Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إشكالات المال القطري إلى "حماس"

همس السفير القطري في غزّة محمد العمادي في أذن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قائلاً "نبغي هدوء"

رفاق الطفل حسن شلبي الذي سقط ضحية النيران الإسرائيلية خلال مسيرات العودة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة يضعون إكليلاً من الزهر تتوسطه صورته على مقعده في المدرسة التي كان يرتادها في خان يونس (أ. ف. ب.)  

لم تمُرّ عبارة "نبغي هدوء"، التي همس بها السفير القطري في غزّة محمد العمادي في أذن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، في أحد مخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، مرور الكرام، إذ أثارت تلك العبارة غضب عدد من الفصائل في القطاع. الأمر الذي أدّى إلى رمي سيارته مرة بالحجارة، ومرة أخرى بالأحذية أمام مجمّع الشفاء الطبي.

في المقابل، تعتبر "حماس" قطر نموذجاً يُحتذى في دعمها للقطاع ومحاولتها حلّ مشاكله السياسية، وسعيها إلى تقريب وجهات النظر بينها وبين "فتح"، من خلال جولات مكوكية يقوم بها العمادي على المسؤولين في رام الله وغزّة.

وصرح المتحدث باسم "حماس" في غزّة حازم قاسم لـ "اندبندنت عربية"، أن قطر تُعدّ أحد الداعمين الأساسيين للسلطة وخطها السياسي العام، وهي تدعم غزة وليس حماس، إذ أن كل الفصائل أشرفت على توزيع المنحة القطرية. ونفى قاسم الكلام عن "مال أو شرط سياسي خلف المساندة القطرية لغزة"، مشيراً إلى أن "حماس" رفضت الابتزاز الإسرئيلي بالمال القطري، ولم تتسلم المنحة أخيراً.

أما عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض فيعتبر أنّه "في الأزمات السياسية واشتعال لهيب المنطقة واقتراب الانفجار، يأتي العمادي ليطفئ فتيل النار بسكبه الأموال على الأزمات القائمة".

وأضاف العوض لـ "اندبندنت عربية" "هذه الأموال يجب أن تكون من خلال الحكومة الفلسطينية باعتبارها الجهة التي تقدم الخدمات للمواطنين والموظفين"، مشيراً إلى أن "قطار المصالحة توقف لغياب أموال كافية لموظفي "حماس"، ولو أن قطر قدّمت المال إلى السلطة لأنقذت الحوار الوطني وتمكنت الحكومة من استيعاب غزة".

واعتبر العوض "أن قطر مارست ابتزازاً سياسياً واضحاً على حماس، عندما جعلت موظفيها يبصمون مقابل تلقي رواتبهم". وإذ يصف ذلك بالتطبيع والتنسيق الأمني مع إسرائيل، يعتبر أن "قطر تجبر "حماس" على ممارسته ومن خلال بوابة السفير العمادي". ويرى العوض "أن هذا الدعم يؤسس لانفصال تام لغزة عن الأراضي الفلسطينية ومحيطها العربي، ويعزّز حكم حماس في القطاع، ما يثير الشك والريبة حيال الدور القطري".

الرد القطري

"اندبندنت عربية" تواصلت مع السفارة القطرية في غزّة - كما يطلق عليها- لمعرفة الرد القطري على كل ما سبق، فكان الردّ بأنّ نكتفي بما قاله مبعوث الدوحة محمد العمادي. وكان العمادي قال في مؤتمره الأخير بغزّة، عقب رفض حماس استلام أموال المنحة المقدمة لهم، إنّ قطر تدعم القطاع والفقراء فيه من أجل تحسين حياتهم وتحسين ساعات وصول الكهرباء، بناءً على قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن، وليس من أجل الهدوء مقابل الدولار، وأنّها لا تدعم حماس كفصيل.

ودفعت قطر رواتب موظفي الحكومة الموازية مرات عدة، وسط انتقادات شديدة بأنها تتجاوز السلطة في دعمها حماس. واعتمدت قطر في مسألة إدخال أموال المنحة إلى غزّة، البوابة الإسرائيلية، ما أثار غضب بعض الفصائل، التي اعتبرت ذلك تطبيعاً علنياً".

المزيد من العالم العربي