Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أرمن القدس في حال استنفار بعد إخلاء الشرطة الإسرائيلية ساحة اعتصامهم

الاحتجاجات المستمرة منذ أربعة أعوام أجبرت بطريرك الكنيسة على التراجع عن قرار البيع

تحركات أرمن القدس مستمرة منذ 4 أعوام لإلغاء صفقة بيع أرضهم (أ ف ب)

ملخص

مساحة الأرض المبيعة تبلغ 11 ألف متر مربع وإلغاء عقد البيع يحتاج إلى قرار من المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس

تحولت "حديقة البقر" في الحي الأرميني في البلدة القديمة لمدينة القدس إلى ميدان دائم لاعتصام الطائفة الأرمينية، خشية تهويدها بعد بيعها إلى مستثمر إسرائيلي أسترالي قبل أربعة أعوام، علماً أن بطريرك الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية نورهان مانوغيان الذي باع ربع مساحة حي الأرمن لرجل الأعمال الإسرائيلي - الأسترالي داني روثمان، كان قد تراجع بضغوط رسمية وشعبية.

قضية البيع أثارت قلق الطائفة الأرمينية من تهديد وجودهم في الحي الملاصق للحي اليهودي، وتسعى جمعيات استيطانية إسرائيلية إلى السيطرة عليه.

وتقع الحديقة التي تحولت منذ سنوات طويلة إلى موقف للمركبات على السور الجنوبي الغربي للبلدة القديمة للقدس، وتشكل مع مجموعة من العقارات التاريخية في الحي الأرميني 25 في المئة من مساحته نقطة جديدة للصراع على الأرض.

لجنة ثلاثية

لكن الاحتجاجات الواسعة والمستمرة منذ أربعة أعوام، أجبرت بطريرك الكنيسة على التراجع عن قرار البيع، وإلى اللجوء للمحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس للطعن في صفقة البيع، وإبطالها.

وفجرت عملية البيع تلك موجة احتجاجات بين الأرمن في القدس ولبنان وأرمينيا والولايات المتحدة الأميركية.

وشكلت فلسطين والأردن وأرمينيا لجنة ثلاثية مشتركة لإقناع البطريرك بالتراجع عن الصفقة التي تهدد وجود أكثر من 2000 أرميني يعيشون في حارة الأرمن.

ويمتد الحي من باب "النبي داوود" جنوب البلدة القديمة للقدس، وصولاً إلى باب الخليل غرباً، ويتضمن منازل قديمة وأديرة للأرمن ومدارس.

ويلاصق الحي الأرميني الحي اليهودي في البلدة القديمة، و"تسعى إسرائيل إلى السيطرة عليه لربطهما معاً، وتقسيم البلدة إلى قسمين"، وفق مستشار اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين مانويل حساسيان.

وشدد حساسيان لـ"اندبندنت عربية" على أن "جمعيات استيطانية تسعى إلى تهويد تلك المنطقة الممتدة من ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل وحتى حائط البراق"، الذي يعتبره اليهود أحد أجزاء هيكل سليمان الأكثر قدسية لهم.

حضور يومي

ويقود الناشط الأرميني هاكوب دجيرنازيان الاعتصامات والأنشطة المناهضة لعملية البيع، ويعمل على تنظيم وجود يومي وعلى مدى الساعة في حديقة البقر خشية استيلاء الإسرائيليين عليها.

وحاولت الشرطة الإسرائيلية الأسبوع الماضي إخلاء الحديقة من المعتصمين، وأزالت الغرف البلاستيكية التي يقيم فيها المعتصمون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب دجيرنازيان، فإن مساحة الأرض المبيعة تبلغ 11 ألف متر مربع، مشدداً على أنها "أرض وقف للطائفة الأرمينية والبطريركية الأرمينية، لذلك لا يجوز بيعها، ومن ثم عملية بيعها باطلة قانونياً".

ومع أن دجيرنازيان أشار إلى أن تراجع بطريرك الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية نورهان مانوغيان عن البيع خطوة مهمة، لكنه أشار إلى أن إلغاء عقد البيع يحتاج إلى قرار من المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس.

ولم تحدد المحكمة تاريخاً للجلسة التي يأمل الأرمن في أن تحكم بإلغاء عقد بيع أراضيهم وعقاراتهم التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وتعهد دجيرنازيان بمواصلة الاعتصام والأنشطة الاحتجاجية حتى إلغاء عقد البيع "غير القانوني".

تقسيم الأرمن

وأرجع المؤرخ الفلسطيني نظمي الجعبة الوجود الأرميني في القدس إلى القرن الرابع الميلادي حين جاء الكهنة والرهبان من أرمينيا التي تعتبر أول دولة في العالم تتبنى المسيحية ديانة لها في عام 330 ميلادي.

ووفق الجعبة، فإن الأرمن بدأوا منذ ذلك التاريخ في زيارة القدس للحج في الكنائس فيها، ثم أقاموا أديرة لهم، ونزلاً لإقامتهم، تحولت لاحقاً إلى منازل دائمة.

وأشار الجعبة إلى أن الأرمن بنوا أيضاً أديرة في منطقة المصرارة قرب باب العمود في القدس، وعلى جبل الزيتون المطل على البلدة القديمة للمدينة.

وأوضح الجعبة أن الأرمن في القدس ينقسمون إلى قسمين: أولهم جاءوا بعد القرن الرابع الميلادي، والجزء الثاني جاء خلال الحرب العالمية الأولى في عام 1915.

ووفق الجعبة، فإن الأرمن الذين لجأوا إلى القدس في عام 1915 أقاموا في المنازل المحيطة بدير "مار يوسف" في الحي الأرميني، مشيراً إلى أن جميع المقيمين في الحي حالياً هم من تلك الفئة.

وأضاف الجعبة أن الأرمن الذي هاجروا إلى القدس في القرن الرابع الميلادي عاشوا في حارة النصارى في البلدة القديمة، وفي أرجاء المدينة، "حيث انصهروا مع أهالي المدينة، وأصبحت ثقافتهم عربية".

ولفت الجعبة إلى أن الأرمن من طائفة الأرثوذوكس يقيمون في حي الأرمن، ويتكلمون اللغة العربية لكن بشكل غير متقن، فيما يتحدث الأرمن الكاثوليك اللغة العربية بطلاقة وذلك بعد اندماجهم منذ قرون بين العرب.

ووفق الجعبة، فإن الأرمن كانوا جزءاً من توليفة حكم الفرنجة للقدس خلال احتلالهم للمدينة، حين كان الطرفان في تحالف وثيق في تلك الفترة.

كما أن الأرمن "انخرطوا في الجيش المغولي الذي هاجم بغداد، وقضى على الخلافة العباسية".

وأرجع الجعبة "مواقف الأرمن المعادية للمسلمين حينها إلى أن الدول الإسلامية سيطرت على أجزاء من أرمينيا، ومع ذلك وصل كثير من الأرمن إلى مناصب رفيعة في الدولة العثمانية".

وقال الجعبة إن الطائفة الأرمينية اشترت دير "مار يعقوب" في حارة الأمن من الجورجيين خلال حكم الفرنجة للمدينة، مشيراً إلى أن الجورجيين كانوا من أكثر الملاك في المدينة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات