Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منظمة بريطانية فشلت في التعامل مع مزاعم تحرش جنسي تناولت كبار موظفيها

مؤسسة "أنقذوا الأطفال" تقول إنها اعتذرت من النساء المعنيات بعد "إخفاقات خطيرة" في طريقة تعاطيها مع شكاواهن

فورسايث متحدثا إلى أطفال صوماليين نازحين سنة 2012  قبل استقالته من من منصب الرئيس التنفيذي (رويترز)

كشف تقرير دامغ أصدرته مؤسسة رقابية بريطانية، أن منظمة "أنقذوا الأطفال المملكة المتحدة"Save the Children UK  خيبت آمال نساء اشتكين لديها كما خيبت ظن الجمهور، من خلال إخفاقات جدية، بما في ذلك تسترها عن اتهامات بالتحرش الجنسي موجهة ضد كبار الموظفين لديها.

ولاحظت "اللجنة الخيرية"  Charity Commissionالتابعة للبرلمان البريطاني والتي تراقب عمل المؤسسات الخيرية، وجود "نقاط ضعف خطيرة" في ثقافة مكان عمل التابعة لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، وذلك في أعقاب التحقيق في ردها على مزاعم عن موظفين كبار بوجود سوء سلوك وتحرش في الفترة الممتدة ما بين عامي 2012 و 2015.

وكان الرئيس التنفيذي السابق لمنظمة "أنقذوا الأطفال المملكة المتحدة" جاستين فورسايث قد واجه ثلاث شكاوى من موظفات في ما يتعلق بسوء سلوك تجاههن، واتهم علناً بريندان كوكس، زوج البرلمانية "العمالية" جو كوكس التي قُتلت قبل ثلاثة أعوام، بالاعتداء جنسياً على امرأة. وأكدت المؤسسة الخيرية أنها "قبلت نتائج التحقيق بكاملها"، وقدمت اعتذارها للنساء اللواتي تعرضن للأذى.

وواجهت منظمة "أنقذوا الأطفال المملكة المتحدة" اتهامات على مدى أعوام بأنها فشلت في التحقيق بشكل صحيح في مزاعم التحرش الجنسي والسلوك غير اللائق، من قبل رئيسها فورسايث البالغ من العمر أربعة وخمسين عاماً، ومن بريندان كوكس البالغ من العمر واحداً وأربعين عاماً.

وتسلط اللجنة الضوء على مجموعة واسعة من أوجه القصور، بما في ذلك عدم تحديد المؤسسة الخيرية أن رئيسها التنفيذي كان موضوع شكاوى المضايقات، عندما قدمت اللجنة تقريراً خطيراً عن الحادث إلى المنظمة عام 2015.

وتصف الهيئة الرقابية ذلك بأنه كان بمثابة إغفال للحقائق المادية و"سوء إدارة في تولي مسؤولية المؤسسة الخيرية". وقالت أيضاً إن أحد البيانات العامة للمؤسسة الخيرية، في فبراير عام 2018، "لم يكن دقيقاً تماماً"، معتبرةً أن مقاربتها للتقارير الصادرة في وسائل الإعلام كانت "دفاعية على نحو غير ملائم".

وتشير الهيئة الرقابية إلى أن تلك الادعاءات والطريقة التي استجابت بها الجمعية الخيرية، كان لها "تأثير مدمر على ثقافتها الداخلية".

وأشارت اللجنة في تحقيقها إلى أن "أمناءها" لم يحصلوا على تجاوب وخدمات جيدة بسبب عدم تلقيهم نسخةً عن النتائج الكاملة لتقرير خارجي يتناول الثقافة المعتمدة داخل المنظمة في وقت لاحق من ذلك العام. ويقول التقرير إن هناك ثلاث عشرة شكوى تتعلق بتسلطٍ عام، وخمس شكاوى تم تصنيفها على أنها مضايقات جنسية ما بين عام 2016، ويونيو (حزيران) عام 2018.

لكن منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018، حققت المنظمة الخيرية تقدماً كبيراً في تنفيذ التغييرات، بحسب ما أضافت اللجنة الرقابية. وأوضحت هيلين ستيفنسون الرئيسة التنفيذية للجنة، أنه ينبغي أن يقود الجمعيات الخيرية أشخاصٌ يتصرفون كنماذج لأعلى المعايير، ويخضعون في المقابل للمساءلة عندما يفشلون.

وقالت ستيفنسون إن "هذه المسؤولية أكثر بروزاً على نحو خاص في الخيريات الأوسع شهرة، فالقيمون عليها هم قادة أقوياء ومحترمون جداً. من هنا إن تأثير الإخفاقات في القيادة في مثل هذه المؤسسات الخيرية، يمكن أن تكون له أيضاً آثار سلبية على ثقة الجمهور فيها، وعلى الثقة العامة التي تتخطى  المؤسسة الخيرية نفسها".

ورأت أنه "بناءً على ذلك يجب على كبار المسؤولين في المنظمات استخدام سلطتهم بمسؤولية، وبطريقةٍ تعكس التوقعات المشروعة للأعمال الخيرية". واعتبرت أن "منظمة "أنقذوا الأطفال في المملكة المتحدة" خيبت آمال أصحاب الشكاوى والجمهور. ويجب أن تعمل بجد الآن على إعادة بناء سمعتها".

الادعاءات ضد فورسايث وكوكس تم تقديمها في الفترة الممتدة ما بين عامي 2012 و2015، لكنها خرجت إلى العلن عام 2018. وفي مايو (أيار) من ذلك العام، تبين أيضاً أن المؤسسة الخيرية لم تطلع "يونيسيف" (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) على أن فورسايث الذي أصبح رئيساً تنفيذياً لها، قد تم التحقيق معه في وقت سابق بسبب سوء سلوك جنسي مزعوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقامت المؤسسة الخيرية بتعليق مؤقت لعروض نقدية مستقبلية من دافعي الضرائب في ضوء الفضيحة، كما فعلت منظمة "أوكسفام"، التي اتهمت هي كذلك بالتستر على مزاعم بأن الموظفين استخدموا بائعات هوى أثناء تقديم مساعدات إلى هايتي المنكوبة بكوارث عام 2011.

وفي عام 2015، اعتذر فورسايث من دون تحفظ من النساء الثلاث، وعندما عادت الادعاءات إلى الظهور في فبراير (شباط) عام 2018، قدم استقالته من منصبه نائباً للمدير التنفيذي لمنظمة "يونيسيف".

أما كوكس الذي كان كبير خبراء الاستراتيجيات في منظمة "انقذوا الطفولة" في عام 2015، فقد اعترف بأنه ارتكب "أخطاء" وتصرف بطريقة سببت "أذى وإهانة" لبعض النساء أثناء خدمته هناك.

استقال كوكس من الجمعية الخيرية في سبتمبر (أيلول) عام 2015، في غمرة مزاعم بسلوك غير لائق تجاه النساء، لكنه نفى حينها، أن يكون ذلك هو سبب استقالته.

وأوضحت اللجنة الرقابية أن الجمعية الخيرية تدرك خطورة الشكاوى، ولم تجد أي دليل على محاولات متعمدة لإبقائها في الخفاء. فقد عمدت المؤسسة الخيرية على تحريض مراجعين خارجيين في شأن الثقافة التي تتبعها والأخلاقيات، ومنذ ذلك الحين اتخذت خطوات للرد على نتائج التحقيق.

وقال كيفن واتكينز الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال المملكة المتحدة" عام 2016، بعدما كان قد عمل سابقاً في مجلس إدارتها، "أعتذر بلا تحفظ من النساء المتأثرات بسلوك هذين المسؤولَين التنفيذيين الكبيرين. فقد تضاعف الضرر الذي عانينه من عدم الاستجابة بشكل مناسب للشكاوى، ومن ثم من خلال تعاملنا الدفاعي مع استفسارات وسائل الإعلام في شأن تلك الحالات".

وأكد أن للموظفين الحق في توقع أعلى مستويات الدعم والحماية. وأضاف "أنا مصمم على العمل معهم لبناء ثقافةٍ تنظيمية تعكس قيمنا".

وأكدت المؤسسة الخيرية أنها عززت منذ ذلك الحين سياسات الإبلاغ والإفادة عن المخالفات التي تسمح للموظفين بإثارة مخاوفهم من دون الكشف عن هويتهم، والتزمت إجراء تحقيقٍ مستقل في أي مزاعم مستقبلية ضد المديرين التنفيذيين أو الأمناء.

وذكرت صحيفة "ذي ديلي ميل"، أن مذكرة جرى تسريبها من واتكينز تفيد بأن عدداً من الموظفين لا يزال غير راضٍ عن الطريقة التي تمت معاملتهم بواسطتها، لا سيما من الأقليات.

واعتبرت رئيسة لجنة الرقابة بارونة بيستون تينا ستويل، أن "الأمر لا يتعلق فقط بمعاملة أصحاب الشكاوى بالجدية والاحترام اللذين يستحقونهما، بل يتعلق أيضاً بإثبات عدم حصول أي شخص على سماح، لمجرد أنهم يقومون بعمل مهم أو لأنهم محفزون بالرغبة في مساعدة بعض الأشخاص الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء العالم".

تقارير إضافية من "برس آسوسييشن"

© The Independent

المزيد من الأخبار