سلسلة حروب الألفية

الحروب الأميركية

حرب أفغانستان

العودة إلى نقطة البداية

"لا يمكن لأي قوة عسكرية أن تحقق الاستقرار والوحدة والأمان في أفغانستان التي عرفت في التاريخ بلقب مقبرة الإمبراطوريات".

الرئيس الأميركي جو بايدن
خطاب في البيت الأبيض في 21 من أغسطس (آب) 2021

"عملية الحرية الدائمة"، تحت هذا العنوان أطلقت الولايات المتحدة حربها على أفغانستان، وبعد أكثر من 20 عاماً من المعارك" والنزاعات، انتهت العملية ومعها "الحرية" الموعودة للأفغان لتغادر القوات الأميركية أفغانستان كما دخلتها في قبضة متشددي "طالبان".

إعلان الحرب على الإرهاب

هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 لم تضرب برجي التجارة في نيويورك ومبنى الـ "بنتاغون" وحسب، بل ضربت العالم بأسره، مع إعلان الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب". والمطلوب الأول في قائمة الأهداف كان أسامة بن لادن، زعيم "القاعدة"، التنظيم المتهم بتنفيذ الهجمات الأكثر دموية على الأراضي الأميركية.

هذه الحرب قادت الأميركيين إلى أفغانستان، حيث كان بن لادن يتخذ مقراً لتنظيمه تحت رعاية سلطات "طالبان". لم تذعن الحركة المتشددة للتهديدات الأميركية، ورفضت مراراً تسليم زعيم "القاعدة" لواشنطن، طالبةً تزويدها بأدلة تثبت تورّطه بالاعتداءات.

 وفي السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2001، نفد صبر الأميركيين وشنت الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا حربها على "القاعدة" في أفغانستان تحت عنوان "عملية الحرية الدائمة". وفي أقل من شهرين، انكفأ قادة وعناصر "القاعدة" إلى باكستان وهزمت "طالبان" وأطيحت من السلطة، لتخلفها إدارة انتقالية مؤقتة كانت ثمرة "اتفاق بون" بين عدد من القادة الأفغان، في الخامس من ديسمبر (كانون الأول).

اتفاق بون وتمرد "طالبان"

بمقتضى "اتفاق بون"، دخلت منظمة الأمم المتحدة الجبهة الأفغانية عبر "قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان" (إيساف)، المهمة الأمنية التي أنشأها مجلس الأمن الدولي في 20 ديسمبر، بمشاركة بلغت في ذروتها 130 ألف جندي من 51 دولة.

وفيما كان الأفغانيون منشغلين في بناء مؤسساتهم مجدداً، كان زعيم "طالبان" الملا محمد عمر منكباً على إعادة تنظيم حركته ورص صفوفها. وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة حربها على نظام صدام حسين في العراق عام 2003، بدأت "طالبان" تمرداً ضد الحكومة الأفغانية وقوات المساعدة الدولية عبر حرب العصابات والكمائن والتفجيرات والهجمات الانتحارية. ومع تصاعد العنف، راحت القوات الأجنبية تزيد عددها في أفغانستان لمساندة وتدريب القوات الأفغانية ومحاربة التنظيمات المتشددة.

Orlando Sentinel Today, our nation saw evil newspaper

ظل القائد الأعلى والزعيم الروحي لـ "طالبان" الملا عمر متخفياً طوال فترة قيادته للحركة رافضاً الظهور في العلن، وتسترت الحركة على وفاته مدة عامين، إذ أعلنت عام 2015 وفاته "في مستشفى بكراتشي (باكستان) في أبريل 2013 في ظروف غامضة" (ويكيبيديا)

ظل القائد الأعلى والزعيم الروحي لـ "طالبان" الملا عمر متخفياً طوال فترة قيادته للحركة رافضاً الظهور في العلن، وتسترت الحركة على وفاته مدة عامين، إذ أعلنت عام 2015 وفاته "في مستشفى بكراتشي (باكستان) في أبريل 2013 في ظروف غامضة" (ويكيبيديا)

مقتل أسامة في "نبتون سبير"

فجر الإثنين الثاني من مايو (أيار) 2011، وبعد نحو 10 سنوات من التقصي والبحث والعمل الاستخباراتي، قتل أسامة بن لادن في أبوت آباد بباكستان في عملية عسكرية أميركية استغرقت نحو 45 دقيقة.

