Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شاب يمني يحمي "الريم" من قسوة الصيد والحرب

باسل الصايدي يكرس وقته لتربية الغزلان في فناء منزله بمحافظة إب ويحتضن الأنواع النادرة خوفاً عليها من الانقراض

يطمح الشاب اليمني إلى العمل في المجال السياحي والاسهام في إبراز بلده كوجهة سياحية (اندبندنت عربية)

ملخص

وفقاً لموقع "حلم أخضر" المتخصص في قضايا البيئة فإن خمسة أنواع من الغزلان والوعول معرضة للانقراض وبعضها انقرض بالفعل، وهي الغزال العربي الجبلي والريم وذو كأس والملكة سبأ والمها العربي.

لطالما أحب العرب الغزال ووصفوا جماله وأناقته، وشبه الشعراء والأدباء والمثقفون به محبوباتهم، واستعاروا اسمه عند التغزل بهن ووصفهن، ولكنهم في المقابل تسابقوا على اصطياده وأكل لحمه اللذيذ، وتنافسوا بقصد أو بغير قصد على قتله وإزالته من الخريطة أو في الأقل بيعه وتهريبه.

وبفعل تداعيات الحرب في اليمن يتعرض الغزال لعمليات صيد جائر، فتارة تتخطفه بنادق الصيادين ويباع في الأسواق من قبل بعض المهربين تارة أخرى، بينما لا تزال بعض فصائل الغزلان الأخرى تركض في جبال وسهول البلاد تنتظر مصيرها المجهول في ظل ضعف الرقابة الرسمية والدعم الحكومي لمواجهة جرائم الحياة البرية في البلاد.

محمية في فناء منزل

وفي تجربة لافتة يعمل الشاب اليمني باسل الصايدي على تربية "غزال الريم" النادر في فناء منزله بمنطقة الشّعِر في محافظة إب وسط البلاد، سعياً منه إلى "الحفاظ على الغزلان النادرة من فوهات بنادق القناصين ومن أخطار الانقراض الأخرى التي باتت تتهدد هذه الثروة في ظل عدم وجود محميات تقي هذه الحيوانات مصائد الموت".

اشترى الصايدي غزالين ذكراً وأنثى من أحد الصيادين قبل عام بمبلغ 400 ألف ريال يمني (800 دولار) بهدف الحفاظ عليها، إذ يقول "كان الصياد ينوي بيعها أو ذبحها في نهاية المطاف، فعالجنا الموقف بشرائها ونعمل على رعايتها حالياً"، لافتاً إلى أنه أصبح يمتلك الآن ثلاث إناث وذكراً واحداً "يتزاوجون كل ستة أشهر، وتبلغ فترة رضاعة الصغار أربعة أو خمسة أشهر".

 

غزلان وخيول

زارت "اندبندنت عربية" منطقة الشّعِر في ريف اللواء الأخضر والتقت الشاب الصايدي، وخلال حديثه إلينا يقول إنه "وجد في تربية الغزلان روحه، وأن العيش معها ماتع"، وعما حفزه على شرائها وتربيتها في منزله فهو يوضح أنه بسبب "جمالها وأناقتها وخوفاً عليها من الانقراض".

وكان صهيل الخيول العربية الأصيلة يتصاعد رويداً من محمية صغيرة في فناء المنزل، فالشاب اليمني يربيها إلى جانب الغزلان النادرة، ويضيف الصايدي "كان جدي يحب الخيول الأصيلة ويربيها، وأنا كذلك أحبها وأربيها كما يفعل".

هواية التصوير

كانت رحلة مليئة بالشغف والجمال تعرفنا من خلالها على مواهب وتطلعات الشاب الصايدي، فأخبرنا أنه يحب الثقافة والتراث والحضارة ويسعى إلى الحفاظ عليها، وإلى جانب ذلك يمارس هواية "فهو شغف وحب بالنسبة إلي".

وأضاف، "أحاول إظهار وجه البلاد المشرق من خلال ممارستي التصوير والتقاط الصور المعبرة عن الطبيعة الخلابة والتراث والتاريخ اليمني".

 

 

ويعمل ابن مدينة إب اليمنية ذو الـ17 سنة في المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية بعد أن درس برمجة الهواتف النقالة قبل أن ينقطع عنها بسبب قلة الدعم، ويطمح في المستقبل أن يكون خبيراً في المجال السياحي ويسهم في إبراز بلده كوجهة مميزة للسياحة.

تشجيع بضوابط رسمية

وحول قيام بعض الأشخاص بشراء الغزلان وتربيتها في المنزل خوفاً عليها من الإنقراض في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد وشح الإمكانات الرسمية للتصدي لجرائم الحياة البرية، قال المدير العام لإدارة التنوع الحيوي في الهيئة العامة لحماية البيئة ونقطة الاتصال الوطنية لـ "اتفاق سايتس" الخاص بالأنواع المهددة بالانقراض، عمر باعشن، إن "تلك الظاهرة لها مساوئ خطرة لأن طريقة الحصول على الغزلان قد تكون مخالفة، ومن يربيها لا يوجد لديه تصريح رسمي، إذ إن التربية لا تتم بطرق صحيحة".

وتابع باعشن، "أما من يشتريها فلا يكتفي بها، بل يشتري حيوانات نادرة إلى جانبها من الصيادين"، مضيفاً في الوقت نفسه "لا نمانع من مساعدة كل أولئك الذين يعملون على تربيتها وجعل ذلك رسمياً وفق ضوابط واستشارات علمية".

مهددة بالإنقراض

ووفقاً لموقع "حلم أخضر" المتخصص في قضايا البيئة فإن "خمسة أنواع من الغزلان والوعول معرضة للانقراض وبعضها انقرض بالفعل، وهي الغزال العربي الجبلي والريم وذو كأس والملكة سبأ والمها العربي".

 

 

وسابقاً وجدت الغزلان في معظم محافظات البلاد، لكن المعلومات الحديثة تشير إلى أنها موجودة في أبين وشبوة وحضرموت، وكذلك المهرة ومأرب والجوف، وتتضارب الروايات في شأن وجود هذه الأنواع في السهل التهامي، ويكاد ينحصر تواجد "غزال الريم" إلى فترة ليست بالقصيرة على حضرموت وأجزاء من المهرة في النطاق الصحراوي.

تهريب الأنواع المهددة بالانقراض

ورُصدت عمليات بيع وشراء للحيوان النادر في محافظة شبوة بأسعار تتراوح ما بين 500 و1000 دولار، وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للسلطات الأمنية وهي تلقي القبض على بعض المهربين وإلى جانبهم عدد من الغزلان النادرة.

وأشار باعشن إلى أن القوانين والاتفاقات الدولية تحرم تهريب الأنواع المهددة بالانقراض، كما أن تصديرها لا يتم إلا بموافقة "الهيئة العامة لحماية البيئة في البلاد".

جهود حكومية بطيئة أعاقتها الحرب

وأوضح باعشن أن "كثيراً من أنشطة التوعية تستهدف المحافظة على الحياة البرية ومنها الغزلان، كما وضعت خططاً للمحافظة على تلك الأنواع في محميات طبيعية وجرى درس بعض أماكنها وعمل ورش عمل لبعض المنافذ الحدودية لمنع تهريبها، لكنها كجهود بطيئة وأعيقت بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، ونسعى إلى استكمال تلك البرامج".

المزيد من منوعات