Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردوغان يمنع المهاجرين من عبور إيجه... ومقتل قيادي في "الحرس الثوري" في دمشق

تركيا لا تري انتهاكاً لاتفاق وقف النار في سوريا... واليونان تعتبر أن الاتفاق بشأن اللاجئين مع أنقرة "مات"

على الرغم من تسجيل بعض الخروق من قبل الأطراف المتحاربة على الأرض في إدلب شمال غربي سوريا، لا يزال اتفاق وقف النار الروسي – التركي صامداً اليوم السبت، إذ لم تُسجل أي غارات جوية تُذكر منذ إقراره، في حين أمر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خفر السواحل بمنع المهاجرين في تركيا من عبور بحر إيجه، ما قد يساهم في وضع حد للأزمة والمواجهات بين هؤلاء وحرس الحدود في اليونان وغيرها من الدول الأوروبية.
ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن جهاز خفر السواحل التركي قوله إنه "بأمر من الرئيس، لن يُعطى أي إذن للمهاجرين بعبور بحر إيجه بسبب ما يتضمنه ذلك من مخاطر".

قيادي في "الحرس"

في موازاة ذلك، برز إعلان وكالة فارس للأنباء أن فرهاد دبيريان العضو البارز في الحرس الثوري الإيراني قُتل في سوريا الجمعة، من دون ذكر تفاصيل عن كيفية موته.
ووصفت الوكالة المقربة من الحرس الثوري دبيريان بأنه "أحد المدافعين عن مقام السيدة زينب" في العاصمة السورية دمشق وأنه "تولى من قبل، قيادة محور مدينة تدمر في الحرب على الإرهاب".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن قائداً كبيرا بالحرس الثوري الإيراني اغتيل في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق.

اتفاق وقف النار

من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في وقت سابق اليوم السبت، عدم حدوث انتهاكات في سوريا منذ وقف إطلاق النار. وأضاف أكار "اتخذنا بقيادة الرئيس (رجب طيب) أردوغان خطوة مهمة بخصوص الحل السياسي في إدلب على الطريق المؤدي إلى السلام". وأضاف أكار أن "وفداً روسياً سيزور أنقرة هذا الأسبوع... وسنبدأ دوريات مشتركة مع الروس على طريق M4 بين اللاذقية وحلب ابتداءً من 15 مارس (آذار) الحالي. وبدأ العمل على إرساء قواعد الممر الآمن حول ذلك طريق".

مواجهة في مجلس الأمن

وانتقلت المواجهة إلى مجلس الأمن الدولي إذ عرقلت الولايات المتحدة الجمعة تبني المجلس إعلاناً يدعم الاتفاق الروسي - التركي على وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية، بناءً على طلب روسيا، بحسب ما ذكر دبلوماسيون بعد اجتماع مغلق.
وأفاد الدبلوماسيون بأنه عندما طلب السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا من شركائه الـ14 في مجلس الأمن تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي التركي، قالت واشنطن "إنه لأمر سابق لأوانه".
وربطت روسيا الأمر برغبة الولايات المتحدة في جعل مجلس الأمن يتبنى بسرعة قراراً، لا تزال تجري مفاوضات بشأنه، يؤيد الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وحركة طالبان في 29 فبراير (شباط) الماضي، بشأن أفغانستان. ولمح الروس بوضوح إلى أنهم سيعارضونه، وفق المصادر نفسها.
وقال السفير الروسي بعد الاجتماع أمام صحافيين أن "دولاً عدة رحّبت" باتفاق وقف النار الذي توصلت إليه روسيا وتركيا الخميس. وأضاف "كنا نريد إعلاناً لكن بسبب موقف أحد الوفود، لم يكن ذلك ممكناً".


أسئلة مطروحة

صرّحت السفيرة البريطانية لدى مجلس الأمن كارن بيرس أن "هناك الكثير من الأسئلة حول طريقة تطبيق الاتفاق فعلياً ومَن الجهة التي ستتحكم به". وتابعت "مَن سيسطر على ما سيحدث في غرب إدلب والأمر الأهم هل الحكومة السورية صادقت رسمياً" على الاتفاق الروسي - التركي و "هل ستُطبّق ترتيبات وقف إطلاق النار؟".
وقال نظيرها الألماني كريستوف هويسغن "نحن قلقون إزاء ملايين الأشخاص الذي يعانون هناك ونريد أن نرى وقف النار هذا يصل إلى مناطق آمنة يمكن للناس أن يعودوا إليها ويعيشوا فيها". وأضاف "سنرى ما إذا كان ذلك سيُطبق".
وتقدّر الأمم المتحدة عدد سكان منطقة إدلب (غرب) بحوالى ثلاثة ملايين شخص، من بينهم مليون طفل. ومنذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نزح داخل المحافظة حوالى مليون شخص جراء المعارك.
وكانت بريطانيا طلبت من الأمم المتحدة تقديم معلومات أكثر تفصيلاً  إلى مجلس الأمن عن الجماعات التي لا تستطيع الوصول إليها بالمساعدات الإنسانية في سوريا، وذلك قبيل جلسة حول شحنات المساعدات عبر الحدود.
وفي خطاب موجه يوم الجمعة إلى مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك، طلبت كارين بيرس أيضاً معلومات عن "أنواع شحنات المساعدات التي يتعيّن أن تطلب الأمم المتحدة الحصول على موافقات بشأنها من السلطات في دمشق".
وكتبت بيرس في الخطاب الذي يحمل تاريخ 3 مارس (آذار) الحالي، أن "مجلس الأمن وكذلك المانحون والمجتمع الدولي يحتاجون لمعرفة من يتسلم المساعدات وما إذا كانت هناك عمليات اعتراض للوصول الآمن والمستمر للمساعدات للناس الأكثر ضعفاً".
ويأتي طلب بيرس إحالة تقارير الأمم المتحدة المفصلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن، الذي يضم 15 دولة، بعدما سمح المجلس في يناير (كانون الثاني) الماضي، باستمرار عملية متواصلة منذ ست سنوات لنقل المساعدات عبر الحدود من معبرَين في تركيا، لكنه أوقف نقلها عبر حدود العراق والأردن بسبب اعتراض روسيا والصين.
وقال دبلوماسيون غربيون إن إغلاق معبر العراق خفض المساعدات الطبية لشمال شرقي سوريا بنسبة 40 في المئة.
واستنكر سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المخاوف من خفض عمليات نقل المساعدات عبر الحدود، وقال إن الوضع على الأرض تغيّر وإن المساعدات تصل إلى المناطق المحتاجة من داخل سوريا.