العملية التي سُميت "نبتون سبير"، نفذها 23 جندياً في قوة العمليات الخاصة في البحرية الأميركية برفقة مترجم وكلب عسكري يدعى "كايرو"، بعدما نقلتهم مروحيتا هليكوبتر إلى مخبأ زعيم "القاعدة".

غير أن نهاية بن لادن لم تصحب معها نهاية الوجود العسكري الأميركي والأجنبي في أفغانستان، فإنهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية ومهمة "إيساف" بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يتم إلا في نهاية ديسمبر من العام 2014، حين نقلت هذه القوات مسؤولية الأمن للسلطات الأفغانية.

عملية حارس الحرية

إنهاء العمليات القتالية لم يعنِ انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، فاعتباراً من العام 2015 واصلت القوات الأميركية عملياتها في أفغانستان تحت عنوان "عملية حارس الحرية" إلى جانب قوات حلف الأطلسي في "عملية الدعم الحازم" لمواصلة تقديم المساندة والتدريب للمؤسسات والقوات الأفغانية.

وعلى الرغم من الدعم الأجنبي، لم تستطع السلطات الأفغانية بناء مؤسسات رسمية صلبة، إذ استشرى الفساد فيها وأهلكها ولم تستطع قواتها دحر "طالبان" التي راحت توسع مناطق سيطرتها في البلاد تدريجاً.

الدبلوماسية لإنهاء الصراع

تحت وطأة الكلفة الباهظة بشرياً وسياسياً ومالياً لوجودها في أفغانستان، قررت الولايات المتحدة اللجوء إلى الدبلوماسية لإنهاء الصراع. وفي عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترمب الذي أراد إعادة جنوده إلى الوطن، بدأت الولايات المتحدة في 25 فبراير (شباط) 2019، محادثات سلام مع "طالبان" في العاصمة القطرية الدوحة، استبعدت منها سلطات كابول الرسمية.

وبعد عام، توجت هذه المفاوضات باتفاق سلام وقعته واشنطن والحركة المتشددة في 29 فبراير 2020، نص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في غضون 14 شهراً، شرط أن تمنع "طالبان" أي "جماعة أو فرد، بما في ذلك "القاعدة"، من استخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن اتفاق السلام هذا لم يمنع "طالبان" من تصعيد هجماتها على القوات الأفغانية.

سقوط كابول

مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض مطلع العام 2021، أعلن تمديد مهلة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان إلى 11 سبتمبر، قبل أن يعود ويقدمها إلى 31 أغسطس، غير أنه بحلول الأول من مايو، الموعد الأساسي للانسحاب، باشرت "طالبان" هجوماً واسعاً على أنحاء البلاد وراحت تسيطر على المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى. 

وفي 15 أغسطس 2021، سقطت العاصمة كابول في قبضة "طالبان" من دون أي مقاومة. وعلى متن مروحية هليكوبتر، فر الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد، ليدخل عناصر الحركة إلى القصر الرئاسي معلنين النصر وانتهاء الحرب.

سقوط كابول كان سريعاً ومدوياً، وكذلك كانت المشاهد الصادمة لعمليات الإجلاء الفوضوية من مطار كابول، إلى حيث تدفق آلاف الأفغانيين المستميتين لمغادرة بلاد لم ينسوا معنى العيش فيها تحت حكم "طالبان".

الجندي الأميركي الأخير

في 30 أغسطس 2021، غادر آخر جندي أميركي أفغانستان على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية أقلعت من مطار كابول في الساعة 22:59 ليلاً، منهية أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة وتاركة الأفغان مجدداً تحت رحمة نظام "طالبان" الذي كان الرئيس الأميركي جورج بوش الابن أعلن يوماً ما  نهايته.

حرب العراق

فجر لم ينبلج

"أكبر فشل طوال فترة رئاستي كان فشل الاستخبارات في العراق"

الرئيس الأميركي جورج بوش الابن
في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" في 1 ديسمبر 2008

المحطة الثانية في الحرب الأميركية على الإرهاب كانت العراق.

الهدف

إطاحة نظام صدام حسين

الذريعة

امتلاك العراق أسلحة دمار شامل تهدد الولايات المتحدة والعالم

النتيجة

لا أسلحة دمار شامل في العراق الذي أصبح ممزقا طائفياً وغارقاً في الأزمات

عملية ثعلب الصحراء

بعد حرب الخليج الثانية، حظرت منظمة الأمم المتحدة على العراق صنع أو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، مطالبة إياه بالالتزام بعمليات التفتيش التي تولتها لجنة الأمم المتحدة الخاصة (أونسكوم). نفذت اللجنة أكثر من 250 مهمة تفتيش حتى ديسمبر 1998، حين انسحبت متهمة العراق بعدم التعاون معها. إثر ذلك، وفي 18 من الشهر نفسه، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجوماً جوياً وصاروخياً واسع النطاق على العراق تحت عنوان "عملية ثعلب الصحراء"، للضغط على بغداد لاستئناف عمليات التفتيش. غير أن واشنطن ولندن فشلتا في تأمين غطاء أممي لهجومهما عبر مجلس الأمن الدولي، بسبب معارضة كل من روسيا والصين وفرنسا للخيار العسكري ودفعها باتجاه تأليف لجنة تفتيش جديدة عرفت بـ "أنموفيك" وأبصرت النور في 17 ديسمبر 1999.

غير أن ذلك لم يوقف السجالات بين المجتمع الدولي وبغداد التي رأت في هذه القرارات وسائل مماطلة لإطالة الحصار على البلاد. وفي عام 2002، تصاعدت التحذيرات الأميركية  والبريطانية من اعتماد الخيار العسكري في العراق على الرغم من المعارضة الدولية الواسعة والتظاهرات التي خرجت في جميع أنحاء العالم رفضاً للحرب. وفي 11 أكتوبر، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على قرار يسمح باستخدام القوة العسكرية في العراق تمهيداً للحرب المرتقبة.

عملية حرية العراق

بعد توقف لأربع سنوات، استأنفت لجنة "أنموفيك" عمليات التفتيش في العراق في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002. وعلى الرغم من تأكيدات الاستخبارات الأميركية والبريطانية، لم يستطع مفتشوها العثور على دليل يؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وفق ما أعلن رئيس مفتشي الأمم المتحدة هانس بليكس في السابع من مارس (آذار) 2003، في تقريره لمجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن عمليات التحقق من نزع السلاح ستستغرق أشهر إضافية.

مرة جديدة، نفد صبر الأميركيين وأغلقوا أبواب الدبلوماسية، وفي 18 مارس، أمهل بوش صدام حسين 48 ساعة لمغادرة العراق، وإلا ستلجأ واشنطن إلى العمل العسكري. وما كادت المهلة تنتهي حتى بدأت الولايات المتحدة على رأس "تحالف الراغبين" الذي ضم نحو 40 دولة في طليعتها بريطانيا، بغزو العراق في 20 مارس 2003، تحت مسمى "عملية حرية العراق".

آثار أضواء نيران مضادات الطائرات تضيء سماء بغداد في وقت مبكر من صباح يوم 17 ديسمبر 1998 (أ ف ب)

آثار أضواء نيران مضادات الطائرات تضيء سماء بغداد في وقت مبكر من صباح يوم 17 ديسمبر 1998 (أ ف ب)

عراقيون يزيلون بعض الأنقاض نتيجة الغارة الأميركية في بغداد في 17 ديسمبر 1998 (أ ف ب)

عراقيون يزيلون بعض الأنقاض نتيجة الغارة الأميركية في بغداد في 17 ديسمبر 1998 (أ ف ب)

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال هيو شيلتون، يلقي إحاطة إعلامية في 17 ديسمبر 1998 في البنتاغون في واشنطن العاصمة، باستخدام صورة الأقمار الصناعية لإظهار الأضرار التي لحقت بمقر الاستخبارات العسكرية العراقية في الهجوم الصاروخي في 16 ديسمبر على العراق (أ ف ب)

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال هيو شيلتون، يلقي إحاطة إعلامية في 17 ديسمبر 1998 في البنتاغون في واشنطن العاصمة، باستخدام صورة الأقمار الصناعية لإظهار الأضرار التي لحقت بمقر الاستخبارات العسكرية العراقية في الهجوم الصاروخي في 16 ديسمبر على العراق (أ ف ب)

المصدر: رئيس القيادة المركزية للولايات المتحدة (سنتكوم) الجنرال تومي فرانكس في الـ 22 من مارس 2003

المصدر: رئيس القيادة المركزية للولايات المتحدة (سنتكوم) الجنرال تومي فرانكس في الـ 22 من مارس 2003

نهاية صدام

في التاسع من أبريل (نيسان) 2003، سقطت بغداد وأسدلت الستارة على حقبة صدام حسين التي امتدت 24 عاماً. غير أن الرجل ظل طليقاً ومتوارياً.
ومن على متن حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن"، أعلن بوش  في الثاني من مايو 2003 النصر في حرب العراق وانتهاء معظم الأعمال القتالية.

وجاء إعلان بوش عقب تشكيل "سلطة الائتلاف المؤقتة" التي أنشأها التحالف في 21 أبريل لتكون سلطة انتقالية تهيئ لإنشاء حكومة ديمقراطية. وفي 22 مايو، نجحت هذه السلطة بانتزاع اعتراف دولي بشرعيتها عبر قرار مجلس الأمن رقم 1483، فخولت نفسها السيطرة على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في العراق اعتباراً من تاريخ تأسيسها وحتى تاريخ حلها في 28 يونيو (حزيران) 2004.

أما صدام حسين، فقبض عليه في 13 ديسمبر 2003 قرب تكريت في "عملية الفجر الأحمر"، وأُعدم في 30 ديسمبر 2006 بعدما دانته محكمة عراقية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

"حرب أهلية"

كما في أفغانستان، بدأت قوات التحالف الدولي وقوات الأمن العراقية تتعرض إلى هجمات من قبل مجموعات متمردة ومتطرفة راحت تشتد وتتفاقم مع الوقت، مدفوعة بنقمة تولدت تجاه القوات الأجنبية بسبب مقتل المدنيين في العمليات العسكرية وفضائح سوء معاملة العراقيين، وعلى رأسها فضائح التعذيب في سجن أبو غريب. 

بالتوازي، كانت العملية السياسية سائرة لبناء مؤسسات الدولة. وفي 30 يناير (كانون الثاني) 2005، انتخب العراقيون حكومة انتقالية مهمتها كتابة دستور البلاد، فوافق عليه العراقيون في استفتاء عقد في 15 أكتوبر، تلته انتخابات عامة للجمعية الوطنية (البرلمان) في ديسمبر، فمفاوضات طويلة أسفرت عن تشكيل حكومة في 20 مايو 2006.

في غضون ذلك ازداد العنف الطائفي في البلاد ونشطت المجموعات المتطرفة. وفي السادس من يونيو، قتلت القوات الأميركية زعيم "القاعدة" في العراق أبو مصعب الزرقاوي. وعلى وقع الخلافات السياسية والهجمات الدامية، وصفت الأمم المتحدة الوضع في البلاد بأنه "أشبه بحرب أهلية".

انسحاب القوات الأجنبية

الضغوط الداخلية والخارجية لانسحاب القوات الأجنبية من العراق تزايدت اعتباراً من العام 2007، بالتوازي مع اشتداد صلابة القوات الأمنية العراقية التي راحت تشن عمليات عسكرية ضد الميليشيات المسلحة المتمردة.

وفي الرابع من ديسمبر 2008، صادق العراق على اتفاق أمني مع الولايات المتحدة وقع في 17 نوفمبر، ونص على انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من المدن العراقية بتاريخ لا يتعدى 30 يونيو 2009، على أن تنسحب جميع القوات الأميركية من البلاد بتاريخ لا يتعدى 31 ديسمبر 2011.

وفي 31 أغسطس 2010، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهاء العمليات القتالية في العراق. واعتباراً من الأول من سبتمبر من العام نفسه، اتخذ الوجود الأميركي في هذا البلد اسماً جديداً هو "عملية الفجر الجديد"، والتي ظل بموجبها 50 ألف أميركي في العراق لتدريب ومساندة قوات الأمن الوطنية، حتى حلول موعد الانسحاب الرسمي.

لا أسلحة دمار شامل

في 15 ديسمبر 2010، وفي خطوة لإضفاء الشرعية على الحكومة العراقية وفتح الباب أمام عودتها للمجتمع الدولي، رفع مجلس الأمن معظم العقوبات الأممية التي فرضت على العراق في عهد صدام حسين، بما في ذلك تلك المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل والمفروضة على أرباح القطاع النفطي.

