Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يخيف سياح البندقية ويحولها إلى مدينة أشباح

مرشدة سياحية "يمكنني المواصلة مدة أسبوعين... لكن بعد ذلك سيكون الوضع كارثياً"

مدينة البندقية الإيطالية كانت تنوء بثقل السياحة واليوم بسبب كورونا تتحسر على غياب الزوار (أ.ب) 

تبدو ساحة سان ماركو في البندقية شاسعة رمادية وخالية. هذه الساحة في الأحوال العادية هي إحدى الساحات الأربع الأكثر زيارة في إيطاليا، واليوم تستمتع حفنة من السياح فقط بهذا المَعلم الذي يضم كنيسة تحمل الاسم نفسه تحت زخات المطر.

في أرجاء البندقية الأخرى، تبدو قنوات المياه هادئة أيضاً، بينما بقي كثير من زوارق الجندول مربوطاً إلى الأرصفة.

تقول ناتاليا سبولادور، وهي إحدى سكّان المدينة، وتبلغ من العمر 56 عاماً: "إنه أمر مدهش، لا يوجد أحد هنا". إنها تحترف الإرشاد السياحي منذ 35 عاماً، من بينها 15 عاماً قضتها في البندقية، لكنها تقول إنها بقيت اليوم في المنزل، تطبخ و"لا تفعل شيئاً".

وأخبرت "اندبندنت"، "أُلغي معظم الجولات السياحية. أنا عاطلة عن العمل اليوم، وهذا الأسبوع ومعظم الأسبوع المقبل".

على الرغم من الإغلاق الذي تخضع له مناطق أخرى في البلاد، كانت الأعمال التجارية مفتوحة يوم الاثنين في معظم البندقية، بما في ذلك الحانات والمطاعم والمتاحف، في هذه المدينة التي تستقبل نحو 28 مليون سائح سنوياً.

لكن، السياح بدؤوا في تجنّب المدينة بسبب تعرّض شمال إيطاليا إلى أشد حالات انتشار فيروس كورونا في أوروبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عدد المصابين بالعدوى ازداد بأكثر من 500 شخص في يوم واحد فقط، بين 29 فبراير (شباط)  والأول من مارس (آذار).

وقالت هيئة الحماية المدنية الإيطالية إن هذه الزيادة تجعل العدد الإجمالي للمصابين أكثر من 1500 شخص منذ تفشي الوباء، وتعافى نحو 83 شخصاً من الفيروس، بينما تُوفِّي 34، رغم أن السلطات تقول إنها لم تتأكد بعد من أن فيروس كورونا كان سبب الوفاة في كل الحالات.

وكان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال يوم الاثنين، إن الوباء في إيطاليا كان من بين الاهتمامات الرئيسة للمنظمة، إلى جانب إيران وكوريا الجنوبية واليابان.

"المنطقة الحمراء"، التي بدأ منها تفشي المرض، وحيث تخضع عشرات البلدات للإغلاق، تقع جنوب ميلانو، على بعد نحو 150 ميلاً إلى الغرب من البندقية، ومنطقة مدينة البندقية التي تضم بلدات قريبة، إضافة إلى البندقية نفسها، لم تشهد سوى 42 إصابة حتى اليوم، لكن الوباء أخاف السياح، ما دفع بموجة من إلغاء الزيارات إلى المدينة.

قال روبرتو ماركاتو، مقيمّ التنمية الاقتصادية لمنطقة فينيتو، التي تضم البندقية، في بيان صحافي، "لقد تسبب فيروس كورونا في شلّ المنطقة بأكملها، لا المنطقة الحمراء فقط". ودعا الحكومة إلى إنقاذ المناطق الأكثر تضرراً في شمال إيطاليا، وقال: "إن فينيتو بأكملها منطقة حمراء اقتصادياً".

يذكر أنّ السياحة تمثل 13 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الإيطالي، لكنها مصدر دخل مهم بشكل خاص في البندقية، إذ يشتغل نصف القوى العاملة في المدينة تقريباً في قطاعات البيع بالتجزئة والسياحة والنقل، وفقاً لبعض التقديرات. 

لكن، أصحاب الأعمال التجارية يشيرون أيضاً إلى فشل الحكومة في التدخل، ودعم الصناعة في وقت هي في أمس الحاجة إليها.

يقول أريغو تشيبرياني من بار هاريز تشيبرياني التاريخي، الذي يوظّف نحو 80 شخصاً بالقرب من ساحة سان ماركو، "ما يصيبنا فيروس من نوع آخر، ليس فيروس كورونا، بل فيروس الغباء".

يقول إنه لاحظ انخفاضاً بنسبة 80 في المئة في عدد الزبائن، نحو 20 أو 30 شخصاً يومياً مقارنة بـ150 شخصاً الذين كانوا يرتادون الحانة كل يوم في فصل الشتاء، لكنه ألقى باللوم على السياسيين ووسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج السلوك "الغبي"، قائلاً: "آمل أن تصدر الحكومة تدابير ليس بشأن الفيروس فقط، لكن عن الاقتصاد. الحانة مفتوحة منذ 86 عاماً. المرة الأخرى الوحيدة التي كان فيها عدد عملائنا قليلاً كانت خلال الحرب العالمية الثانية عندما استولت القوات الفاشية على المكان".

كلاوديو سكاربا، مدير جمعية أصحاب الفنادق في البندقية، قال إن عدد الغرف الفندقية المحجوزة حالياً في المدينة يتراوح بين 10 في المئة والصفر، حسب الفندق. مضيفاً: "لكن، العدد يميل إلى الصفر أكثر". وقد أُلغي معظم الرحلات الجوية إلى شمال إيطاليا بسبب انخفاض الطلب. وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية، يوم الجمعة، أنها ألغت 56 رحلة ذهاباً وإياباً من مطارات لندن إلى المطارات الإيطالية، بما في ذلك ميلان وبرغامو والبندقية. وكانت شركات إيزي جِت، وويز إير للطيران، والخطوط الجوية البلجيكية وغيرها أعلنت أيضاً أنها ستوقف رحلاتها إلى المنطقة.

وفي الوقت الذي تنصح الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى شمال إيطاليا، يقول سكاربا إن الإغاثة الوحيدة، حتى الآن، ربما تأتي من الحكومة الإيطالية، التي من المتوقع أن تعلن إجراءات طارئة في نهاية هذا الأسبوع.

أمَّا مرشدتنا السياحية ناتاليا سبولادور، فهي قلقة أيضاً على المستقبل، وتقول: "أعتقد أنني أستطيع  الاستمرار مدة أسبوعين، وبعد ذلك سيكون الوضع كارثياً". وتضيف، "إلغاء الجولات السياحية بدأ مباشرة بعد اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا في كودونيو في الـ19 من فبراير (شباط)، مدفوعاً بالاعتقاد بأن إيطاليا تصيب بلداناً أوروبية أخرى".

موعد جولتها التالية محدد خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، لكنها تتوقّع أن تتلقى طلباً بإلغاء الحجز في "أي وقت الآن"، مضيفة: "نحن المرشدين السياحيين نعمل لحسابنا الخاص، ومعظمنا من النساء. من الصعب تجاوز هذا لأن لدينا نفقات، مثل أي شخص آخر. ما يمكننا القيام به هو الاستعداد للجولات المستقبلية. نحن نستثمر وقتنا متطلعين إلى المستقبل".

© The Independent

المزيد من منوعات