صدامات على حدود اليونان


من جهة أخرى، اندلعت صدامات جديدة لفترة وجيزة الجمعة على الحدود اليونانية- التركية بين الشرطة اليونانية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة، في وقت حذّر الاتحاد الأوروبي اللاجئين من أن أبوابه مغلقة.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الجمعة أن الاتفاق بين الاتّحاد الأوروبي وتركيا الذي أدّى منذ عام 2016 إلى الحدّ من الهجرة إلى أوروبا بات "مَيتًا"، متهماً أنقرة "بالمساعدة" في التدفّق المستمرّ لآلاف المهاجرين على الحدود.
وقال ميتسوتاكيس لشبكة "سي أن أن" التلفزيونية الأميركية، "الآن، دعونا نكن صادقين، الاتفاق مات". وأضاف "مات لأن تركيا قررت خرقه بالكامل بسبب ما حدث في سوريا".
واعتبر ميتسوتاكيس أن تركيا تفعل "عكس" ما التزمت به لناحية إبقاء طالبي اللجوء لديها. وقال "قاموا بشكل منهجيّ، في البر والبحر على السواء، في مساعدة الناس في جهودهم لعبور الحدود إلى اليونان". وأقرّ بأن تركيا تستضيف زهاء أربعة ملايين لاجئ من سوريا، لكنه شدّد على أن "تركيا لن تبتزّ أوروبا بهذه المشكلة". وتابع "لسنا مَن يقوم بتصعيد هذا النزاع... لدينا كل الحقّ في حماية حدودنا السيادية".
في المقابل، تجمع مئات المهاجرين بعد المناوشات على الحدود مع اليونان، أمام مركز بازاركولي الحدودي واسمه كاستانييس في الجانب اليوناني، وهم يهتفون "حرية" و"سلام" و"افتحوا البوابات". ورفع البعض فوق السياج الشائك لافتات كتب عليها "نريد أن نعيش بسلام".
وقال أمير مسعود وهو إيراني الجنسية كان يرتدي قناعاً واقياً على وجهه للاحتماء من الغاز المسيل للدموع، "نريد ببساطة حياة أفضل، وضعاً أفضل والعيش بحرية".
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية يوم الجمعة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي قادت المفاوضات التي توصلت في مارس (آذار) 2016 إلى اتفاق مثير للجدل تعهّدت بموجبه أنقرة منع العبور غير القانوني نحو اليونان مقابل مساعدة مالية.
وأشار أردوغان خلال الاتصال إلى أن "الآليات الموجودة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن الهجرة لا تعمل وأنه يجب إعادة النظر فيها"، وفق ما ذكرت الرئاسة التركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رسالة أوروبية


ووجّه الاتحاد الأوروبي الجمعة رسالة إلى المهاجرين تهدف إلى ثنيهم عن التوجه إلى الحدود التركية اليونانية.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية زغرب "أود بأن أوصل رسالة واضحة: لا تتوجهوا إلى الحدود. الحدود ليست مفتوحة".
واتهمت السلطات اليونانية القوات التركية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية على الجانب اليوناني من الحدود. وقال مسؤول يوناني "كانت هناك هجمات منسقة هذا الصباح".
وتؤكد أثينا أن السلطات التركية توزع أيضاً أدوات لقطع الأسلاك التي يُفترض أن تمنع المهاجرين من العبور إلى الجانب اليوناني.
وأمام هذه الحدود البرية المغلقة بإحكام، نجح مئات المهاجرين في الوصول إلى جزر في بحر إيجه بعد عبورهم البحر منذ الأسبوع الماضي.
وفي سياق من التوتر الاستثنائي في الأسابيع الأخيرة، حيث يعارض سكان الجزر بناء مخيمات جديدة للاجئين، فجّر وصول مهاجرين جدد الغضب تجاه العاملين في المجال الإنساني والصحافيين خصوصاً.
وفي حين أن آلاف المهاجرين عالقون حالياً على الحدود اليونانية التركية، أُقيمت مخيمات موقتة على  الجانب التركي.


"تركيا خدعتنا"


وعبّر بعض المهاجرين الجمعة عن شعورهم المتزايد بالإحباط حيال أنقرة معتبرين أن السلطات التركية خدعتهم عندما جعلتهم يعتقدون أن بإمكانهم عبور الحدود بسهولة.
وقال سينا وهو إيراني "قالوا لنا: إما أن تعبروا بطريقة غير شرعية أو أن ترحلوا من هنا... لكننا لم نأتِ لنعبر حدوداً بطريقة غير شرعية".
وأضاف "نحن هنا لأن تركيا سمحت لنا بذلك".
وكانت حافلات متوقفة في مكان قريب من مركز بازاركولي الحدودي الجمعة تقترح نقل المهاجرين نحو نهر ماريتسا (إيفروس باليونانية) الذي يفصل بين تركيا واليونان.
وأُقيم نظام كامل لاستغلال المهاجرين الذين بات باعة متجولون أتراك يبيعونهم زجاجات مياه أو طعام أو معدات لصنع خيام بعشرة أضعاف أثمانها. وتأتي المواجهات الحدودية غداة التوقيع في موسكو يوم الخميس، على اتفاق لوقف النار في منطقة إدلب في شمال غربي سوريا، بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

المزيد من العالم العربي