وفي 21 أكتوبر 2011، أكد أوباما من البيت الأبيض أن القوات الأميركية الباقية والمدربين سيغادرون العراق في نهاية العام، الأمر الذي تم بانسحاب آخر جندي أميركي  في 18 ديسمبر، لتنتهي بذلك الحرب الأميركية على العراق.

أما بالنسبة إلى أسلحة الدمار الشامل التي شنت واشنطن الحرب بسببها، فقد أكدت اللجنة التي كلفت التحقيق بهذه المسألة عقب الغزو، والمعروفة باسم "مجموعة المسح العراقية" بمشاركة 1400 عضو دولي، في تقريرها النهائي عام 2004، أنه لا توجد في العراق أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وأن الكميات التي وُجدت ضئيلة ولا تشكل تهديداً عسكرياً.

عراقيون غاضبون يحملون قطعة ذهبية وجدوها داخل مسجد الهادي الذي تعرض للقصف في سامراء شمال بغداد في فبراير ٢٠٠٦، في هجوم أجّج التوترات بين الشيعة والسنة في العراق (أ ف ب)

عراقيون غاضبون يحملون قطعة ذهبية وجدوها داخل مسجد الهادي الذي تعرض للقصف في سامراء شمال بغداد في فبراير ٢٠٠٦، في هجوم أجّج التوترات بين الشيعة والسنة في العراق (أ ف ب)

جندي من اللواء الثالث، فرقة الفرسان الأولى، يحمل حقيبة قماش اسطوانية الشكل في معسكر أدر شبه المهجور، المعروف الآن باسم قاعدة الإمام علي، في 16 ديسمبر 2011 بالقرب من الناصرية، العراق (أ ف ب)

جندي من اللواء الثالث، فرقة الفرسان الأولى، يحمل حقيبة قماش اسطوانية الشكل في معسكر أدر شبه المهجور، المعروف الآن باسم قاعدة الإمام علي، في 16 ديسمبر 2011 بالقرب من الناصرية، العراق (أ ف ب)




"إنها وصمة العار في مسيرتي السياسية"

وزير الخارجية الأميركي كولن باول
تعليقاً على خطابه أمام الأمم المتحدة الذي دافع فيه بحماسة عن أدلة قوية تثبت امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل


أسلحةالدمار الشامل
أي أسلحة من الممكن أن تقتل أو تسبب أضراراً خطرة على العديد من البشر أو تسبب دماراً واسعاً

المصدر: مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية في الثامن من سبتمبر 2005

المصدر: مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية في الثامن من سبتمبر 2005

"إنها وصمة العار في مسيرتي السياسية"

وزير الخارجية الأميركي كولن باول
تعليقاً على خطابه أمام الأمم المتحدة الذي دافع فيه بحماسة عن أدلة قوية تثبت امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل

المصدر: مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية في الثامن من سبتمبر 2005

العودة مع "داعش"

في العام 2014، ظهر تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا وسيطر في بدايات يونيو على مناطق واسعة، بما فيها مدن الموصل وتكريت، مهدداً بالتقدم نحو بغداد.
فما كان من الحكومة العراقية إلا أن تطلب المساعدة من الولايات المتحدة في شن ضربات جوية على معاقل التنظيم. وفي السابع من أغسطس، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما  بإطلاق عمليتين في العراق، الأولى لتنفيذ ضربات جوية لوقف تقدم التنظيم، والثانية لتقديم الدعم الإنساني للنازحين العراقيين المحاصرين. وفي سبتمبر، أنشئ التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة وعضوية 80 بلداً، لتعود بذلك القوات الأميركية والأجنبية إلى العراق.

وبعد نحو سبع سنوات، اتفقت واشنطن وبغداد في 26 يوليو (تموز) 2021، على انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي بحلول نهاية العام. وفي التاسع من ديسمبر، أعلنتا إنهاء المهمات القتالية للتحالف بشكل رسمي، غير أن ذلك لم يؤدِ إلى انسحاب القوات الأميركية من العراق بشكل كامل، إذ لا يزال هناك نحو 2500 جندي لتقديم المشورة والمساعدة بناءً على طلب الحكومة العراقية.

المصدر: مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون الأميركية

المصدر: مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون الأميركية

إعداد
إيليانا داغر

التنفيذ والغرافيك
عمر المصري

الإشراف على التنفيذ
نوف الحربي

رئيس التحرير
عضوان الأحمري