاع إجمالي الحالات التي ثبتت إيجابية إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلى 55 حالة.

وقال مجاهد "إن الحالات الجديدة التي ثبتت إيجابيتها معملياً لفيروس كورونا، الأحد، 7 حالات، منهم 4 أجانب و3 مصريين أحدهم عائد من العُمرة ومصريان من المخالطين لحالة المصري العائد من صربيا"، مشيراً إلى أن "الأجانب الأربعة من مخالطي الحالات التي أُعلِن عنها مسبقاً، بينهم الحالة المتوفاة".

تطهير وتعقيم الباخرة النيلية

وأضاف أنه كان قد جرى اكتشاف 45 حالة إيجابية (33 من السياح الأجانب و12 من أفراد الطاقم المصريين) حاملة للفيروس على متن الباخرة النيلية القادمة من أسوان إلى الأقصر من دون ظهور أي أعراض، حيث جرى تحويل الحالات الإيجابية إلى المستشفى المخصص للعزل، فيما نُقلت الحالات التي تحولت نتيجتها إلى سلبية للحجر الصحي، كما جرى تطهير وتعقيم الباخرة النيلية.

وأشار إلى أن الحالة الأولى المكتشفة في مصر لشخص أجنبي كان حاملاً للفيروس، وقد تعافى وغادر الحجر الصحي بعد تلقيه رعاية طبية، وأُجري له تحليل "pcr"  تحت إشراف وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، عدة مرات متتالية آخرها بعد قضائه 14 يوماً داخل مستشفى العزل المخصص، وجاءت نتيجة التحليل سلبية في كل مرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "الحالة الثانية لشخص أجنبي، وجرى الإعلان عنها في 1 مارس (آذار) الحالي، وقد عُزل المصاب على الفور في المستشفى المخصص لذلك"، مؤكداً أنه يتلقى الرعاية الطبية وحالته مستقرة وفي تحسن مستمر"، لافتاً إلى استمرار تطبيق إجراءات الحجر الصحي على جميع العاملين بمقر عمله والجهات المعاونة لهم والذين بلغ عددهم 2564 شخصاً كإجراء احترازي، وأوضح أنه لم يتم الاشتباه في أي حالة بالإصابة بفيروس كورونا، وتم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الاحترازية حيالهم.

وذكر أن الحالة الثالثة التي اكتُشفت وجرى الإعلان عنها يوم الخميس الماضي، لمواطن مصري يبلغ من العمر 44 عاماً عائد من دولة صربيا مروراً بفرنسا (ترانزيت) لمدة 12 ساعة، وأجريت له التحاليل المعملية والتي جاءت نتائجها إيجابية للفيروس، لافتاً إلى أنه تم تحويله إلى المستشفى المخصص للعزل، وشهدت حالته تحسناً طفيفاً.

وحدة تقصي المخالطين

وأوضح مجاهد أنه جرى استحداث وحدة لتقصي كافة المخالطين المباشرين وغير المباشرين للحالات التي تثبت إيجابيتها للفيروس، وذلك في إطار تشديد الإجراءات الاحترازية والوقائية، كما وجه برفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات الحميات، ودعا المواطنين إلى التوجه إليها حال الشعور بأي ارتفاع في درجات الحرارة لإجراء التحاليل اللازمة.

وبحسب مسؤولين، سُحبت الباخرة المنكوبة بالفيروس إلى خارج الأقصر ووُضعت قيد الحجر الصحي، ونُقل الذين تأكدت إصابتهم بطائرة عسكرية إلى الحجر الصحي في شمال غربي البلاد، وذلك بعد التأكد من أن الحالات الجديدة وأخرى اكتشفت لدى أشخاص مروراً بمصر انتقلت إليهم العدوى من أميركية من أصل تايواني عادت إلى تايوان في فبراير (شباط) الماضي بعد قيامها برحلة على متن الباخرة النيلية.

ووفق مجاهد، لا يوجد رصد لأي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد في جميع المحافظات المصرية سوى ما تم الإعلان عنه، مشيراً إلى أنه فور الاشتباه بأي إصابة سيتم الإعلان عنها فوراً بكل شفافية طبقاً للوائح الصحية الدولية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

 

تشديد الإجراءات الاحترازية

وتقول السلطات المصرية إنها تواصل رفع استعداداتها في جميع منافذ البلاد الجوية والبرية والبحرية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن كورونا، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، وقد بدأت تطهير وتعقيم كافة المباني والمنشآت الحكومية ودور العبادة ووسائل النقل لمواجهة الفيروس.

وأعلن وزير التنمية المحلية، محمود شعراوي، اليوم الاثنين، أنه أصدر توجيهات للمحافظين بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات للتأكد من تطهير مباني المحافظات، والمباني الملحقة والتابعة بالمراكز والمدن ووضع مطهرات في أماكن ظاهرة والتنبيه على العاملين بإجراءات الوقاية.

وتقرر أيضاً تطهير المساجد الصغيرة قبل وبعد صلاة الجمعة، وكذا تطهير تلك التي تتردد عليها أعداد كبيرة من المصلين عقب كل صلاة يومياً، كما تم التنبيه بتطهير الكنائس والأديرة والمستشفيات للتأكيد على النظافة واتخاذ التدابير الوقائية والتوعية.

وطالب شعراوي المحافظين بضرورة التأكد من وجود ملصقات وإرشادات التوعية في الأماكن العامة والاستمرار في توزيعها وبخاصة في المدارس والجامعات، والتواصل مع غرفة العمليات وإدارة الأزمات بالوزارة، وإبلاغها فوراً بأي اشتباه في حالات مصابين جديدة.

وفي تصريحات لها لدى زيارتها الأقصر، أوضحت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، أن "الإجراءات الاحترازية التي تتخذها مصر مشددة، لأننا نقوم بمسح أكثر من مرة ونكتشف الحالات قبل أن تظهر عليها أي أعراض، وهو ما حدث على متن الباخرة"، لافتة إلى أن "كل الإصابات تم اكتشافها من دون أن تظهر عليها أي أعراض وهو ما يثبت قوة نظام التقصي والترصد المصري".

وتسعى مصر إلى حماية قطاع السياحة المهم وطمأنة المسافرين بأنها البلاد آمنة للزوار بعد ظهور فيروس كورونا في الباخرة النيلية، وبعد اكتشاف بؤرة انتشار المرض جنوبي البلاد، قام وزراء السياحة والصحة والطيران المدني الأحد بجولة في معبد أثري بوسط الأقصر قبالة وادي الملوك.

وأعلنت السلطات المصرية أخيراً استيراد 250 ألف جهاز "كاشف" تم توريدها وتوزيعها بالفعل، لإجراء اختبار سريع واكتشاف المصابين بالمرض، وذلك بالتزامن مع تشديد الإجراءات الاحترازية لملاحقة الفيروس في مدينتي الأقصر وأسوان.

وذكرت تقارير محلية وعاملون في المدينتين، أن تعليمات صدرت للفنادق وأماكن الإقامات السياحية في الأقصر وأسوان، بمنع دخول وخروج النزلاء لحين إجراء كشف طبي وقائي عليهم، وذلك في وقت تجوب لجان طبية الفنادق لتوقيع كشف طبي على المقيمين فيها.

تدابير دولية

في غضون ذلك، وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، أعلن عدد من الدول وقف حركة الطيران مع مصر كإجراء احترازي، وليل الأحد الاثنين، قرّرت السعودية تعليق السفر جواً وبحراً بشكل مؤقت إلى تسع دول حرصاً على صحة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، من بينها مصر، بعد ساعات من تعليق الدراسة في أرجاء البلاد حتى إشعار آخر، ضمن سلسلة قرارات صدرت على خلفية انتشار كورونا.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الحكومة "قررت تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً إلى كل من الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وسوريا وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق وكذلك تعليق دخول القادمين من تلك الدول، أو دخول مَنْ كان موجوداً بها خلال الـ14 يوماً السابقة لقدومه"، كما قررت "إيقاف الرحلات الجوية والبحرية بين السعودية والدول المذكورة".

من جهته، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، منع أي شخص أقام في مصر خلال الأسبوعين الأخيرين من دخول إسرائيل، باستثناء المواطنين الإسرائيليين والمقيمين، لافتاً إلى أن "المعنيين سيمنعون من الدخول جواً وبحراً وبراً".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار