Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شي ينتقد "الناتو" في ذكرى حادث مأسوي قبل توجهه إلى بلغراد

اتفق مع ماكرون على ضرورة الحل السلمي لـ"النووي الإيراني" وحذر من تشويه صورة بلاده بسبب أوكرانيا

ملخص

لمس الرئيس الصيني أمس الإثنين في مستهل زيارته إلى فرنسا حزماً أوروبياً في شأن مسائل تجارية متراكمة، مبدياً تأييده "هدنة أولمبية" ينادي بها نظيره الفرنسي

انتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي (ناتو) على خلفية قصفه "الفاضح" للسفارة الصينية لدى يوغوسلافيا عام 1999، محذراً من أن بكين "لن تسمح أبداً بتكرار حدث تاريخي مأسوي كهذا".

ونشرت تصريحات شي في صحيفة "بوليتيكا" الصربية قبل وصوله إلى العاصمة بلغراد في وقت لاحق الثلاثاء ضمن زيارته الأولى لأوروبا منذ تفشي "كوفيد". وتتزامن زيارته مع ذكرى مرور 25 عاماً على عملية القصف من قبل التحالف العسكري، والتي ألقي باللوم فيها على خطأ في تحديد المواقع ارتكبته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى.

وكتب شي في "بوليتيكا"، "قبل 25 عاماً من اليوم، قصف (الناتو) بصورة صارخة السفارة الصينية لدى يوغوسلافيا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة صحافيين صينيين". وأضاف، "علينا ألا ننسى ذلك إطلاقاً. يعتز الشعب الصيني بالسلام، لكننا لن نسمح بتكرار تاريخ مأسوي إلى هذا الحد"، كما أشاد بـ"الصداقة الصلبة" بين الصين وصربيا التي قال إنها "سطرت بدم أبناء بلدينا".

ويتوقع أن يصل شي إلى بلغراد ليل الثلاثاء بعد زيارة دولة قام بها إلى باريس وشهدت نقاشات حادة أحياناً مع الرئيس إيمانويل ماكرون في شأن قضايا بينها حرب أوكرانيا.

وتعد محطتاه الأوروبيتان المقبلتان صربيا والمجر من بين أكثر الدول الأوروبية تعاطفاً مع موسكو التي بدأت حربها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وضخت الصين المليارات في صربيا ودول مجاورة في منطقة البلقان، خصوصاً في مجالي التعدين والصناعة، ووقعت بكين وبلغراد العام الماضي اتفاقية للتجارة الحرة.

وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا التزامهما بالسعي إلى تسوية سياسية للقضية النووية الإيرانية، وذلك في بيان مشترك نشرته وسائل الإعلام الرسمية الصينية اليوم الثلاثاء. ودعا الزعيمان أيضاً إلى "التنفيذ الملموس" لحل الدولتين، و"نددا" بسياسة إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

حرب أوكرانيا

حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ من تشويه صورة الصين بسبب الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن بكين لعبت "دوراً إيجابياً" في محاولة إيجاد حل سلمي للهجوم الروسي. وقال للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "نحن نعارض استخدام أزمة أوكرانيا لإلقاء اللوم، وتشويه صورة دولة ثالثة والتحريض على حرب باردة جديدة". وأضاف "الصين ليست مصدر الأزمة وليست طرفاً فيها. ومع ذلك، فإننا لا نقف مكتوفي الأيدي أمام مصائب الآخرين. لقد لعبنا دوراً إيجابياً في البحث عن السلام منذ البداية".

واستشهد شي أمس الإثنين بدعوة الصين إلى إجراء محادثات سلام وبجولة للدبلوماسي الصيني لي هوي استمرت 10 أيام في مارس (آذار) وشملت روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بهدف المساعدة في البحث عن توافق.

وتؤكد الصين رسمياً أنها على الحياد في حرب أوكرانيا، إلا أنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الهجوم الروسي. كما شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقارباً منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

بيع أسلحة لروسيا

من جانبه، أثنى إيمانويل ماكرون على "الالتزامات الصينية بالامتناع عن بيع أي أسلحة (وتقديم) أي مساعدة لموسكو"، في تصريح للصحافيين في باريس إلى جانب الرئيس شي جينبينغ. كما رحب الرئيس الفرنسي برغبة نظيره الصيني "بمطالبة جميع الأطراف المعنية" في مختلف النزاعات بإعلان "هدنة أولمبية".

 

حزم أوروبي في المسائل التجارية

ولمس الرئيس الصيني الإثنين في مستهل زيارته إلى فرنسا حزماً أوروبياً في شأن مسائل تجارية متراكمة، مبدياً تأييده "هدنة أولمبية" ينادي بها نظيره الفرنسي.

ووصل شي الأحد إلى العاصمة الفرنسية، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء غابريال أتال، في محطة أولى ضمن زيارة أوروبية ستشمل صربيا والمجر، وهي الأولى للرئيس الصيني للقارة العجوز منذ عام 2019 وتتزامن مع ذكرى مرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية - الصينية.

وعبر ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين عن موقف حازم في شأن القضايا التجارية خلال اجتماع في الإليزيه مع الرئيس الصيني.

وشدد ماكرون خلال الاجتماع على أهمية اعتماد "قواعد عادلة للجميع" مع تصاعد الخلافات التجارية بين أوروبا والصين. من جهتها، أكدت فون دير لايين أن "أوروبا لن تتردد في اتخاذ قرارات حازمة" إذا لزم الأمر "لحماية اقتصادها وأمنها".

وقالت فون دير لايين، "لدينا مصلحة في إظهار أن تعاوننا يؤتي ثماره" متحدثة عن "التحدي" المتمثل في "العلاقة الاقتصادية الجوهرية" بين بروكسل وبكين ومطالبة بـ"مساواة في الوصول إلى الأسواق". وكانت أشارت قبل الاجتماع إلى أن أوروبا لا يمكنها "أن تقبل" بـ"تجارة غير عادلة" ناجمة عن تدفق السيارات الكهربائية أو الفولاذ الصيني المصنع بفضل "الإعانات الضخمة".

واعتبر شي في رده أن "المشكلة المسماة فائض القدرة لدى الصين غير موجودة"، مشدداً على أن "القطاع الصيني للطاقة الجديدة" أتاح "زيادة العرض العالمي وتخفيف الضغوط التضخمية العالمية". وأضاف "ما يسمى مشكلة القدرة الفائضة للصين غير موجودة، سواء من حيث الميزة النسبية أو في ضوء الطلب العالمي".

وفي ظل المخاوف الأوروبية من التراجع اقتصاديا في ظل التنافس بين القوتين الأوليين في العالم، أي الولايات المتحدة والصين، فتحت بروكسل خلال الأشهر الماضية سلسلة تحقيقات في شأن حزم الدعم التي تقدمها الحكومة الصينية لبعض القطاعات الصناعية، خصوصاً السيارات الكهربائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بكين تتهم أوروبا بـ"الحمائية"

ويخشى الأوروبيون والأميركيون من أن هذا الدعم الحكومي يقوض المنافسة، وقد يلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي. وتتهم بكين أوروبا بـ"الحمائية" وتعتزم جعل موقفها واضحاً في باريس. وفتحت الصين بدورها تحقيقاً في شأن الدعم الحكومي لبعض المنتجات مثل مشروب الكونياك الفرنسي.

في هذا الإطار، قدم ماكرون لنظيره الصيني قوارير من الكونياك الفرنسي ورحب برغبة شي "بمطالبة جميع الأطراف المعنية" في مختلف النزاعات بإعلان "هدنة أولمبية". وفي معرض دعوته إلى "إطار للتنافس العادل" أكد أن النقاش أتاح "توضيح" التباينات من أجل "تنقية العلاقات الاقتصادية وإعطائها دفعاً جديداً".

وجرى توقيع عقود تجارية عدة بين شركات فرنسية وصينية الإثنين بمناسبة زيارة الرئيس الصيني، لا سيما في مجالات الطاقة والنقل والتمويل، وفق الإليزيه.

الحوار الأوروبي - الصيني

وفي ما يتعلق بالقضية الرئيسية الأخرى حالياً، دعا ماكرون إلى تنسيق "حاسم" في شأن الحرب في أوكرانيا على أمل ألا تزيد بكين دعمها لروسيا، في حين قالت فون دير لايين إن الاتحاد الأوروبي وباريس يعولان على الصين "لاستخدام كل تأثيرها في روسيا" لوقف حرب أوكرانيا. وأضافت "لقد أدى الرئيس شي دوراً مهماً في الحد من التهديدات النووية غير المسؤولة لروسيا، وأنا واثقة من أنه سيواصل القيام بذلك".

وقال ماكرون في بداية اللقاء "مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة"، مضيفاً "الوضع على الساحة الدولية يحتاج بوضوح أكثر من أي وقت مضى إلى هذا الحوار الأوروبي - الصيني".

وأثنى ماكرون الإثنين على "الالتزامات الصينية بالامتناع عن بيع أي أسلحة (وتقديم) أي مساعدة لموسكو"، في تصريح للصحافيين في باريس إلى جانب نظيره الصيني.

كسر البروتوكول

وقال شي في مقال نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الأحد، "نأمل في أن يعود السلام والاستقرار بسرعة إلى أوروبا، ونعتزم العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي برمته لإيجاد سبل جيدة لحل الأزمة" في أوكرانيا.

وسيحاول ماكرون تكرار هذا الموقف خلال محطة في جبال البيرينيه، الثلاثاء، وستكون شخصية أكثر، إذ يترافق فيها الرئيسان مع زوجتيهما. وتهدف هذه المأدبة في ممر تورماليه الجبلي، حيث كان ماكرون يمضي إجازاته طفلاً لدى جدته، إلى كسر البروتوكول الدبلوماسي وخوض نقاش صريح ومباشر، خصوصاً في شأن أوكرانيا.

أما في شأن قضايا حقوق الانسان في الصين، فأكد ماكرون أنه يؤثر التطرق إلى "التباينات... خلف الأبواب الموصدة". ولا تصر باريس على منح مسألة تايوان أولوية، على رغم ما تشكله من نقطة خلاف أساس بين بكين وواشنطن.

المزيد من دوليات