Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف الثأر تطل برأسها بعد اعتقال قائد لـ"داعش" في ليبيا

يرى مراقبون أن حقول النفط تغريهم بالتمدد وآخرون يذهبون إلى الاستبعاد وسط تحشيد أمني متواصل بالمنطقة

مخاوف من عودة التمدد الإرهابي في ليبيا   (رويترز)

ملخص

اعتقال قائد لـ"داعش" أثناء انتقاله من الجنوب للغرب في ليبيا، هل يعد مؤشراً لمحاولة عودة العمليات الإرهابية بالبلاد؟

برزت أخيراً مخاوف من إمكانية عودة نشاط التنظيمات الإرهابية إلى الساحة الليبية بخاصة أن البلد ما زال يتخبط في مستنقع الصراعات الأمنية والنزاعات السياسية على سدة الحكم، وجميعها عوامل جاذبة للجماعات المتطرفة للانتشار في البلد من جديد مع الأخذ في الاعتبار أن سرت ودرنة كانتا حتى وقت قريب أحد أبرز معاقل تنظيم "داعش".

يقول مراقبون إن الجنوب الليبي الغني بالنفط والغاز والرخو أمنياً يبقي أحد أهم المناطق التي ما زالت تسيّل لعاب التنظيمات الإرهابية بخاصة أنها تتمتع بحزام حدودي مشترك مع عدة دول أفريقية تشهد حالياً صراعات مسلحة.

القائد الليبي لـ"داعش"

تمكنت ليبيا من القضاء على تنظيم "داعش" أواخر 2016، غير أن إلقاء القبض بداية الشهر الجاري على أمير "داعش" الليبي هاشم أبو سدرة، والمتورط في عدة أعمال إرهابية، أثناء دخوله العاصمة الليبية طرابلس قادماً من الجنوب الليبي، أعاد مخاوف عودة التمدد الإرهابي.

حقول النفط 

المتخصص في الشؤون الأفريقية موسي تيهو ساي، يرى أن عودة "داعش" للتمركز في معقله الرئيس في سرت (وسط ليبيا) أمر صعب التكرار، باعتبار أن هذه المنطقة تخضع لسلطة عسكرية قوية من قبل قوات مصراتة من المدخل الغربي، ومن الجهة الشرقية توجد بها قوات حفتر، وجميعها قوات تتمتع بتجربة في القتال وتعقب التنظيمات الإرهابية.

يوضح، أن محاولات تحرك قادة الإرهاب من الجنوب إلى العاصمة والوسط الليبي هي مسعى للتمدد نحو الحقول النفطية لتغطية نفقاتها، وأشار إلى أن تحرك أبو سدرة من هناك نحو الغرب الليبي يعد مؤشراً على الضعف الأمني في تلك المناطق بل هو دليل على أن الجنوب الليبي خارج سيطرة الأجهزة الأمنية الليبية وفق تعبيره. 

وأكد تيهو ساي، أن القبض على أمير "داعش" هاشم أبو سدرة سيفتح شهية العناصر الإرهابية للانتقام من هذه العملية الأمنية بحق أحد أبرز قادتها، وألمح إلى أن هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية بالدول الأفريقية المجاراة لليبيا ستسهم في تسلل المجموعات الإرهابية إليها عبر الجنوب للتزود بالوقود والسلاح، إذ من المتوقع أن تتخذ من مرزق وأحواز سبها مقراً لنشاطها للتقدم في مرحلة موالية نحو الحقول النفطية بخاصة حقل الفيل والشرارة التي لا تتمتع فيها القوات الأمنية هناك بالقوة القتالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتابع الباحث، أن جميع المناطق النفطية لا تتوافر على إمكانات أمنية قوية ومن السهل اختراقها من قبل "داعش" الذي يمكنه التخفي والتنقل بسهولة عبر عدة شبكات على غرار شبكة تهريب الوقود وشبكة تهريب البشر.

 وحذر من زحف "بوكو حرام" نحو الحدود الليبية انطلاقاً من بوركينا فاسو نحو الحدود النيجيرية فمالي وموريتانيا وصولاً إلى الحدود التشادية والليبية، وطالب بسرعة الذهاب نحو توحيد الجيش الوطني وتفعيل حرس الحدود على طول الحزام الحدودي الجنوبي.

مقر القادة 

في السياق، لم يخف الأكاديمي السوداني محمد تورشين هشاشة الأوضاع الأمنية في الساحل الأفريقي بما تمثله من خطر على الدولة الليبية إلا أنه استبعد عودة نشاط التنظيمات الإرهابية في الأخيرة.

وأوضح، على رغم الانقسام السياسي إلا أن وجود سلطات قائمة في الشرق والغرب يضعف من جهود انتشار الجماعات الإرهابية مجدداً في ليبيا، فإلقاء القبض أخيراً على قيادي بالتنظيم يعد أبرز دليل على نشاط الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في ليبيا.

يضيف تورشين، أن حاجة الغرب للنفط والغاز الليبي ووجود كل من الشركات الإيطالية والفرنسية والأميركية لن يسمح بعودة العمليات الإرهابية. في المقابل من السهل جداً أن تتمدد في السودان والنيجر ولكن أن تغير خطتها نحو ليبيا أمر صعب.

وأضاف، من المحتمل وجود قادة التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" أو "القاعدة" في ليبيا بحكم توافرها على الخدمات الأساسية عكس بقية البلدان الأفريقية، مؤكداً أن ليبيا ستكون مقراً لهم وليست رقعة للأنشطة الإرهابية بحكم قربها من أرض العمليات التي ستشهدها الدول الأفريقية المجاورة لليبيا. 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير