Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاحتجاجات الطلابية تتمدد عالميا والشرطة الفرنسية تتدخل

وقفات في أستراليا وإغلاقات بفرنسا وخيام أمام أكبر جامعة مكسيكية دعماً للفلسطينيين

ملخص

يطالب المحتجون الداعمون للفلسطينيين إدارات جامعاتهم بسحب الاستثمارات من إسرائيل لكن طلاباً يهوداً يعبرون عن خوفهم من استمرار الوضع.

ضربت رياح الاحتجاجات الطلابية عدداً من الجامعات حول العالم، بعدما انتقلت من الداخل الأميركي إلى دول غربية أخرى، منها فرنسا وأستراليا والمكسيك.

ففي باريس، بدأت قوات الشرطة الفرنسية التدخل الجمعة في معهد العلوم السياسية العريق لإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين يحتلون بعض أرجائه منذ الخميس، وفق ما رصدت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت إحدى طالبات معهد "ساينس بو" في تصريحات للصحافيين، إن "زهاء 50 طالبا كانوا لا يزالون في المكان" مع بدء دخول قوات إنفاذ القانون الى المبنى، بعد نحو أسبوع من بدء تحركات طالبية على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، مشابهة لتحركات شهدتها أحرام جامعية في دول عدة أبرزها الولايات المتحدة.

هنا "سيانس بو"

وكانت جامعة "سيانس بو" في باريس أغلقت أبوابها لليوم الجمعة بعد أن أخفقت نقاشات بين إدارتها والطلاب في شأن احتجاجات على حرب غزة في تهدئة التوتر، مما دفع المحتجين للبقاء في بنايات الجامعة والسيطرة عليها خلال الليل.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أصبحت جامعة العلوم السياسية المرموقة مركزاً لموجة احتجاجات شهدتها كليات وجامعات عدة في فرنسا بسبب الحرب والروابط الأكاديمية مع إسرائيل، لكن نطاقها لم يتسع لما تشهده جامعات في الولايات المتحدة.

وقال أحد المحتجين لـ"رويترز" في رسالة نصية إن مجموعة مؤلفة من نحو 70 طالباً شغلت بنايات جامعة سيانس بو الرئيسة في وسط باريس صباح اليوم الجمعة بعد أن ظل الطلبة هناك خلال الليل. وأضاف "المفاوضات مع قيادة الجامعة لا تحرز أي تقدم".

ولم ترد سيانس بو على طلب من "رويترز" للحصول على تعليق بعد.

وأكدت صحيفة "لو باريزيان" و"راديو فرانس إنتر" نقلاً عن مذكرة داخلية أن الجامعة طلبت من الموظفين العمل من المنزل لأن بناياتها مغلقة.

وذكر أحد الطلبة متحدثاً نيابة عن المحتجين أن مدير الجامعة رفض أمس الخميس مطالب من المتظاهرين بمراجعة علاقة سيانس بو مع جامعات إسرائيلية، مما دفع المتظاهرين إلى مواصلة تحركهم إضافة إلى بدء شخص واحد في الأقل إضراباً عن الطعام.

أجواء سلمية

أما في سيدني فقد شارك مئات الرافضين للحرب الإسرائيلية في غزة في وقفة أمام واحدة من أبرز الجامعات الأسترالية اليوم الجمعة.

وطالب المشاركون في الاحتجاجات الجامعة الأسترالية بسحب استثماراتها من الشركات، التي تربطها علاقات بإسرائيل في احتجاجات مستوحاة من حراك طلابي يجتاح الجامعات الأميركية.

واعتصم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين الأسبوع الماضي خارج القاعة الرئيسة بجامعة سيدني، إحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي في أستراليا، فيما أعلن محتجون اعتصامات مماثلة في جامعات بملبورن وكانبيرا ومدن أسترالية أخرى.

وعلى عكس ما يحدث في الولايات المتحدة، حيث تفض الشرطة اعتصامات مؤيدة للفلسطينيين بالقوة في عدد من الجامعات، اتسمت مواقع الاحتجاج في أستراليا بأجواء سلمية مع وجود الشرطة بأعداد ضئيلة.

واحتشد المتظاهرون اليوم الجمعة لمطالبة جامعة سيدني بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل، وهي المطالب نفسها التي يدعو إليها الطلاب في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا.

 

وقال مات (39 سنة) وهو يقف وسط حشد من أكثر من 300 متظاهر، ويحمل ابنه البالغ من العمر عامين على كتفيه إنه جاء ليظهر أن الغاضبين من أفعال إسرائيل في غزة ليسوا فقط من الطلاب.

وأضاف لـ"رويترز" رافضاً ذكر اسمه الأخير، "بمجرد أن تفهم ما يحدث، تقع على عاتقك مسؤولية محاولة المشاركة ورفع الوعي وإظهار التضامن".

"أمر مخيف"

وعلى بعد بضع مئات الأمتار من احتجاج جامعة سيدني، وفي وجود صفوف فاصلة من أفراد الأمن، تجمع مئات تحت العلمين الأسترالي والإسرائيلي واستمعوا إلى متحدثين يقولون إن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين جعلت الطلاب والموظفين اليهود يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي.

وقالت سارة وهي أكاديمية رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من التداعيات "لا يوجد مكان لأي شخص آخر، السير في الحرم الجامعي وهتاف ’الانتفاضة‘ و’من النهر إلى البحر‘ يترك أثراً، إنه أمر مخيف".

وأكد نائب مستشار جامعة سيدني مارك سكوت لوسائل إعلام محلية أمس الخميس أن الاعتصام المؤيد للفلسطينيين يمكن أن يبقى في الحرم الجامعي لعدم وقوع أعمال عنف به مثلما حدث في الولايات المتحدة.

وبينما وقفت سيارات عدة للشرطة عند مدخل الجامعة، لم يوجد أي من رجال الشرطة في كلا الاحتجاجين.

وأستراليا، وهي حليف مقرب لإسرائيل منذ فترة طويلة، باتت تنتقد على نحو متزايد سلوك حليفتها في غزة حيث قتلت عاملة إغاثة أسترالية في هجوم إسرائيلي الشهر الماضي.

وقال متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين إن الحكومة لم تفعل ما يكفي للدفع من أجل السلام ورددوا هتافات ضد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي وحكومته.

خيام في المكسيك

نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في مكسيكو أمس الخميس خياماً أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلة"، أكبر جامعة في البلاد، وذلك احتجاجاً على استمرار الحرب وتضامناً مع الطلاب المحتجين في الولايات المتحدة.

ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية ورددوا شعارات من بينها "عاشت فلسطين حرة!"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!"

ورفع المحتجون مطالب عدة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية فالنتينا بينو (19 سنة) التي تدرس في كلية الفلسفة والآداب "نحن هنا لدعم فلسطين، والناس في فلسطين، والمخيمات (الطالبية) في الولايات المتحدة".

بدورها أعربت زميلتها في الكلية نفسه خيمينا روساس (21 سنة) عن أملها في أن تنتشر عدوى هذا المخيم الاحتجاجي إلى جامعات أخرى في البلاد.

أما مارسيلا كاستيلو (42 سنة) التي جاءت للتضامن مع الطلاب المحتجين فقالت "انضممت إلى هذا التحرك لكي لأطالب بأعلى الصوت بقطع العلاقات مع دولة إسرائيل، والتوقف عن التجارة معها".

 

 

وفي الأسابيع الأخيرة شهد ما لا يقل عن 30 جامعة أميركية احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

ويحاول المسؤولون عن الجامعات في أميركا وأوروبا إيجاد توازن بين المحتجين الذي يرفعون لواء حرية التعبير ومعارضيهم الذي يقولون إن هذه التحركات أدت إلى انتشار خطاب كراهية وانبعاث معاداة السامية.

واندلعت الحرب بين إسرائيل و"حماس" إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً من جنوب إسرائيل، ما زال 129 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 35 تقول إسرائيل إنهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

ورداً على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة، وهي تشن مذاك عملية عسكرية ضخمة ضد قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 34596 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في غزة.

المزيد من متابعات