Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قسد" تنفي انقلاب العشائر وتؤكد اقتراب الحسم في دير الزور

المتحدث الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" يقول إن الاشتباكات إلى انحسار ويتهم فصائل المعارضة المدعومة من تركيا بتحريك الأحداث

ملخص

دير الزور تتشكل من 127 قرية خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهي مساحة جغرافية واسعة لكن التوترات حصلت في 4 قرى فقط.

لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحين من عشائر بريف دير الزور الشرقي على خلفية عزل قائد مجلس دير الزور العسكري لاتهامه بارتكاب مخالفات وجرائم، مقرونة بالأدلة، بحسب "قسد".

وقال مظلوم عبدي القائد العام لـ"قسد"، إنه بالتعاون مع الأهالي في دير الزور، ستواصل قواتهم في سياق حملة "تعزيز الأمن" عملية إرساء الاستقرار وتوفير الأمان للمواطنين. أضاف عبدي في أول تعليق له منذ اندلاع الأحداث بريف دير الزور عبر حسابه على منصة "إكس"، أنه على رغم أن الأوضاع تذهب باتجاه استعادة الأمن وبسط الاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي بفضل المجتمع المحلي والعشائر وقوات سوريا الديمقراطية، فإن "الاحتلال التركي ومرتزقته ينفذان الهجمات على تل تمر ومنبج للنيل من استقرار المنطقة وإرادة شعبنا" وذلك في إشارة إلى الهجمات التي يشنها مسلحون معارضون مدعومون من تركيا.

وفي السياق قال فرهاد الشامي مدير المركز الإعلامي لـ"قسد" إن تحركات الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا في منبج وتل أبيض وتل تمر مرتبطة بالأحداث في دير الزور، وإنهم كانوا يحاولون تشتيت انتباه قوات سوريا الديمقراطية وإيجاد صراع جانبي "لكن هذا المخطط فشل وكسرت جميع هجماتهم في هذه المناطق بأقل الضحايا".

استمرار العملية

ومنذ 27 أغسطس (آب) الماضي أطلقت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي حملة أمنية تحت مسمى "تعزيز الأمن" في دير الزور متعددة الأهداف بحسب الشامي وكان الهدف الأساسي منها ملاحقة خلايا "داعش" التي "نفذت أكثر من 60 عملية إرهابية استهدفت قواتنا وكذلك المدنيين في المنطقة وموظفي المؤسسات الخدمية" إضافة إلى ملاحقة قسد لتجار المخدرات الذين يتسللون من الجانب الغربي لترويجها في مناطق شمال وشرق سوريا بينما الهدف الثالث من الحملة ملاحقة الذين ارتكبوا الجرائم بحق الأهالي وفق مسؤول الإعلام في "قسد".

وكشف الشامي في حديثه الخاص لـ"اندبندنت عربية" عن مجريات الحملة، حيث أشار إلى أنها سارت خلال اليومين الأولين بشكل جيد وتم اعتقال 10 عناصر من "داعش" وثمانية أشخاص من تجار المخدرات وميسري تجارتهم، "لكن بعض الأطراف في اليوم الثالث من الحملة خشيت تأثيرها على نشاطهم وخلاياهم في منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور لذا سعوا إلى إحداث فتنة وتوغلوا في أربع قرى بمنطقة دير الزور، بالتحديد في الشحيل والذيبان والبصيرة والصبحة".

حال دير الزور

وتحدث الشامي بشيء من التفصيل حول مجريات النزاع القائم في المنطقة وتورط النظام السوري في الأحداث قائلاً إن "دير الزور تتشكل من 127 قرية خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهي مساحة جغرافية واسعة لكن التوترات حصلت في أربع قرى فقط، وإنه حتى العشائر العربية كالشعيطات والبكارة والأفخاذ الأساسية لقبيلة العقيدات كانوا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ولم ينضموا إلى هذه التشكيلات التي حرضتها أطراف من النظام السوري الذين توغلوا في الضفة الشرقية من النهر وانضموا إلى بعض تجار المخدرات وأشخاص كانوا على قائمة المطلوبين لارتكابهم أعمال إجرامية"، متابعاً "لدينا مشاهد مصورة تثبت توغل هؤلاء العناصر التابعين للنظام السوري إلى المنطقة محاولين إشعال فتيل الفتنة بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته لم يعلق النظام السوري على الأحداث الجارية في ريف دير الزور، لكن معلقين سياسيين مقربين من الحكومة سارعوا عبر تصريحاتهم إلى التأكيد أنه لا مصلحة للنظام السوري في حدوث اقتتال سوري- سوري في شرق الفرات.

لكن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية قال، أمس الإثنين، في مقابلة مع قناة "الحدث" إنهم كشفوا خلال اليومين الماضيين مخططات كبيرة للنظام السوري للسيطرة على مناطقهم، وإن الجيش السوري انسحب من المناطق التي كان يوجد فيها على أطراف منبج.

وأضاف الشامي أن "قوات سوريا الديمقراطية لم تستخدم الحزم في الأيام الماضية خلال حملتها "لأن تلك العناصر الإجرامية حاولت جرها إلى مناطق المدنيين لإيقاع إصابات في صفوفهم لكن مقاربتنا كانت شديدة الحساسية وربما تأخر الحسم لهذه المسألة فقط"، مستدركاً أن "يوم الأحد الماضي قررت قوات سوريا الديمقراطية إنهاء هذه المسألة وأعيدت السيطرة وتثبيت الأمن في ثلاث قرى وهي الشحيل والبصيرة والصبحة، وتبقت قرية واحدة وهي قرية الذيبان، توغل فيها عناصر النظام ويجري العمل عليها لطرد المجاميع المسلحة منها".

لا صراع بين العشائر وقسد

مدير المركز الإعلامي لـ"قسد" أكد أن المشكلة لم تكن بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية "بل على العكس تماماً لم تنضم أي عشائر إلى الأحداث وكانت إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، وأبناء هذه القبائل كانوا يتقدمون الصفوف الأمامية وهذه الحملة كانت أساساً على طلبهم"، مضيفاً أن كثيراً من وسائل الإعلام تداولت معلومات خطأ إما عن جهل أو بسبب عدم حصولهم على المعلومات وبعضها الآخر هي أساساً وسائل إعلام تحريضية وعلى عداء مع قوات سوريا الديمقراطية لأسباب سياسية متعلقة بارتباطها بالاحتلال التركي والنظام السوري.

وأوضح أن ثمة ثلاث قبائل عربية كبيرة في منطقة دير الزور وهي البكارة والشعيطات والعكيدات وجميعهم ضمن قوات سوريا الديمقراطية، لكن بعض العناصر من العكيدات مرتبطين بشخص عزل من قيادة مجلس دير الزور العسكري "بسبب ارتباطه مع أطراف خارجية وكذلك ارتكابه لجرائم الاتجار بالمخدرات وذلك بناء على إثباتات موجودة لدى قوات سوريا الديمقراطية وسلمت أيضاً لقوات التحالف الدولي"، إضافة إلى أن بعض المستفيدين حاولوا تأجيج الوضع "لكن المشكلة لم تكن بالمطلق بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية وجميع الذين روجوا لهذه الرواية فشلوا في تقديم دليل واحد في هذا الأمر"، بحسب الشامي.

مستقبل دير الزور

تتجه الاشتباكات القائمة للحسم من وجهة نظر "قسد" وبحسب ما هو مخطط من قبلها، لا سيما بعد سيطرتها على القرى الثلاث التي توغل فيها المسلحون، فيما تتجه الأنظار خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة نحو قرية الذيبان المحاذية لنهر الفرات المعقل الأخير للمسلحين القبليين، لكن ثمة مشكلات ومطالب خدمية يطالب بها سكان ريف دير الزور الشرقي وهو ما أكده مسؤول الإعلام في "قسد" قائلاً، إن ثمة مشكلات خدمية ومعيشية في المنطقة متعلقة بالإمكانات القليلة المتوفرة لدى الإدارة الذاتية وكذلك مرتبطة برفض المجتمع الدولي مساعدة المنطقة.

وتابع "نحن نعلم أن دير الزور تخلصت من داعش لكن المنظمات الدولية أغلقت المعابر ولم تساعد المنطقة على العكس من مناطق أخرى"، مشدداً على أن المسألة تتعلق بمدى إمكانية استجابة المجتمع الدولي لمطالب الناس، وأنهم في قوات سوريا الديمقراطية على علم بأن المنطقة في حاجة إلى كثير من الخدمات وإمكانات الإدارة الذاتية لا تكفي لسدها، "لذا هناك بعض النواقص ستتم معالجتها".

وبحسب الشامي، فإن تهديدات خلايا تنظيم "داعش" لموظفي المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للإدارة الذاتية تشكل عائقاً في عملية تقديم الخدمات بريف دير حيث تنشط هذه الخلايا، مشيراً إلى أن كثيراً من المنشورات تهدد الموظفين من قبل التنظيم وأن قسد ستركز على هذا الجانب في الفترة المقبلة، إضافة إلى تنظيم المجلس العسكري لدير الزور والمجلس المدني.

ونوه بأن "قوات سوريا الديمقراطية منهمكة الآن بفرض الأمن بشكل أكبر لكن ذلك سيؤثر إيجاباً على نوعية الخدمات والحالة الأمنية والحرب ضد داعش لأن هذه العملية أتت لتحقيق هذه الأمور لصالح سكان دير الزور".

مكافحة "داعش"

يقول الشامي، إنه "على رغم الأحداث الجارية بريف دير الزور فإن العملية الأمنية ضد خلايا داعش هناك مستمرة، والتأخير في حسمها يعود إلى تأثير أن بعض الأطراف لا تريد أن ينتهي التنظيم، وهنا نوجه الاتهام بشكل مباشر للأطراف المعادية للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية خصوصاً تركيا وتوابعها".

المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية يشدد على أن "التنوع القومي متجذر في تشكيل قوات سوري الديمقراطية لذا مسألة الصراع العربي الكردي مستبعدة تماماً عن واقع الحال، على عكس ما تروج له بعض وسائل الإعلام". ويشير الشامي إلى أن مقاتلي "قسد يتكونون من عرب وكرد وسريان وآشور وكلدان وكذلك تركمان، لذا فإن هذه المسألة ستعزز العلاقة الكردية باعتبار أن المخطط الخبيث الذي كان يجهز للمنطقة قد كشف ووئد في دير الزور"، على حد تعبيره.

المزيد من حوارات