Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"برنت" يسدد فاتورة فشل التوصل لاتفاق خفض الإنتاج... ويتكبد أكبر خسائر في 11 عاماً

الخام يتراجع بأكثر من 9 في المئة عند 45 دولاراً... وقفزة كبيرة بمنصات الحفر الأميركية

قارب نفطي قرب مقبرة في حقل نفط بيرميان باس بولاية تكساس  (أ.ف.ب)

على وقع الخلافات التي بدت واضحة وانتهت بخروج اجتماعات "أوبك+" من دون التوصل لاتفاق بشأن تعميق جديد بخفض إنتاج النفط، نزل خام "برنت" مسجلاً أكبر خسارة يومية في أكثر من 11 عاماً، خلال تعاملات أمس الجمعة، بعد أن رفضت روسيا اقتراح "أوبك" تنفيذ تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط لتحقيق استقرار في الأسعار المتضررة بفعل التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا، وردت المنظمة بإلغاء القيود على إنتاجها.

وجرى تداول ما يزيد على مليون عقد للخام الأميركي خلال الجلسة، في الوقت الذي تحول اتفاق استمر لثلاث سنوات بين "أوبك" وروسيا إلى اختلاف.

وسجلت العقود الآجلة لخام "برنت" أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2008، لتخسر 4.72 دولار بنسبة انخفاض تتجاوز نحو 9.1 في المئة وتبلغ عند التسوية 45.27 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى إغلاق لـ"برنت" منذ يونيو (حزيران) 2017.

وهبط خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي بنحو 4.62 دولار أو 10.1 في المئة إلى 41.28 دولار للبرميل، وهو أقل مستوى إغلاق منذ أغسطس (آب) عام 2016 وأكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014.

وجرى تداول ما يزيد على 4.58 مليون عقد للخام الأميركي لشهر أقرب استحقاق الأسبوع الماضي، وهو أكثر الأسابيع كثافة لحجم تداولات ذلك العقد على الإطلاق، فيما انخفض "برنت" و"غرب تكساس" بأكثر من 30 في المئة منذ بداية العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مخاوف "كورونا" تضغط بقوة على الطلب العالمي

وتسبب انتشار فيروس كورونا في تجدد المخاوف بشأن عودة ظاهرة تخمة المعروض النفطي من جديد مع تراجع الطلب العالمي على النفط بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية، في وقت تشير البيانات والأرقام الرسمية، إلى تجاوز عدد المصابين بالفيروس القاتل في أنحاء العالم مئة ألف مع تفشيه في مزيد من الدول وتصاعد حدة الأضرار الاقتصادية الناجمة عن ذلك، وبدأت أحياء الأعمال تخلو وتراجعت أسواق الأسهم.

وأحيا الشقاق بين "أوبك" وروسيا المخاوف من شبح انهيار أسعار النفط في 2014، حين تنافست السعودية وروسيا على الحصص السوقية مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التي لم يسبق لها مطلقاً المشاركة في اتفاقات الحد من الإنتاج.

وأعلنت "أوبك" أمس، أنها تعتزم تنفيذ خفض إضافي لإنتاج النفط من قبل الدول الأعضاء بنحو مليون برميل يومياً حتى نهاية شهر يونيو المقبل، إضافة إلى تقليص الإمدادات بنحو 0.5 مليون برميل يومياً من جانب الحلفاء غير الأعضاء.

وتوقع وزراء المنظمة المصدرة للنفط، أن يسهم المنتجون المستقلون بواقع 500 ألف برميل يومياً من إجمالي الخفض الإضافي. وكان الاتفاق الجديد سيعني أن تخفيضات إنتاج "أوبك" ستبلغ إجمالاً 3.6 مليون برميل يومياً أو ما يُعادل نحو 3.6 في المئة من الإمدادات العالمية.

وقال محللون لدى "إيه.بي.إن أمرو"، في تقرير حديث، إنه "اعتباراً من أول أبريل (نيسان) المقبل، مسموح لجميع منتجي النفط الإنتاج بقدر ما يرغبون"، في وقت خفّض البنك الهولندي توقعاته لسعر خام "برنت" لعام 2020 بنسبة 15.5 في المئة إلى 49 دولاراً للبرميل من توقعٍ سابق عند 58 دولاراً.

لكن البنك أشار إلى أن الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، ألمح إلى أنه سيكون هناك المزيد من الاجتماعات غير الرسمية بشأن التخفيضات المقترحة في الأسابيع المقبلة. ويأتي أداء الذهب الأسود السلبي وسط تزايد المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي الناجم عن تفشي كورونا.

ارتفاع كبير في منصات التنقيب الأميركية

في سياق متصل، ارتفع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بينما تراجعت منصات الغاز الطبيعي، حيث كشفت بيانات حديثة صادرة عن شركة "بيكر هيوز"، أن الشركات الأميركية أضافت 4 منصات للتنقيب عن النفط لتصل إلى 682 منصة خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة.

في حين تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار منصة واحدة خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 109 منصات.

كما رفعت شركات الطاقة الأميركية عدد الحفارات النفطية العاملة للأسبوع الرابع في خمسة أسابيع، على الرغم من أن شركة "إكسون موبيل" قالت إنها ستنضم إلى منتجين آخرين وتقلِّص عمليات الحفر الجديدة هذا العام.

وقالت "بيكر هيوز"، إن شركات الطاقة أضافت أربعة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 6 مارس (آذار)، ليصل إجمالي عدد الحفارات العاملة إلى 682 حفاراً، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر الماضي، ويمثل هذا انخفاضاً بنسبة 18 في المئة، مقارنة مع ذات الأسبوع قبل عام حين كان عدد الحفارات العاملة 834.

وذكرت "إكسون"، التي يقول محللون إنها تشغِّل معظم حفارات النفط الأميركية، إنها ستخفض نحو 20 في المئة من 58 حفاراً تقوم بتشغيلها في الحوض البرمي هذا العام، وهو الحوض الواقع في غرب تكساس وشرق نيو مكسيكو ويعد أكبر حوض للنفط الصخري في البلاد.

وفي عام 2019، تراجع عدد الحفارات النفطية، وهو مؤشر مبكر للإنتاج مستقبلاً، بواقع 208 حفارات في المتوسط بعد أن ارتفع بمقدار 138 حفاراً في 2018 مع قيام شركات التنقيب والإنتاج المستقلة بخفض الإنفاق على أعمال الحفر الجديدة مع سعى المساهمين إلى عوائد مالية أفضل في ظل وضع تنخفض فيه أسعار الطاقة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد