سلسلة حروب الألفية

ناغورنو قره باغ

ناغورنو قره باغ

تركة الاتحاد السوفياتي

Arab refugees on the Lebanon Road after fleeing their homes in the Galilee during fighting between Israeli and Arab forces, November 1948.,

لاجئون أرمن يغادرون قرى أذربيجان في الأول من ديسمبر (كانون الأول) 1988 هاربين من المعارك بين الأذريين والأرمن خلال حرب ناغورنو قره باغ (أ ف ب)

لاجئون أرمن يغادرون قرى أذربيجان في الأول من ديسمبر (كانون الأول) 1988 هاربين من المعارك بين الأذريين والأرمن خلال حرب ناغورنو قره باغ (أ ف ب)

النزاع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورنو قره باغ المعترف به دولياً كجزء من أذربيجان، هو الأطول في أوراسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، لكنه بدأ قبل ذلك بكثير، إذ يعود الجدل في شأن تبعية الإقليم الذي يشكل الأرمن 94 في المئة من سكانه ويطلقون عليه اسم "أرتساخ"، إلى فترة انهيار الإمبراطورية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى.

وزير الخارجية الأرميني آرارات ميرزويان (إلى اليمين) ونظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف في أول محادثات ثنائية بين البلدين بعد حرب 2020، عُقدت في تبليسي عاصمة جورجيا في 16 يوليو 2022 (وزارة الخارجية الجورجية/أ ف ب)

وزير الخارجية الأرميني آرارات ميرزويان (إلى اليمين) ونظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف في أول محادثات ثنائية بين البلدين بعد حرب 2020، عُقدت في تبليسي عاصمة جورجيا في 16 يوليو 2022 (وزارة الخارجية الجورجية/أ ف ب)

فشل الهدنة الأولى والثانية

لم يمنع اتفاق وقف إطلاق النار عام 1994، وقوع بعض الاشتباكات وسقوط قتلى بين الحين والآخر خلال السنوات التي تلت، وصولاً إلى اندلاع حرب الستة أسابيع عام 2020، والتي سقط فيها أكثر من 7000 جندي و170 مدنياً ومئات الجرحى، بحسب مجموعة الأزمات الدولية، كما فُقد فيها نحو 300 شخص حسب الهيئة الدولية للصليب الأحمر. وانتهى القتال بتوقيع الطرفين اتفاق سلام بوساطة روسية، احتفظت بموجبه أذربيجان بالمقاطعات السبع التي كانت خاضعة للسيطرة الأرمينية منذ حرب 1994، فضلاً عن انسحاب القوات الأرمينية من مناطق أخرى ونشر قوات حفظ سلام روسية وتركية على الحدود بين طرفي النزاع.

وعلى غرار الهدنة الأولى، لم تخفت التوترات خلال عام 2021، إذ انتهكت أذربيجان الاتفاق بشن غارات حدودية على منطقة سيونيك الأرمينية الاستراتيجية، واستمر إطلاق النار من الجانبين طوال شهري يونيو (حزيران) ويوليو مع حوادث متفرقة طوال العام، وصولاً إلى عام 2022 الذي شهد بعضاً من أعنف المعارك بين الطرفين في شهري أغسطس وسبتمبر، مع إعلان أذربيجان السيطرة على مرتفعات استراتيجية عدة في ناغورنو قره باغ وسقوط أكثر من 300 قتيل في صفوف الجانبين.

من إجمالي عدد السكان ما قبل الحرب الثانية والبالغ نحو 150 ألف نسمة، كان يعيش أكثر من 30 ألفاً في مناطق تخضع الآن للسيطرة الأذربيجانية وتم تهجيرهم جميعاً. وبحسب ما ورد في التقارير الرسمية الأرمينية، نزح نحو 42 ألف شخص خلال القتال، بقي نحو نصفهم في ناغورنو قره باغ فيما استقر النصف الآخر في أرمينيا.

رجل يقف بين حطام منزل مدمر أصيب بضربة صاروخية خلال الصراع العسكري المستمر بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية، في منطقة سكنية بمدينة غانجا، أذربيجان، 21 أكتوبر 2020 توفيق باباييف (أ ف ب)

رجل يقف بين حطام منزل مدمر أصيب بضربة صاروخية خلال الصراع العسكري المستمر بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية، في منطقة سكنية بمدينة غانجا، أذربيجان، 21 أكتوبر 2020 توفيق باباييف (أ ف ب)

منزل يحترق في ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورنو قره باغ في الرابع من أكتوبر 2020 جراء القصف خلال المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان (أ ف ب)

منزل يحترق في ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورنو قره باغ في الرابع من أكتوبر 2020 جراء القصف خلال المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان (أ ف ب)

منزل يحترق في قرية قرب مدينة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، وأفادت وسائل إعلام حينها بأن الأرمن أحرقوا منازلهم الواقعة في مناطق قرب ناغورنو قره باغ قبل الانسحاب منها وتسليمها للآذريين (أ ف ب)

منزل يحترق في قرية قرب مدينة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، وأفادت وسائل إعلام حينها بأن الأرمن أحرقوا منازلهم الواقعة في مناطق قرب ناغورنو قره باغ قبل الانسحاب منها وتسليمها للآذريين (أ ف ب)

جنود أرمينيون يودعون دير داديفانك الأرثوذكسي ذي الـ800 عام في منطقة كالباجار قبل تسليمه لأذربيجان (أ ف ب)

جنود أرمينيون يودعون دير داديفانك الأرثوذكسي ذي الـ800 عام في منطقة كالباجار قبل تسليمه لأذربيجان (أ ف ب)

رجل يمر قرب منزل يحترق في قرية شاركتار في منطقة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 (أ ف ب)

رجل يمر قرب منزل يحترق في قرية شاركتار في منطقة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 (أ ف ب)

Item 1 of 9

رجل يقف بين حطام منزل مدمر أصيب بضربة صاروخية خلال الصراع العسكري المستمر بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية، في منطقة سكنية بمدينة غانجا، أذربيجان، 21 أكتوبر 2020 توفيق باباييف (أ ف ب)

رجل يقف بين حطام منزل مدمر أصيب بضربة صاروخية خلال الصراع العسكري المستمر بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية، في منطقة سكنية بمدينة غانجا، أذربيجان، 21 أكتوبر 2020 توفيق باباييف (أ ف ب)

منزل يحترق في ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورنو قره باغ في الرابع من أكتوبر 2020 جراء القصف خلال المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان (أ ف ب)

منزل يحترق في ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورنو قره باغ في الرابع من أكتوبر 2020 جراء القصف خلال المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان (أ ف ب)

منزل يحترق في قرية قرب مدينة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، وأفادت وسائل إعلام حينها بأن الأرمن أحرقوا منازلهم الواقعة في مناطق قرب ناغورنو قره باغ قبل الانسحاب منها وتسليمها للآذريين (أ ف ب)

منزل يحترق في قرية قرب مدينة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، وأفادت وسائل إعلام حينها بأن الأرمن أحرقوا منازلهم الواقعة في مناطق قرب ناغورنو قره باغ قبل الانسحاب منها وتسليمها للآذريين (أ ف ب)

جنود أرمينيون يودعون دير داديفانك الأرثوذكسي ذي الـ800 عام في منطقة كالباجار قبل تسليمه لأذربيجان (أ ف ب)

جنود أرمينيون يودعون دير داديفانك الأرثوذكسي ذي الـ800 عام في منطقة كالباجار قبل تسليمه لأذربيجان (أ ف ب)

رجل يمر قرب منزل يحترق في قرية شاركتار في منطقة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 (أ ف ب)

رجل يمر قرب منزل يحترق في قرية شاركتار في منطقة كالباجار في 14 نوفمبر 2020 (أ ف ب)

حرق المنازل

واحدة من المشاهد القاسية خلال حرب الأسابيع الستة، تلك المقاطع المصورة لبيوت الأرمن المشتعلة بالنيران في ناغورنو قره باغ بعد أن غادرها سكانها. بحسب ما نشرته وسائل إعلام غربية، فإن الأرمن قاموا بإحراق منازلهم قبل الفرار حتى لا يتركوها للأذربيجانيين الذين من المتوقع أن يسيطروا على تلك القرى والمنازل المهجورة. ومع ذلك، في مقابلة لـ"اندبدندنت عربية" مع عدد من اللاجئين الذين فروا من قره باغ إلى أرمينيا، فإن بعضهم قال إن الجنود الآذريين هم من أشعلوا النيران في تلك المنازل.

روت الجدة السبعينية غريتا، الفارة من قرية حدروت والتي التقتها "اندبندنت عربية" في نزل تستضيف اللاجئين في العاصمة الأرمينية يريفان، "غادرنا من دون أي شيء، تركنا المنزل والحيوانات والملابس وحتى الوثائق الشخصية... رأيت منزلي يحترق في مقطع فيديو على فيسبوك". وهو ما أكدته نوشيك البالغة 67 عاماً قائلةً، "نعلم أن الأذربيجانيين أحرقوا كل شيء لأنهم يقولون إن فراشنا حرام".

وفي هذا الصراع، تبادل الطرفان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، انطوت على جرائم تمثيل بالجثث وتعذيب وإعدام خارج نطاق القضاء وصولاً إلى هدم المواقع الأثرية. 

"أرمينيا ليست حتى مستعمرة، ولا تستحق حتى أن تكون خادماً"

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف
في تغريدة على "تويتر" في 29 يناير (كانون الثاني) 2015

التنافس الجيوسياسي

الصراع في ناغورنو قره باغ قديم ومتشعب، وفي حين تطغى عليه الصبغة العرقية والتعنت القومي، فإنه مرتبط بشكل أساسي بالمنافسات الجيوسياسية في منطقة القوقاز، التي لا تشمل أرمينيا وأذربيجان فحسب، بل تركيا وروسيا وإيران وغيرها من الأطراف. وفي حين تمثل القوقاز منطقة نفوذ تقليدية لروسيا، فإنها محط أنظار للأتراك الذي يسعون إلى تعزيز نفوذهم فيها عبر توثيق علاقاتهم بأذربيجان ومعظم آسيا الوسطى.

في هذا السياق، تبرز مقاطعة سيونيك في جنوب أرمينيا، التي تشكل العائق الوحيد أمام مشروع اقتصادي قومي لربط الشعوب التركية، إذ إنها تقطع الطريق بين أذربيجان وتركيا، كما تفصل مقاطعة ناختشيفان الأذربيجانية ذات الحكم الذاتي والواقعة داخل الأراضي الأرمينية، عن بلدها الأم أذربيجان.

وبفعل موقعها الجغرافي الاستراتيجي على طول طرق التجارة، تسهم مقاطعة سيونيك في مفاقمة الصراع في المنطقة، ففيما ترتبط بمبادرة لإنشاء ممر تجاري يربط الهند بالبحر الأسود عبر جورجيا، تسعى باكو وأنقرة للسيطرة عليها لتصبح ممراً يربط تركيا بآسيا الوسطى.

ولعل هذه الطموحات تفسر الدعم التركي الكبير لأذربيجان في حرب ناغورنو قره باغ، إذ سجل عام 2020 زيادة بستة أضعاف لصادرات تركيا من الطائرات المسيرة وقاذفات الصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية إلى أذربيجان، كما اتهمت الدول الغربية، لا سيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنقرة بنقل مرتزقة من سوريا لمساندة باكو في حربها على ناغورنو قره باغ، الأمر الذي نفته تركيا.


حرب ناغورنو قره باغ

الحرب الأولى
1992 - 1994

قتيل من الجانبين

نازح

الحرب الثانية
2020

قتيل من الجانبين

ألف نازح

كتابة
إنجي مجدي

إعداد
إيليانا داغر

التنفيذ والغرافيك
عمر المصري

الإشراف على التنفيذ
نوف الحربي

رئيس التحرير
عضوان الأحمري