Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى عسكرة الفضاء

بعد فشل مشروع قرار بهذا الصدد في الأمم المتحدة وزاخاروفا: فرصة جديدة ضائعة بسبب واشنطن وحلفائها

قالت زاخاروفا إن واشنطن برهنت على أنها تسعى إلى "جعل الفضاء الخارجي ساحة للمواجهة العسكرية" (أ ف ب)

ملخص

تواصل الولايات المتحدة وروسيا التعاون في مجال الفضاء المدني، لا سيما إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية. لكن في السنوات الأخيرة ظهرت توترات نتيجة للتطورات الجيوسياسية على الأرض.

اتهمت روسيا اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بالسعي إلى نشر أسلحة في الفضاء بعد فشل مشروع قرار روسي في الأمم المتحدة في هذا الشأن، وبعدما واجهت اتهامات مماثلة من واشنطن، مما يثير مخاوف من سباق تسلح.

والتوتر بين موسكو وواشنطن في هذا الشأن على خلفية الحرب في أوكرانيا أثار مجدداً مخاوف من عسكرة الفضاء على رغم وجود معاهدة منذ عام 1967 تدعو إلى "عدم تطوير أسلحة نووية أو أية أسلحة دمار شامل أخرى مصممة خصيصاً لوضعها في المدار".

واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه مع رفض واشنطن وحلفائها هذا النص، برهنت الولايات المتحدة على أنها تسعى إلى "وضع أسلحة في الفضاء الخارجي وجعله ساحة للمواجهة العسكرية".

فرصة جديدة ضائعة

وأضافت زاخاروفا "إنها فرصة جديدة ضائعة لضمان منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي بسبب الولايات المتحدة وحلفائها"، واصفة مشروع القرار بأنه "مبادرة بناءة وشاملة".

رداً على سؤال حول هذه الاتهامات لم يقدم الكرملين معلومات محددة حول النوايا المنسوبة إلى واشنطن، وقال للصحافيين "كنا مع حل شامل لهذه المسألة ورفض كامل" لعسكرة الفضاء، مضيفاً "انظروا من الذي عارض ما تقترحه روسيا في هذا المشروع، هذا واضح".

في نهاية أبريل (نيسان) الماضي كان الوضع معاكساً، إذ قدمت الولايات المتحدة واليابان مشروع قرار نال تأييد 13 صوتاً، لكن روسيا استخدمت ضده حق النقض مع امتناع الصين عن التصويت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويدعو مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين أمس الإثنين، ويستعيد جزئياً النص الذي فشل في أبريل، جميع الدول إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة تحظر بشكل مطلق وضع أسلحة والتهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي".

وصوتت سبع دول لصالح القرار بينها الصين، وسبع ضده بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مع امتناع سويسرا عن التصويت. ويحتاج اعتماد مشاريع القرارات في مجلس الأمن الدولي إلى تسعة أصوات مؤيدة وعدم معارضة أي من الأعضاء الخمسة الدائمين الذي يتمتعون بحق النقض.

واعتبر مساعد السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود المبادرة الروسية بمثابة "خبث"، مشيراً إلى أن موسكو تسعى إلى "تحويل الانتباه عن جهودها الخطرة الهادفة إلى وضع سلاح نووي في المدار".

ودعا إلى "التشكيك" في "نوايا" روسيا، متهماً إياها بأنها وضعت الأسبوع الماضي في المدار قمراً اصطناعياً "قد يكون قادراً على مهاجمة أقمار اصطناعية أخرى".

ما يفعله غيرنا

من جهته اعتبر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "أن التصويت أظهر نقطة فاصلة بين أولئك الذين يسعون جاهدين نحو الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، وأولئك الذين يتحركون نحو عسكرته".

وأكد البيت الأبيض في فبراير (شباط) الماضي أن روسيا تطور سلاحاً نووياً مضاداً للأقمار الاصطناعية في الفضاء، في اتهامات وصفتها موسكو بأنها لا أساس لها من الصحة.

وأوضحت وسائل إعلام أميركية نقلاً عن مسؤولين كبار في واشنطن آنذاك، أن المشروع الروسي المفترض كان في مرحلة التطوير فقط ولا يشكل تهديداً فورياً.

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن الولايات المتحدة نفسها تقوم بجهد لضمان الدفاع عن شبكتها من الأقمار الاصطناعية من الهجمات، وتزويد نفسها بالوسائل اللازمة لتحييد المركبات الفضائية لخصومها.

وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "معارضته بشكل قاطع" نشر أسلحة نووية في المدار، مؤكداً أن موسكو تفعل في الفضاء "ما تفعله دول أخرى هناك، بما يشمل الولايات المتحدة".

وكانت موسكو أقرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بتدمير قمر اصطناعي سوفياتي قديم غير نشط في مداره عبر استخدام طلقة تجريبية صاروخية أطلقت من الأرض.

وتواصل الولايات المتحدة وروسيا التعاون في مجال الفضاء المدني، لا سيما إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

لكن في السنوات الأخيرة ظهرت توترات نتيجة للتطورات الجيوسياسية على الأرض، إذ قالت موسكو وبكين إنهما ترغبان في تعميق تعاونهما الفضائي في مواجهة القوى الغربية.

المزيد من دوليات