"دبلوماسية الثقافة" حاضرة في قمة البحرين بشعار يزينه اللؤلؤ

قد تفسح اللقاءات السياسية والدبلوماسية مساحات لإبراز الإرث الثقافي للدولة صاحبة التنظيم، وهو ما اعتنت به مملكة البحرين خلال تنظيمها مراسم القمة العربية الـ33، معتبرة الثقافة جزءاً من إستراتيجية الهوية الوطنية للمملكة، فاختارت تشكيل شعار القمة من مواردها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وأشهرها حجر اللؤلؤ.

وتقول الرئيسة التنفيذية لمعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة نورة جمشير إن اللؤلؤ البحريني معروف على مدى التاريخ بأنه أجود أنواع الحجار الكريمة، إذ كان الملوك والأمراء يتسابقون على شرائه من مملكة البحرين، وكان هذا أحد أهم الأسباب التي أدت إلى توظيفه حين طرح موضوع تصميم شعار القمة العربية وتقديمه لرؤساء الدول المشاركة.

وتضيف جمشير لـ "اندبندنت عربية" أن "اللؤلؤ المستخدم بحريني حر من مياه البلاد الإقليمية، وخضع للفحص في المركز المخصص للتأكد من جودته وتصنيفه وفقاً لأعلى مقاييس جودة اللؤلؤ".

الصدف اللؤلؤي والذهب البحريني

وذكرت جمشير أن تصميم الشعار يعكس البعد الثقافي لمملكة البحرين، ويتضمن في الوقت ذاته عناصر مستوحاة من الثقافة البحرينية والعربية التي تتناغم مع مكونات الروابط في العلاقات بين الدول العربية، ويحاكي الشعار في شكله الهندسي الدائري استدارة الشعار الرسمي لمملكة البحرين، ويعكس في نقوشه الزخرفية الهوية المعمارية في طراز المباني والقلاع التاريخية البحرينية العريقة، وتوسط تصميم الشعار واجهة صنعت من صدف اللؤلؤ الطبيعي الذي يحمل في طياته ترجمة الإرث الاقتصادي لمهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ.

وأشارت إلى أن مهنة البحث عن اللؤلؤ تلاشت مع تنامي اكتشاف النفط في الخليج خلال النصف الأول من القرن الماضي، بعد أن كانت أحد أهم الاقتصادات في دول الخليج، منوهة بأن الصدف اللؤلؤي في الشعار يحيط به إطار من الذهب البحريني الأصفر الخالص، وهو أجود أنواع الذهب في منطقة الخليج العربي، ويتوسط التصميم شعار جامعة الدول العربية في حين كتبت حروف الشعار بخط الثلث الذي يظهر جمال الخط العربي وحيويته باللون الأحمر، إذ يرمز إلى لون علم مملكة البحرين.

واعتبرت جمشير أن التصميم المبتكر للشعار يعكس رؤية مملكة البحرين في تقديم تصميم يجمع بين التراث والحداثة ويشكل في تفاصيله العمق القومي العربي،

وعرض الشعار في أماكن سياحية وتاريخية عدة في المدن البحرينية، وتزينت به أشهر ميادينها ومبانيها.

الدبلوماسية الثقافية

تصميم الشعار ومكوناته يؤكد في تفاصيله حتمية الاعتماد على الثقافة كقوة دافعة ومعاضدة للعلاقات بين الدول العربية، كونها تشكل البنى العميقة للمجتمعات فتسمح بفهم خصوصياتها، مما يؤكد فاعلية الدبلوماسية الثقافية التي تعد جزءاً أساساً في المحافل الرسمية.