Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقسام الهند حول أحد أفلام بوليوود يتحوّل إلى نزاعٍ دامٍ

اتهم النقاد فيلم المخرج سوديبتو سين بأنه ينشر الأباطيل ويعزز رهاب الإسلام

نزاع في الهند على خلفية فيلم بوليوود قسم البلاد إلى خطوط تماس (رويترز)

ملخص

"قصة كيرالا" فيلم هندي منخفض الكلفة يثير العنف في الهند.

تسبب فيلم بوليوود الذي صور كيف تستدرج نساء هندوسيات ومسيحيات للانضمام إلى "داعش" بانقسام الهند إلى خطوط تماس وظهور خلافات أدت إلى مصرع أشخاص وإصابة آخرين بجروح.

"قصة كيرالا" Kerala Story هو فيلم درامي خيالي وصف في البداية على أنه مستوحى من قصص حقيقية لأكثر من 30 ألف امرأة إلى أن أمر صناع الفيلم بالتراجع عن هذه المزاعم بعد أن أعلنت محكمة أنهم لا يملكون أدلة حسية تدعم هذه الوقائع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف النقاد من أحزاب معارضة في كافة أنحاء الهند الفيلم بأنه دعاية "بروباغندا" هندوسية قومية واتهموه بالترويج لرهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) في حين تبنى حزب بهاراتيا جاناتا BJP الحاكم بالترويج له بشكلٍ كبير بما في ذلك من خلال تغريداتٍ صادرة عن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وشكل الفيلم المنخفض الميزانية الذي أخرجه سوديبتو سين موضع جدلٍ كبير منذ إطلاق إعلانه الترويجي في الهند. وبعد انطلاق الفيلم في صالات السينما يوم الخامس من مايو (أيار) الجاري، قامت ولاية بنغال الغربية بحظر عرضه فيما خفضت ولايتا مدهيا براديش وأوتار براديش الأكثر اكتظاظاً في البلاد واللتين يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بخفض أسعار التذاكر من خلال الإعفاء من ضرائب الحكومة.

وسُجلت أول وفاة جراء النزاع في ماهاراشترا في مدينة أكولا بعد أن اندلعت الاشتباكات بين مجموعتين تملكان آراء مختلفة حول الفيلم. كما رفعت حكومة الولاية من تواجد الشرطة في المدينة وقطعت الإنترنت في العديد من المناطق في محاولةٍ لمنع المحتجين والمجموعات المتنازعة من التجمع.

وأُفيد بأن الاشتباكات بدأت عقب منشور على "إنستغرام" يوم السبت بشأن فيلم "قصة كيرالا" وأسفرت عن مقتل عامل الكهرباء فيلاس غايكواد، 40 سنة، بعد أن قامت مجموعتان متنازعتان بالتراشق بالحجارة وحطمتا عدداً من السيارات الخاصة والتابعة للحكومة بحسب ما نقلت وكالة أنباء "آسيا" ANI عن مسؤولين في الحكومة.

وأعلنت شرطة ماهاراشترا أنه تم توقيف أكثر من 135 شخصاً على خلفية الاشتباكات. وقال نائب رئيس وزراء الولاية ديفندرا فادنافيس بأن مراكز الشرطة في أنحاء الولاية تلقوا تحذيراً بالبقاء على أهبة الاستعداد والتنبه من أي رسائل كراهية أو احتدامات طائفية.

وفي حادثة منفصلة في جامو وكشمير، أُفيد عن تعرض العديد من الطلاب المسلمين في كلية الطب الحكومية في مدينة جامو للضرب على يد مناصرين للفيلم مساء يوم الأحد.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن طالبٍ لم يتم الكشف عن اسمه من كشمير بأن الاشتباكات اندلعت بين مجموعتين من الطلاب عندما بدأ أحدهم بنقاشٍ حول فيلم "قصة كيرالا" على مجموعة على تطبيق "واتساب" ولقي اعتراضاً من مجموعة من الطلاب المسلمين.

وفي هذا السياق، غردت محبوبة مفتي زعيمة الحزب الديمقراطي الشعبي في كشمير قائلةً: "من الصادم أن تقوم الحكومة الهندية بالترويج للعنف وتشجيعه من خلال الأفلام التي تشعل الفتنة الطائفية. تتم إراقة دماء الأبرياء لإشباع ظمأ حزب بهاراتيا جاناتا اللامتناهي لتحقيق مكاسب انتخابية تافهة".

ولم يقم رئيس وزراء ولاية كيرالا بينارايي فيجايان بحظر الفيلم في الولاية ولكنه قال إن الفيلم يبدو مصنوعاً "بهدف زرع الاستقطاب والانقسام الطائفي ونشر الكراهية".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت العديد من الوسومات (هاشتاغ) البديلة بشأن الفيلم على غرار "قصة كيرالا الخاصة بي" #myKeralaStory و"قصة كيرالا الحقيقية" #RealKeralaStory بالانتشار بقوة إذ قام الأشخاص بمشاركة قصصهم الخاصة عن التناغم الديني والصداقات بين الأديان.

وفي سياق متصل، أوردت قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (آي أم دي بي) IMDB في ملخص الفيلم الذي نشرته بأنه يدور حول "امرأة اعتنقت الإسلام وتُدعى فاطمة با وتروي معاناتها كيف أنها أرادت أن تصبح ممرضة ولكنها اختُطفت من منزلها واستُغلت على يد طلائع من الجيوش الدينية وتحولت إلى إرهابية في تنظيم داعش قبل أن ينتهي بها المطاف داخل سجنٍ في أفغانستان".

وأشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالفيلم قائلاً بأنه هدف إلى "إظهار تداعيات الإرهاب في المجتمع".

وفي ولاية أوتار براديش، قال رئيس الوزراء يوغي أديتيانا المثير للجدل والمنتمي لحزب بهاراتيا جاناتا بأن الفيلم "يلفت انتباه البلاد بأكملها حول مؤامرة جهاد الحب" في إشارةٍ إلى نظرية لا أساس لها حول وجود جهودٍ منسقة بين رجال مسلمين يستهدفون نساء هنديات من دياناتٍ أخرى ويجعلونهن تعتنقن الإسلام من خلال الزواج. وأضاف قائلاً: "يجب أن تتنبه الأمة بأسرها حول هذا الخلل. لقد تم بذل جهدٍ شجاع وجدير بالثناء في هذا الإطار من خلال منتج الفيلم ومخرجه وطاقم العمل كله".

ويوم الجمعة، صدر الفيلم في أكثر من 200 صالة في الولايات المتحدة وكندا. وقال محرج الفيلم سين للمراسلين الصحافيين خلال مؤتمر صحافي افتراضي بأن "الهند كانت تعيش في إنكارٍ للمسألة التي بدأت منذ وقت طويل في ولاية كيرالا. إن قصة كيرالا هي مهمة تتخطى إطار الحدود الإبداعية للسينما وهي حركة يجب أن تطاول الجمهور في كافة أصقاع الأرض وتنشر الوعي".

وأشار منتج الفيلم فيبول شاه إلى أن "موضوع الفيلم أُخفي عن الشعب وهو يستحق أن يُروى. لقد صنعنا الفيلم لبدء التداول بهذه القصة في أنحاء العالم".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات